شهدنا الرهان غداة الرهان

القصيدة من روائع الحصني ذكرها المسعودي في مروج الذهب وهي عنده 44 بيتا، وقدم لها بقوله: قال كلاب بن حمزة: ولم نعلم أحداً من العرب في الجاهلية والإسلام وصَفَ خيل الحلبة العشرة بأسمائها وصفاتها وذكَرَها على مراتبها غير محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وكان بالجزيرة بالقرية المعروفة بحصن مَسْلَمة من إقليم بَلسْخ (لعلها البليخ) من كورة الرقة من ديار مضر فإنه قال في ذلك: (ثم أورد القصيدة) وأوردها أيضا الأمير محمد باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري في كتابه (نخبة عقد الأجياد) وهي فيه (47) بيتا، والشوذانق في البيت 19 هو الشاهين قال النويري: (فأما الشاهين واسمه بالفارسية شوذانه، فعرّبته العرب على ألفاظ شتّى منها: شوذانق وشوذق وشوذنيق وشيذنوق.) وقد مزجت في عجز البيت 30 بين الروايتين وهي في مروج الذهب (وذفراه من قبة أعظم) وفي نخبة عقد الجياد (حياؤه من خزيه أعظم) وفي الجواليقي (وعلياه من قتبه أعظم) والبيت 27 هو في نخبة عقد الجياد (وجاء المؤمل فيما نجيب ... وغنى له الطائر الأشيم) والبيت 44 في نخبة عقد الجياد (نعد لها المحض بعد الثليث) وفي شرح أدب الكاتب للجواليقي 11 بيتا من القصيدة منها البيت

(وسادسها العاطف المستحير يكـــاد لحيرتــه يحــرم)
إلا أنه سمى الشاعر (محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد المطلب)

 
الأبيات 47
شهدنا الرهان غداة الرهان بمجممــة ضــمها الموســم
نقـود إليهـا مقـاد الجميع ونحـــن بصــنعتها أقــوم
غــدونا بمقـدودة كالقـداح غـدت بالسـعود لهـا الأنجم
مقابلـة نسـبة فـي الصـريح فهــا هــي للأكـرم الأكـرم
فمنهــن أحــوى ممــرٌّ أغـر يفــوت الخطــوط إذا يلجـم
تلألأ فـــي وجهـــه فرْجَـــةٌ كـــأن تلألؤهـــا المــرزم
ومنهـا كميـت بهـيُّ الصـفات وأشـــقر ذو غـــرة أرثــم
وأدهـــم ليــس لــه غــرة لقـد حـاز مـن فضلها الأدهم
فقيـدت لمـدخور مـا عنـدها لمنتظـــري أنهـــا تنجــم
عليهـن سـحمٌ صـغار الشـخوص وكالأســد صــوتاً إذا تنجـم
كـــأنهم فــوق أثباجهــا زرازيــر فــي نعــف حـوَّم
فصـفت علـى الحبـل في محضر يلــي أمــره ثقــة مسـلم
تراضــوا بـه حكمـاً بينهـم فبـــالحق بينهــم يحكــم
وربــك بالســبق عـن سـاعة مــن النــاس كلهــم أعلـم
فقلــت ونحــن علــى جـدة مــن الأرض نيرهــا مظلــم
لقـد فـرغ اللـه ممـا يكون ومهمــا يكـن فهـو لا يكتـم
فأقبــل فــي إثرنـا نـافر كمـا يقبـل الوابل المنجم
وأتبـــع فوضـــي مرفضـــة كمـا ارفـض من سلكه المنظم
أو السـرب سرب القطا راعه مــن الجـو شـوذانق أظلـم
فواصــل مــن كــل قسـطالة كــأن عنابيبهــا العنـدم
وللمـرء من قدح ما تستثير ســـنابكهن ســـنا يحـــذم
فجلـى الأغـر وصـلّى الكميت وســلى فلــم يـذمم الأدهـم
وأردفهــا رابــع تاليــا وأيـن مـن المنجـد المتهم
ومــا ذم مرتاحهـا خامسـاً وقـد جـاء يقـدم مـا يقدم
وجــاء الحظـي لهـا سادسـاً فأســـهم حصــته المســهم
وسـابعها العـاطف المستحير يكـــاد لحيرتـــه يحــرم
وجـاء المؤمـل فيهـا يخيـب وعــنَّ لـه الطـائر الأشـأم
حــذى ســبعة وأتـى ثامنـاً وثــامنه الخيــل لا تســهم
وجـاء اللطيـم لهـا تاسعاً فمــن كــل ناحيــة يلطـم
يخــب السـكيت علـى إثـره وذفــراه مــن خزيـه أعظـم
كـــأن جـــوانبه بيــن ذي جمانــة نيــط بهـا قمقـم
علـى سـاقة الخيل يعدو به مليمـــاً وسائســـه ألــوم
إذا قيـل مـن رب ذا لم يَحرْ مـن الخـزي بالصمت مستعصم
ومـن لا يقـد للحلاب الجيـاد وشــيكاً لعمــرك مـا ينـدم
ومـا ذو اقتضـاب لمجهولهـا كمــن ينتميهــا ويســتلزم
فرحنــا بســبق شـهرنا بـه ونيـل بـه الفخـر والمغنـم
وأحـرزن عـن قصـبات الرهان رغــائب أمثالهــا تقســم
بـروداً مـن القصـب موشـية وأكيســة الخــز والملحـم
فراحـــت عليهــن منشــورة كـــأن حواشـــيهن الــدم
ومـــن ورق صــامت بــدرة ينــوء بهـا الأغلـب الأعصـم
ففضـــت لهـــن خواتيمهــا وبــدرتنا الــدهر لا تختـم
نوزعهـــا بيـــن خــدامها ونحــن لهــا منهـم أخـدم
وإنــا لنرتبــط المعربــا ت فــي اللــدنات فلا تـرزم
يُعد لها المحض بعد الحليب كمـا يصـلح الصـبية المطعم
ونخلطهــا بصـميم العيـال بمـن لـم يخـب وهو المحرم
مشـاربها الصـافيات العذاب ومطعمهـــن هــو المطعــم
فهــن بأكنــاف أبياتنــا صـــوافن يصــلهن أو حــوّم

