لِزائِدِ الْمِفْضَالِ أُهْدِي السَّلامْ

قصيدة : يَا زائِد المجدِ استمع قِصَّتي 

أرسلت هذه القصيدة من قطر إلى عظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبي وهي تتضمن شكوى واعتذار وذلك حينما إجتاحت موجات التسمم إمارة قطر في الشهر السادس سنة 1967 م. والتي أصابت العديد من اهالي الامارة وكان الحادث قد شمل بعض أسرة الشاعر . الأمر الذي اضطره على البقاء في قطر لمعالجة المصابين من أسرته. وكان بعضهم قد عاتب الشاعر ولامه على عدم مغادرته قطر إلى ((ابو ظبي)) فأَرسل الشاعر هذه القصيدة.

وهو بها يرد على لوم اللائمين وعذل العاذلين. وشارحاً لسمو حاكم ((أبوظبي)) الحالة في قطر ومعتذراً عن عدم حضوره في الوقت المطلوب وأرسلت بتاريخ 12 ربيع الثاني سنة 1387 هـ. الموافق 7-7-1967 م.

الأبيات 40
لِـزائِدِ الْمِفْضـَالِ أُهْـدِي السـَّلامْ أَبُثُّــهُ الشـَّكْوى وَنَـارَ الْهُيـامْ
فَــرُدَّ سـَهْمَ اللَّـوْمِ يـا عـاذِلي فَــالقَلْبُ لا يَحْمِــلُ سـَهْمَ الْمَلامْ
أدْركْــتَ ســِرَّ اللَّــوْمِ لكِنَّمَــا قَصــَّرْتَ عَـنْ إِدْراكِ سـِرِّ الْغَـرامْ
نَظَــرْتَ فِـي اللَّفْـظِ إِلـى ظـاهِرٍ مِنْـهُ وَلَـمْ تُـدْرِكْ خَفَايـا الْكَلامْ
فَــالْفَخْرُ لِلْحَسـْناءِ يَـأْتِي بِمـا يَســْتُرُهُ اللِّثَــامُ لا بَاللِّثــامْ
يــا جِيـرَةً جـارُوا علـى مُغْـرَمٍ رفِقـاً بِمَـنْ علـى هَـوَاكُمْ أقَـامْ
دائِي دواهُ قُرْبُكُــمْ فَــانْعِمُوا بِـــهِ وَإِلَّا كـــانَ رائِي عِقــامْ
لا يَنْبَغِــي الْيَــأْسً بِشـَيْءٍ لِـذا نُســـَلِّمُ الْأَمْــرَ لِــرَبِّ الْأَنــامْ
فَالْيَــأْسُ لَــمْ يُحْمَـدْ لَـهُ آخِـرٌ وَمُنْتَهــاهُ رَشــْفُ كَـأْسِ الْحِمـامْ
وَالْحُـــرُّ فِــي أيَّــامِهِ عُرْضــَةٌ لِلْبُـؤْسِ فِي الدُّنيا وغَدْرِ اللِّئامْ
وَكَيْـفَ نُـؤْتِي الْيَـأْسَ دُونَ الْمُنى وَ"زائِدٌ" فِيـهِ الْمُنَـى والْمَـرامْ
فَهْـوَ ابْـنُ "سـُلْطانٍ" وَرَبُّ النَّدَى الطَّـاهِرُ الـذَّيْلِ الْأَمِيـرُ الْهُمامْ
نـــالَتْ "أَبــوظَبْيٍ" بِعَلْيــائِهِ رَغِيــدَ عَيْــشٍ وَســُمُوَّ الْمُقَــامْ
يَهُمُّـــــهُ إِنجاحُهــــا إذْ فَلا يَنْفَـكُّ يَـأْبَى بِالْمَسـَاعي الْجِسامْ
قَــدْ عَمَّـمَ الْعَـدْلُ رَعايـاهُ فِـي "رَواتِبٍ" تَزْهُــو بِحُسـْنِ انْتِظـامْ
أَفْكـارُهُ تَجْلُـو لَـهُ مـا اخْتَفَـى كالْبَــدْرِ يَجْلُــو مُـدْلَهِمَّ الظَّلامْ
يَقُـومُ بِالْحُسـْنَى وَيُـولِي النَّـدَى وَيَلْـزَمُ التَّقَـوى وَيَرْعَـى الذِّمامْ
مُقـــامُهُ لِمَـــنْ لَجَــا كَعْبَــةٌ وَكَفُّـــهُ لِمَـــنْ رَجــاهُ غَمــامْ
تَزْدَحِـــمُ النَّـــاسُ بِـــأَبْوابِهِ لِيَرْتَــوِي مِــنْ وِرْدِهِ كُــلُّ ظـامْ
