الأبيات 15
أَبَــتْ ذِكَـرٌ مِـنْ حُـبِّ لَيْلَـى تَعُـودُنِي عِيَـادَ أَخِـي الْحُمَّـى إِذَا قُلْـتُ أَقْصَرَا
كَــــأَنَّ بِغُلَّانِ الرَّســــِيسِ وَعَاقِـــلٍ ذُرَى النَّخْـلِ تَسـْمُو وَالسَّفِينَ الْمُقَيَّرَا
أَلَــمْ تَعْلَمِــي أَنِّـي إِذَا وَصـْلُ خُلَّـةٍ كَــذَاكِ تَـوَلَّى كُنْـتُ بِالصـَّبْرِ أَجْـدَرَا
وَمُسْتَأْســـِدٍ يَنْـــدَى كَــأَنَّ ذُبَــابَهُ أَخُــو الْخَمْـرِ هَـاجَتْ حُزْنَـهُ فَتَـذَكَّرَا
هَبَطْـــتُ بِمَلْبُـــونٍ كَـــأَنَّ جِلَالَـــهُ نَضـَتْ عَـنْ أَدِيـمٍ لَيْلَـةَ الطَّـلِّ أَحْمَرَا
أَمِيـنِ الشـَّوَى شَحْطٍ إِذَا الْقَوْمُ آنَسُوا مَـدَى الْعَيْنِ شَخْصاً كَانَ بِالشَّخْصِ أَبْصَرَا
كَشــَاةِ الْإِرَانِ الْأَعْفَــرِ انْضـَرَجَتْ لَـهُ كِلَابٌ رَآهَـــا مِــنْ بَعِيــدٍ فَأَحْضــَرَا
وَخَالِي الْجَبَا أَوْرَدتُهُ الْقَوْمَ فَاسْتَقَوا بِســُفْرَتِهِمْ مِـنْ آجِـنِ الْمَـاءِ أَصـْفَرَا
رَأَوْا لَبَثــاً مِنَّـا عَلَيْـهِ اسـْتَقَاؤُنَا وَرِيُّ مَطَايَانَـــا بِـــهِ أَنْ تُغَمَّـــرَا
وَخَــرْقٍ يَعِــجُّ الْعَــوْدُ أَنْ يَسـْتَبِينَهُ إِذَا أَوْرَدَ الْمَجْهُولَـةِ الْقَـوْمُ أَصـْدَرَا
تَــرَى بِحِفَــافَيْهِ الرَّذَايَــا وَمَتْنِـهِ قِيَامــاً يُقَطِّعْــنَ الصـَّرِيفَ الْمُفَتَّـرَا
تَرَكْـتُ بِـهِ مِـنْ آخِـرِ اللَّيْـلِ مَوْضـِعِي فِرَاشــِي وَمُلْقَـايَ النَّقِيـشَ الْمُشـَمَّرَا
وَمَثْنَـــى نَـــوَاجٍ ضـــُمَّرٍ جَدَلِيَّـــةٍ كَجَفْــنِ الْيَمَـانِيْ نَيُّهَـا قَـدْ تَحَسـَّرَا
وَمَرْقَبَــةٍ عَرْفَــاءَ أَوْفَيْــتُ مَقْصــِراً لَأَســْتَأْنِسَ الْأَشــْبَاحَ فِيهَــا وَأَنْظُـرَا
عَلَــى عَجَـلٍ مِنِّـي غِشَاشـاً وَقَـدْ دَنَـا ذُرَى اللَّيْـلِ وَاحْمَـرَّ النَّهَـارُ وَأَدْبَرَا
كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ
52 قصيدة
1 ديوان

   كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ. 

646م-
26هـ-