نَفَى أَهْلَ الحَبَلَّقِ يَوْمَ وَجٍّ

شبان وشيب:

قال هذه الأبيات في يوم فتح مكة وفي غزوة حنين والطائف وكن في غزوة واحدة غزاهنّ النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر بعض أبياتها في الإصابة وفي الأغاني وفي طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي، وكل هؤلاء روى القصيدة على أنها لبجير بن زهير وحجتهم في ذلك أن كعباً أسلم بعد منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف.

الأبيات 13
نَفَــى أَهْـلَ الحَبَلَّـقِ يَـوْمَ وَجٍّ مُزَيْنَــةُ جَهْــرَةً وَبَنُـو خُفَـافِ
ضـَرَبْناهُمْ بِمَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِ النْـ ــنَبِيِّ الخَيْـرِ بِالبِيضِ الخِفافِ
صــَبَحْنَاهُمْ بِــأَلْفٍ مِـنْ سـُلَيْمٍ وَأَلْــفٍ مِـنْ بَنِـي عُثْمـانَ وَافِ
حَـدَوْا أَكْتـافُهُمْ ضـَرْباً وَطَعْناً وَرَمْيــاً بالمُرَيَّشــَةِ اللِّطـافِ
رَمَيْنـــاهُمْ بِشـــُبَّانٍ وَشــِيبٍ تُكَفْكِــفُ كُـلَّ مُمْتَنِـعِ العِطـافِ
تَـرَى بَيْـنَ الصـُّفُوفِ لَهُنَّ رَشْقاً كَمَا انْصاعَ الفَوَاقُ عَنِ الرِّصافِ
تَرَى الجُرْدَ الجِيادَ تَلُوحُ فِيهِمْ بِأَرْمـــاحٍ مُقَوَّمَــةِ الثِّقَــافِ
وَرُحْنـا غَـانِمِينَ بِمـا أَرَدْنـا وَرَاحُـوا نَـادِمِينَ عَلَـى الخِلَافِ
وَقَـدْ سـَمِعُوا مَقالَتَنـا فَهَمُّوا غَـدَاةَ الـرَّوْعِ مِنَّـا بِانْصـِرافِ
وَأَعْطَيْنــا رَسـُولَ اللـهِ مِنَّـا مَوَاثِيقـاً عَلَـى حُسـْنِ التَّصافي
فَجُزْنـا بَطْـنَ مَكَّـةَ وَامْتَنَعْنـا بِتَقْـوَى اللـهِ وَالْبِيضِ الخِفَافِ
وَحَــلَّ عَمُودُنــا حَجَـراتِ نَجْـدٍ فَأَلْيَـةَ فَالقُـدُوسَ إِلَـى شـَرَافِ
أَرَادُوا اللَّاتَ وَالعُــزَّى إِلَهـاً كَفَــى بِـاللهِ دَونَ اللَّاتِ كـافِ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ
52 قصيدة
1 ديوان

   كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ. 

646م-
26هـ-