مَا بَرِحَ الرَّسْمُ الَّذِي بَيْنَ حَنْجَرٍ

ألا ليت سلمى:

وردت بعض أبيات هذه القصيدة في أمالي السيد المرتضى، ونسبت إلى عقبة بن كعب بن زهير .

وقد أورد صاحب معاهد التنصيص عشرة أبيات منها منسوبة إلى كثير عزة،

الأبيات 21
مَـا بَـرِحَ الرَّسـْمُ الَّـذِي بَيْـنَ حَنْجَرٍ وَذَلْفَــةٍ حَتَّـى قِيـلَ هَـلْ هُـوَ نَـازِحُ
وَمَـا زِلْـتَ تَرْجُـو نَفْـعَ سُعْدى وَوُدَّها وَتُبْعِـدُ حَتَّـى ابْيَـضَّ مِنْـكَ المَسـَائِحُ
وَحَتَّـى رَأَيْـتَ الشـَّخْصَ يَـزْدادُ مِثْلُـهُ إِلَيْــهِ وَحَتَّــى نِصــْفُ رَأْسـِيَ وَاضـِحُ
عَلَا حــاجِبَيَّ الشــَيْبُ حَتَّــى كَــأَنَّهُ ظِبــاءٌ جَــرَتْ مِنْهـا سـَنِيحٌ وَبَـارِحُ
فَأَصـــْبَحْتُ لَا أَبْتَــاعُ إِلَّا مُــؤَامِراً وَمَـا بَيْـعُ مَـنْ يَبْتـاعُ مِثْلِـيَ رَابِحُ
أَلَا لَيْـتَ سـَلْمَى كُلَّمـا حَـانَ ذِكْرُهـا تُبَلِّغُهــا عَنِّــي الرِّيـاحُ النَّوَافِـحُ
وَقَـالَتْ تَعَلَّـمْ أَنَّ مَـا كَـانَ بَيْنَنـا إِلَيْـــكَ أَدَاءٌ إِنَّ عَهْـــدَكَ صـــَالِحُ
جَمِيعــاً تُــؤَدِّيهِ إِلَيْــكَ أَمَــانَتِي كَمَـا أُدِّيَـتْ بَعْـدَ الغِـرَازِ المَنَائِحُ
وَقَــالَتْ تَعَلَّــمْ أَنَّ بَعْــضَ حُمُــوَّتِي وَبَعْلِــي غِضــابٌ كُلُّهُــمْ لَـكَ كَاشـِحُ
يَحِــدُّونَ بِالأَيْــدِي الشـَّفَارَ وَكُلُّهُـمْ لِحَلْقِــكَ لَـوْ يَسـْتَطِيعُ حَلْقَـكَ ذابِـحُ
وَهَـــزَّةِ أَظْعـــانٍ عَلَيْهِــنَّ بَهْجَــةٌ طَلَبْــتُ وَرَيْعـانُ الصـِّبا بِـيَ جَامِـحُ
فَلَمَّـا قَضـَيْنا مِـنْ مِنـىً كُـلَّ حَاجَـةٍ وَمَسـَّحَ رُكْـنَ البَيْـتِ مَـنْ هُـوَ ماسـِحُ
وَشـُدَّتْ عَلَـى حُـدْبِ المَهَـارَى رِحالُها وَلَا يَنْظُـرُ الغَـادِي الَّـذِي هُـوَ رائِحُ
فَقِلْنا عَلَى الهُوجِ المَراسِيلِ وَارْتَمَتْ بِهِـنَّ الصـَّحارَى وَالصـِّمادُ الصَّحاصـِحُ
نَزَعْنــا بِـأَطْرَافِ الأَحـادِيثِ بَيْنَنـا وَمَــالَتْ بِأَعْنــاقِ المَطِـيِّ الأَبَاطِـحُ
وَطِــرْتُ إِلَـى قَـوْداءَ قَـادَ تَلِيلُهـا مَنَاكِبَهــا وَاشـْتَدَّ مِنْهـا الجَوَانِـحُ
كَـأَنِّي كَسـَوْتُ الرَّحْـلَ جَوْنـاً رَباعِياً تَضـــَمَّنَهُ وَادِي الرَّجــا فَالأَفَايِــحُ
مُمَـــرّاً كَعَقْــدِ الأَنْــدَرِيِّ مُــدَمَّجاً بَـدَا قـارِحٌ مِنْـهُ وَلَـمْ يَبْـدُ قَـارِحُ
كَــأَنَّ عَلَيْــهِ مِــنْ قَبــاءٍ بِطانَـةً تَفَــرَّجَ عَنْهــا جَيْبُهــا وَالمَنَاصـِحُ
أَخُـو الأَرْضِ يَسـْتَخْفِي بِهـا غَيْـرَ أَنَّهُ إِذَا اسـْتافَ مِنْهـا قَارِحاً فَهْوَ صَائِحُ
دَعَاهـا مِـنَ الأَمْهـادِ أَمْهـادِ عـامِرٍ وَهَـاجَتْ مِـنَ الشـِّعْرَى عَلَيْهِ البَوارِحُ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ
52 قصيدة
1 ديوان

   كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ. 

646م-
26هـ-