هاتِ الحَديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا

قال يخاطب القاضي التنوخي . 

المصدر : ديوان أبي العلاء المعري المشهور بسقط الزند.



وقف على طبعه جناب العالم الاديب والشاعر البليغ المعلم شاكر شقير البستاني



مساعد في تأليف دائرة المعارف واضيف اليه جدول قاموسي يتضمن الالفاظ اللغوية



طبع بنفقة الخواجا لطف الله الزهار صاحب المكتبة الوطنية ( بالمطبعة الادبية في بيروت سنة 1884) ص 105

 

والمراد بالقاضي التنوخي أبو القاسم علي بن المحسِّن وهو المذكور في البيت 32 وقد ترجم له ابن خلكان في آخر ترجمة أبيه المحسن بن علي صاحب كتاب نشوار المحاضرة قال:

الأبيات 51
هـاتِ الحَـديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا ومَوْقِــدِ النـارِ لا تَكْـرَى بتَكْريتـا
ليســتْ كنــارِ عــدِيٍّ نـارُ عاديَـةٍ بــاتَتْ تَشـُبّ علـى أيْـدي مَصـَالِيتا
ومــا لُبَيْنَــى وإنْ عَــزّتْ برَبّتِهـا لكِـنْ غَـذَتْها رجـالُ الهنـد تَرْبِيتا
أذْكَــتْ ســَرَنْدِيبُ أُولاهــا وآخِرَهـا وعَوّذَتْهــا بَنــاتُ القَيْـنِ تَشـْميتا
حـتى أتـتْ وكـأنّ الَلـه قـال لهـا حُـوطي المَمالِـكَ تَمْكِينـاً وتَشـْبيتا
مِــن كــلّ أبْيَــضَ مُهْتَــزٍّ ذَوَائِبُـهُ يُمْسـي ويُصـْبِحُ فيـه المـوتُ مَسؤوتا
تَـرى وُجـوهَ المَنايـا فـي جَوانبِها يُخَلْـــنَ أوْجُــهَ جِنّــانٍ عَفاريتَــا
بَــرٌّ وبَحــرٌ مُبِيــدٌ لا تُحِــسّ بــه ضــَبَّ العَــرَارِ ولا ظَبْيـاً ولا حوتـا
كــأنّ أهـلَ قُـرى نَمْـلٍ عَلَـوْنَ قَـرا رَمْــلٍ فغــادَرْنَ آثــاراً مَخافِيتـا
وحَفّـرَتْ فيـه رُكْبـانُ الـرّدى فُقُـراً حَفْــرَ ابـنِ عـادٍ لإيـرادٍ هَرامِيتـا
كـــأنّهُنّ إذا عُرّيـــنَ فــي رَهَــجٍ يُعْرَيْـنَ بـالوِرْدِِ إرْعـاداً وتَصـْويتا
مُعَظّمـــاتٌ عليهـــا كَبْــوَةٌ عَجَــبٌ تُكْـبي المُحـارِبَ أوْ تَثْنِيـه مَكْبوتا
وأهــلِ بيْــتٍ مـن الأعـرابِ ضـِفْتُهُمُ لا يَمْلِكُــونَ ســِوى أسـيافِهمْ بِيتـا
عنهـا الحديثُ إذا هُمْ حاوَلوا سَمَراً والـرّزْقُ منهـا إذا حَلّـوا أماريتا
جِـنٌّ إذا الليـلُ ألقـى سِتْرَهُ بَرَزُوا وخَفّضُوا الصّوتَ كيما يرْفعوا الصّيتا
وفيهِــمِ البِيـضُ أدْمَتْهـا أسـاوِرُها رَمْــيَ الأســاوِرِ إجْلاً حـارَ مَبْغوتـا
ليسـتْ كزَعْـمِ جَريـرٍ بـل لهـا مَسـَكٌ يَرفَــضّ عنـه ذكـيُّ المِسـكِ مَفتوتـا
ألْقَــتْ جَـرادَ نُضـَارٍ فـي تَرائبِهـا لـم تَـرْعَ إلاّ نَضـِيرَ الحُسـْنِ تَنْبيتا
يـا دُرّةَ الخِـدْر في لُجّ السرابِ أرى مُقَلَّــداً بعَقيــقِ الــدّمْعِ مَنْكوتـا
فــاض الجُمـانُ لطَيـرٍ مُثّلَـتْ شـَبَحاً مُخَـــوَّلاتٍ مــن الأبصــارِ ياقوتــا
ألِفْــتِ خُــوصَ المَطايـا إنّ مُنْكَـرَةً إلْـفُ الغَـزالِ مَقـا لِيتـاً مَقاليتا
نَكّسـْتِ قُرْطَيْـكِ تَعـذيباً ومـا سـَحَرا أخِلْــتِ قُرْطَيْــكِ هاروتـاً وماروتـا