وَيُنْشـــِدُ الْمُــدَّاحُ لا تَعْجَبُــوا فـ"الْمَورِدُ الْعَذْبُ كَثِيرُ الزِّحامْ"
وَبَيْتُـــهُ مَحَــطُّ رَحْــلِ الْــوَرَى كَـأنَّهُ الْبَيْـتُ الْعَتِيـقُ الْحَـرامْ
يـا "زائِداً" قَـدْ رافَقَتْكَ الْعُلَى وَالْمَجْـدُ والتَّوْفِيـقُ مُنْذُ الْفِطامْ
أَســْهَرْتَ جَفْــنَ الْجِـدِّ مُسْتَنْصـِراً بِهِمَّــةٍ تَكْفُــلُ حِمْــلَ الْمَهــامّْ
وَلَـمْ تَهَـبْ مِـنْ صـَوْلَةِ الدَّهْرِ بَلْ فِـي دُرُقِ الْحَـزْمِ اتَّقَيْـتَ السِّهامْ
وَطالَمــا قــابَلْتَ مِــنْ صــِرْفِهِ حَوادِثــاً يَشــِيبُ مِنْهــا الْغُلامْ
فَكُنْــتَ تَلْقاهــا بِعَـزْمِ الْمُنَـى بِــوَجْهِ إســْعادٍ وَثَغْـرِ ابْتِسـامْ
يـا زائِدَ الْمَجْـدِ اسـْتَمِعْ قِصـَّتِي وَاسـْمَعْ حَـدِيثَ الشَّاعِرِ الْمُسْتَهامْ
إِلَيْـكَ أَشـْكُو الْحـالَ فِـي مِحْنَـةٍ فَـأَنْتَ ذُخْـرِي فِي الْخُطُوبِ الْجِسامْ
قَـــدْ فَتَّــتَ الســُّمُ لِأَكْبادِنــا أَصـابَ أَحْشـاءَ الْعِيـالِ الْفِطـامْ
عِنايَــةُ اللــهِ أَحــاطَتْ بِنــا وَأَنْقَـذَتْنَا مِـنَ الْمَـوْتِ الـزُّؤَامْ
فَلْنَتْــرُكِ التَّفْصـِيلَ فِيمـا جَـرَى وَمُجْمَــلَ الْقَــوْلِ بِقُصــْرِ الْكَلامْ
فَــذلِكَ الْأَمْــرُ الَّــذِي عــاقَنِي عَـنِ الْحُضـُورِ عِنْـدَكُمْ يـا كِـرامْ
فاقْبَـلْ "أَبـا سُلْطانَ" عُذْرِي فَقَدْ زادَ لِرُؤْيــاكَ الْجَـوَى وَالْغَـرامْ
عَســَى يُتِيـحُ الـدَّهْرُ لِـي فُرْصـَةً أُهْـدِي لَكُـمْ فِيهـا فُـرُوضَ السَّلامْ
أُمَتِّــعُ الْعَيْــنَ بِــذاكَ الْحِمَـى وَأُنْشــِدُ الْعاهِــلَ دُرَّ النِّظــامْ
فَاهْنَـأ فَـدَتْكَ النَّفْسُ وَاسْلَمْ وَسُدْ واْفَخْـر وَتِـهْ فِـي كُـلِّ وَقْتٍ وَعامْ
وانْظُــرْ إِلــى مَنْظُومَـةٍ زانَهـا بَــدِيعُ وَصــْفٍ فِيـكَ بـاهٍ وَسـامْ
أَلْفاظُهــا رَقَّــتْ وَقَــدْ ضـُمِّنَتْ مَعانِيــاً تَفْعَــلُ فِعْـلَ الْمُـدامْ
خَطَّـــتْ يَـــدُ الْإِخْلاصِ آياتِهـــا فَـاحْتَكَمَتْ فِـي الْقَوْلِ كُلَّ احْتِكامْ
وَافْتَتَحَــتْ أَبْياتَهــا بِالثَّنــا وَخَصَّصـَتْها بِالـدُّعا فِـي الْخِتـامْ
محمد شريف الشيباني
21 قصيدة
1 ديوان

قصائد أخرى لمحمد شريف الشيباني

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : تَمَلّكتْ شهواتِ النَفسِ عفْتُهُ 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : فاَهنَا بصَومِكَ وَلتَدُم في نعِمَةٍ  

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

القصيدة : ضَاءَتْ أبو ظبيٍ بأوبكَ بَهجةً 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : حياكَ عيسى وأقوامٌ له كرمتُ