رَحَلْتُ إِلَى قَوْمِي لِأَدْعُوَ جُلَّهُمْ

رحلت إلى قومي:

قال هذه الأبيات حين أسلم وحسن إسلامه، وصلح شأنه، فركب إلى قومه يدعوهم إلى الدخول فيما دخل فيه،

 وكان في قومه بعض الخلاف، فأسلم ناس كثيرون.

الأبيات 13
رَحَلْــتُ إِلَـى قَـوْمِي لِأَدْعُـوَ جُلَّهُـمْ إِلَـى أَمْـرِ حَـزْمٍ أَحْكَمَتْهُ الجَوَامِعُ
لِيُوفُوا بِما كَانُوا عَلَيْهِ تَعاقَدُوا بِخَيْــفِ مِنـىً وَاللـهُ رَاءٍ وَسـَامِعُ
وَتُوصــَلَ أَرْحــامٌ وَيُفْــرَجَ مُغْـرَمٌ وَتَرْجِـعَ بِـالوُدِّ القَـدِيمِ الرَّواجِعُ
فَـأَبْلِغْ بِهـا أَفْنَـاءَ عُثْمانَ كُلَّها وَأَوْسـاً فَبَلِّغْهـا الَّـذِي أَنَا صانِعُ
سـَأَدْعُوهُمُ جُهْدِي إِلَى البِرِّ وَالتُّقَى وَأَمْـرِ العُلَا مـا شايَعَتْنِي الأَصَابِعُ
فَكُونُـوا جَمِيعاً ما اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّهُ سَيَلْبَسـُكُمْ ثَـوْبٌ مِـنَ اللـهِ واسـِعُ
وَقُومُـوا فآسـُوا قَوْمَكُمْ فَاجْمَعُوهُمُ وَكُونُـوا يَـداً تَبْنِي العُلا وَتُدَافِعُ
فَـإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَفْعَلُوا مَا أَمَرْتُكُمْ فَـأَوْفُوا بِهـا إِنَّ العُهُـودَ وَدائِعُ
لَشـَتَّانَ مَـنْ يَـدْعُو فُيُـوفِي بِعَهْدِهِ وَمَـنْ هُـوَ لِلْعَهْـدِ المُؤَكَّـدِ خـالِعُ
إِلَيْـكَ أَبـا نَصـْرٍ أَجـازَتْ نَصِيحَتِي تُبَلِّغُهــا عَنِّـي المَطِـيُّ الخَوَاضـِعُ
فَـأَوْفِ بِما عاهَدْتَ بِالخَيْفِ مِنْ مِنىً أَبَا النَّصْرِ إِذْ سُدَّتْ عَلَيْكَ المَطَالِعُ
فَنَحْـنُ بَنُـو الأَشـْيَاخِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ نُــذَبِّبُ عَــنْ أَحْســَابِنا وَنُـدَافِعُ
وَنَحْبِــسُ بِـالثَّغْرِ المَخُـوفِ مَحَلُّـهُ لِيُكْشــَفَ كَــرْبٌ أَوْ لِيُطْعَـمَ جـائِعُ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ
52 قصيدة
1 ديوان

   كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ. 

646م-
26هـ-