لـو قُلـتِ مـا قـالَه فِرْعَوْنُ مُفترِياً لخِفـتُ أن تُنْصـَبي فـي الأرضِ طاغوتا
فلســـتِ أوّلَ إنْســـانٍ أضــَلَّ بــهِ إبليــسُ مَـنْ تَخِـذَ الإنسـانَ لاهوتـا
أرْوَى النيـاقِ كأروَى النِّيقِ يَعصِمُها ضــَرْبٌ يَظَـلّ بـه السـِّرحانُ مَبْهوتـا
وعَمْــرُ هِنْــدٍ كــأنّ الَلــه صـَوَّرَهُ عَمـرو بـنَ هِنْدٍ يَسومُ الناسَ تَعْنيتا
يــا عارِضــاً راحَ تَحْـدُوهُ بَـوارِقُهُ للكَــرْخِ ســُلّمتَ مِـن غيْـثٍ ونُجّيتـا
لنــا ببَغْــدادَ مَـن نَهـوَى تحِيّتَـه فـــإنْ تَحَمّلْتَهــا عنّــا فحُيّيتــا
إجْمَــعْ غَــرائبَ أزْهـارٍ تَمُـرّ بهـا مِــن مُشــْئِمٍ وعِراقــيٍّ إذا جِيتــا
إلــى التّنــوخيّ واســألْه أُخُـوّتَه فقَبْلَــهُ بــالكِرامِ الغُـرّ أُوخِيتـا
فـذلكَ الشـّيْخُ عِلْمـاً والفـتى كَرَماً تُلْفِيــهِ أزْهَـرَ بـالنّعْتَينِ مَنْعوتـا
يـا ابـنَ المُحَسـَّن ما أُنْسِيتَ مَكْرُمَةً فــاذْكُرْ مَوَدّتَنـا إن كنـتَ أُنْسـِيتا
لســتَ الكَليــمَ وفـي دارٍ مُبارَكَـةٍ حَلَلْــتَ والجـانبَ الغَربـيَّ نوديتـا
بيْنــي وبينَـكَ مِـن قيـسٍ وإخْوَتِهـا فَــوارسٌ تَــذَرُ المِكْثــارَ ســِكّيتا
والــرّومُ ســاكِنةُ الأطـرافِ جاعِلـةٌ ســِهامَها لوَقــودِ الحَـربِ كِبْريتـا
أثــارَني عنكُــمُ أمْــران والِــدَةٌ لــم ألْقَهـا وثَـراءٌ عـاد مَسـْفوتا
أحْياهُمـا الُلـه عَصْرَ البيْنِ ثمّ قَضَى قَبْـلَ الإيـاب إلى الذُّخْرَين أنْ مُوتا
لــولا رَجـاءُ لِقائِيهـا لَمَـا تَبِعَـتْ عَنْســي دَليلاً كَسـِرّ الغِمـدِ إصـْلِيتا
ولا صـــَحِبْتُ ذئابَ الإنـــسِ طاويــةً تُراقِـبُ الجَـدْيَ في الخضراء مَسبوتا
ســَقْياً لدِجْلَــةَ والــدّنْيا مُفَرِّقَـةٌ حـتى يعُـودَ اجتِمـاعُ النجْمِ تَشْتيتا
وبَعْـدَها لا أُريـدُ الشـّرْبَ مـن نهَـرٍ كأنمــا أنـا مـن أصـحاب طالوتـا
رحَلْــتُ لــم آتِ قِرْواشــاً أُزاولُـهُ ولا المُهَـذّبَ أبغـي النّيْـلَ تَقْويتـا
والمـوْتُ أحسـَنُ بـالنفْسِ التي ألِفَتْ عـزَّ القَناعـةِ مـنْ أنْ تَسألَ القوتا
بَــتَّ الزمـانُ حِبـالي مـن حِبـالِكُمُ أعْـزِزْ علَـيَّ بكَـوْنِ الوَصـْلِ مَبْتوتـا
ذَمَّ الوَليــدُ ولــم أذْمُـمْ جِـوارَكُمُ فقـال مـا أنْصـَفَتْ بَغـدادُ حوشـِيتا
فــإنْ لَقِيـتُ وَليـداً والنّـوى قَـذَفٌ يَـوْمَ القِيامَـةِ لـم أُعْـدِمْهُ تبْكِيتا
أعُــدّ مِــن صــَلواتي حِفْـظَ عَهـدكمُ إنّ الصــّلاةَ كِتــابٌ كــانَ موْقوتـا
أهـدِ السـّلامَ إلـى عبـدِ السلامِ فما يَـزالُ قَلْـبي إليـه الـدّهْرَ مَلْفوتا
ســألتُهُ قبـلَ يـومِ السـّيرِ مَبْعَثَـهُ إليـكَ ديـوانَ تَيْـمِ اللاّتِ مـا لِيتا
هـذا لِتَعْلَـمَ أنـي مـا نَهَضـْتُ إلـى قَضــَاء حَــجٍّ فــأغْفَلْتُ المَواقيتـا
أحْسـَنْتَ مـا شـِئْتَ فـي إيناسِ مُغْتربٍ ولـو بلَغْـتُ المُنـى أحسَنْتُ ما شِيتا
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: