الشَّعْبُ أزْهَرَ بِالْبُشْرَى مُحَيَّاهُ

قصيدة : تَمَلّكتْ شهواتِ النَفسِ عفْتُهُ 

أُلقيت هذه القصيدة بين يدي مقام حضرة صاحب العظمة الشيخ ((زايد)) بن سلطان آل نهيان في الاحتفال الكبير الذي أقيم في القصر الأميري العامر في صباح عيد الفطر المبارك بتاريخ غرة شوال سنة 1387هـ الموافق 1-1-1968 م .

الأبيات 38
الشــَّعْبُ أزْهَــرَ بِالْبُشـْرَى مُحَيَّـاهُ وبِــالْحُبُورِ تَجَلَّــى حُســْنُ مَــرْآهُ
وَالْقَلْـبُ قَدْ شَاقَهُ صَفْوُ الْهَنا وغَدَا فـي غَمْـرَةِ الْعِيـدِ نَشـْوانٌ وَتَيَّـاهُ
اللـهُ أَكْبَـرُ مـا أَبْهَـى تَعاطِيَنَـا كَـأْسَ السـُّرُورِ وَمـا أَحْلَـى حُمَيَّـاهُ
بَيْـنَ الْمُنَـى وَالتَّهـانِي كُلُّنا مَرِحٌ يَضـــُمُّنا كَنَــفٌ نَســْمُو بِعَلْيــاهُ
فَالْعِيـدُ هَـذا وَفِيهِ الشَّهْمُ عاهِلُنا ذا زائِدُ الْمَجْـدِ أَعْلَـى شَأْنَهُ اللهُ
سـاسَ الْبِلادَ بِمـا قـدْ سَادَ مِنْ قِدَمٍ آبــاؤُهُ الغٌـرُّ وَاسـْتَرْعَى رَعايَـاهُ
"آلُ النُّهَيَّــانِ" لا قَـرْمٌ يُمـاثِلُهُمْ وَمــا لِأَشــْبالِهِمْ بِــالْغِرِّ أَشـْباهُ
فِـي بابِهِمْ قَدْ أقَامَ السَّعْدُ يَخْدِمَهُمْ وَالْحَـظُّ وَالْعِـزُّ وَالْإِقْبـالُ واَلْجـاهُ
وَمَجْــدُهُمْ كُــلُّ ذِي مَجْـدٍ أَقَـرَّ بِـهِ وَالصـُّبْحُ لا تُنْكِـرُ الْأَبْصـَارُ رُؤْيـاهُ
لَوْ أنَّ أهْلَ النُّهَى عَنْ وَصْفِهِمْ سَكَتُوا أَثْنَـتْ عَلَيْهِـمْ مِـنَ الْآثـارِ أَفْـواهُ
رَوَتْ "عُمَـانُ" حَـديثاً عَنْ شَهَامَتِهِمْ مُسَلْســَلاً مَــنْ وَعـاهُ لَيْـسَ يَنْسـَاهُ
تَقَسـَّمَ الْمَجْـدُ جِنْسـاً وَهْـوَ مُجْتَمِـعٌ بِهِـــمْ وَصــُوُرَتُهُ تَمَّــتْ وَمَعْنَــاهُ
كَنْـزٌ مِـنَ الْحِلْم وَالتَّقْوَى ذَخِيرتُهُمْ وَخَيْـرُ مـا يَكْنِـزُ الْإِنْسـانُ تَقْـواهُ
وَصـْفُ السـَّماحَةِ إِنْ حـاوَلْتَ غايَتَهُ بِهِـمْ يَفُـوتُ مَجـالَ الْفِكْـرِ مَرْمـاهُ
أَرُوُمَـةٌ "زائِدٌ" قَـدْ صـارَ مَفْخَرَهـا وَلا تَســَلْ بعْــدَ هَـذا عَـنْ مُسـَمَّاهُ
أَكْـرِمْ بِـهِ زائِدَ الْمَعْـرُوفِ مِنْ مَلِكٍ فــاقَ الْأُلـىَ جُـودُهُ طُـرّاً وَجَـدْواهُ
"أبُـو خَلِيفَـةَ" مَـنْ طـابَتْ أَرُومَتُهُ وَمِــنْ فَضــائِلِهِ فَاضــَتْ ســَجايَاهُ
قَـرْمٌ حَوَى فِي "عُمانِ" الْعُرْبِ مَنْزِلَةً عُظْمَـى وَفِـي كَـوْكَبِ الْإِصـْلاحِ مَسـْراهُ
بَنَــى لأُمَّتِــهِ فَـوْقَ السـُّها شـَرَفاً لكِـنْ علَـى الرَّفْـعِ مِنْهُ كانَ مَبْناهُ
بِـالْحَزْمِ مِنْ عَزْمِهِ أَجْرَى الْأُمُورَ كَمَا يُسـابِقُ الْجِـدَّ مـا تُـوحِي نَوايـاهُ
