الأبيات 34
غابَ غازي مُكَللاً بالقصيد | |
سارحَ الطرْفِ في معاني الوجود | |
مُفْعَمَ الروح من أغان حسان | |
من أغاني الرُّعاة بين النُّجود | |
شِعرُهُ الروضُ من رياض الروابي | |
والمراؤون شعرُهم من حديد | |
شعرُهُ الوَقدُ من وَقودِ المحاني | |
والكثيرون شعرُهم من بُرود | |
غابَ غازي ولم تَغِبْ في البوادي | |
أغنياتٌ له على كلِّ عود | |
غابَ لكنَّ عطرَه في قلوبٍ | |
خافقات بغاليات النشيد | |
غابَ لكنَّ شعرَه في حضور | |
غابَ لكنَّ فكرَهُ في وجود | |
أجملُ الشعرِ مايعيشُ زماناً | |
بعد أهلـِيهِ وهو تِرْبُ الخلودِ | |
غازي ياغازياً ولا ليس يغزو | |
غزوَه ..غيرُ مستهام عميدِ | |
مبدعاً كان وهو صَبٌّ شريدٌ | |
كُلَّ معنىً من الحسان شَرودِ | |
نسَجَ الحبَّ بُردَةً رمقَـَتـْها | |
أعينُ الكون من مكان بعيد | |
غاب غازي ولم يَغِبْ منه شعرٌ | |
هو كالدُّرِّ كالجُمان النَّضيد | |
وهو الوردُ في شفاه الصَّباحاتِ | |
وكالعطر كالشذا في البُّرود | |
غابَ غازي ولقد عاش دهراً | |
يَغمِسُ الفِكْرَ في حنايا القصيد | |
ويعيدُ ابتكارَ كُلِّ جميل | |
من فضاءات كُلِّ فكرٍ رشيد | |
ويصوغ الخيال عقدا فريدا | |
لعيون الجمال في كل جـِيـْد | |
غاب غازي وظل بين البرايا | |
منه صوتٌ لهُ بَقاءُ الوجود |