لَـهُ مِـنَ الـرَّأْيِ سـَيْفٌ لا يَكِـلُّ إِذا دَعَـا الخُطُـوبَ بِـهِ يُصـْغِي لِـدَعْواهُ
فَالْعَـدْلُ وَالْبَـذْلُ مَعْنَـاهُ ومَنْطِقَـهُ وَاليُمْـنُ والْيُسـْرُ يُمْنَـاهُ وَيُسـْراهُ
خَيْـــرٌ عَـــوائِدُهُ جَــمٌّ فَــوائِدُهُ عَـــذْبٌ مـــوارِدُهُ طَلْــقٌ مُحَيَّــاهُ
فَالصــِّدْقُ وافَقَـهُ وَالْفَـوْزُ قـارَنَهُ وَالْمَجْــدُ صــاحَبَهُ وَالْحُكْـمُ آخـاهُ
مُكَمِّـلُ الـذَّاتِ مَحْمُـودُ الصـِّفاتِ لَهُ ذِكْـرٌ سـَرَتْ فِـي جَميـعِ الْأَرْضِ رَيَّـاهُ
مِـنْ حَاتِمٍ وَابْنِ هِنْدٍ فِي الْأَنامِ جَرَى لِلْجُــودِ حُكْـمٌ صـَحيحٌ وَهْـوَ أَمْضـاهُ
يُعْطِــي كَثِيــراً بِلاَ مَــنٍّ وَلا كَـدَرٍ وَقَـلَّ فـي الْكَـوْنِ مَنْ يُعْطِي عَطَاياهُ
تُـرَدُّ بِالْبَـأْسِ مِنْـهُ الْغـائِلاتُ وَلا يُــرَدُّ بِالْيَــأْسِ عنْـهُ مَـنْ تَرَجَّـاهُ
بِـالْحَزْمِ وَالْعَزْمِ رَبُّ الْعَرْشِ زادَ لَهُ بَسـْطاً وَمِـنْ جَـوْهَرِ الْإِحْسـَانِ سـَوَّاهُ
إِذا تــوارَدَ ذِكْـرُ الشـُّحِّ عَـنْ مَلَأٍ يَوْمـاً َيقُـولُ لِسـانُ الرِّفْدِ: حاشاهُ
لِلــدِّينِ حُكْـمٌ عَلَيْـهِ نافِـذٌ أبَـداً وَحُكْمُــهُ نافِــذٌ فِـي أَمْـرِ دُنْيـاهُ
تَمَلَّكَــتْ شــَهَواتِ النَّفْــسِ عِفَّتُــهُ وَعَنْـهُ قَـدْ رَضـِيَ الْبـارِي وَأَرْضـَاهُ
أَحْيَــا الْبِلادَ وَرَبَّاهَــا بِحِكْمَتِــهِ إِلَـى الرَّعايـا فَحَيَّـا اللهُ مَرْبَاهُ
يـا "زائِداً" مَنْ حَبَاهُ اللهُ مَوْهِبَةً بِــدِيِنِهِ حــازَ تَوْفِيقــاً وَدُنْيـاهُ
فَمــا تَمَنَّــى مُرِيـدٌ مِنْـكَ مَكْرُمَـةً إِلَّا وَحـــازَ لَــدَيْهِ مــا تَمَنَّــاهُ
مِـنْ أَجْلِ هَذا تَرى الْأَفْكارَ إِنْ عَصَرَتْ لَكُـمْ رَحِيـقَ الثَّنـا جـاءَتْ بِـأَحْلاهُ
لَكَ التَّهانِي بِعِيدِ الْفِطْرِ وَابْقَ كَما أَعــادَهُ اللــهُ فِـي عِـزٍّ وَأَبْقـاهُ
وَدُمْـتَ فِـي بَهْجَةِ الْعَلْياءِ مُغْتَنِماً كَمـا تَشـاءُ مِـنَ الـدُّنيا وَتَهْـواهُ
محمد شريف الشيباني
21 قصيدة
1 ديوان

قصائد أخرى لمحمد شريف الشيباني

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : فاَهنَا بصَومِكَ وَلتَدُم في نعِمَةٍ  

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

القصيدة : ضَاءَتْ أبو ظبيٍ بأوبكَ بَهجةً 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : حياكَ عيسى وأقوامٌ له كرمتُ 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : هذي عُمان العلى فيه ممَّنعةُ