محمد بن يزيد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي المسلمي الحصني ، شاعر من كبار شعراء العصر العباسي، قال كلاب بن حمزة: ولم نعلم أحداً من العرب في الجاهلية والإسلام وصَفَ خيل الحلبة العشرة بأسمائها وصفاتها وذكَرَها على مراتبها غير محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، واقتصر ابن المعتز من شعره على ذكر قصيدته التي رد بها على الوزير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي فجرت له بسببها قصة مشهورة، إذ قصده ابن طاهر في حصنه "حصن مسلمة" في الجزيرة الفراتية، فكانت بينهما قصة طويلة انتهت بالعفو عنه وانضمامه إلى رجال ابن طاهر، وانفرد ابن المعتز بقوله في آخر القصة (فأفرغ بعد ذلك الحصني شعره في مدح آل طاهر.)  ولم يصلنا من هذا الشعر شيء يذكر، ويرد في القصة خبر جارية له سوداء كانت معه في القصر، فلعل هذه الجارية تلميذة الإمام مالك بن أنس واسمها عائدة وفي أخبار الحصني:  كانت جارية حالكة اللون تروي عن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وغيره من علماء المدينة المنورة وهبها محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان للحبيب بن الوليد المرواني فقدم بها إلى الأندلس 

وقصيدته في الرد على ابن طاهرهي القصيدة الوحيدة التي اختارها ابن المعتز من شعره، وهو أول من ترجم له من المؤرخين، وذلك في كتابه "طبقات الشعراء" وكناه أبا الأصبغ وهي كنية مسلمة أيضا . وجدير بالذكر هنا أن محمد بن يزيد الحصني هذا هو الجد السادس للأديب الأندلسي الشهير أبي بكر ابن الأزرق (1) وقد ترجم ابن الأبار للحصني في صدد ترجممته لابن المرخي في كتابه "معجم رجال القاضي أبي علي الصدفي" في ترجمة ابن المرخي قال بعدما ذكر قصة القصيدة التي منها (حتى إذا ما الحوت في حوض من الدلو كرع) والشعر للحصني أنشده ابن قتيبة في كتاب الأنواء له وذكره أيضاً غيره ..وقيل له الحصني لأنه كان ينزل حصن مسلمة جده بديار مضر فنسب إليه وهو محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان ويكنى أبا الأصبغ وكان شاعراً محسناً مدح المأمون وهجا عبد الله ابن طاهر وعارضه وكان محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي يناقض أبا الأصبغ هذا وصفه ونسبه أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب معجم الشعرا من تاليفه ومنه نقلت ذلك ) وانظر في هذه الموسوعة ترجمة الشاعر منصور بن طلحة الخزاعي وفيها قصيدة لأبي تمام في التنديد ببني طاهر، لا وجود للقصيدة في ديوانه.

(1)  أبو بكر ابن الأزرق محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس بن محمد بن يزيد، وهو الحصني ، ابن محمد ابن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة بمصر، وتوفي بقرطبة في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، 

قصائد أخرى لمحمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة في البصائر والذخائر لأبي حيان قال: وقال محمد بن يزيد الأموي: 

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة أشهر ما وصلنا من شعر الحصني، وفي قافية البيت الأول عدة روايات منها (تحميل ومنها تخييل) عارض بها الوزير الخطير عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (1) الخزاعي ورد عليه قصيدته التي يفخر فيها ببطش والده بالأمين أخي المأمون، ولابد

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من شعر الحصني في "العقد الفريد" رد بها على طاهر بن الحسين والد عبد الله الذي رد عليه بالقصيدة السالفة قال ابن عبد ربه:

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من نوادر شعر الحصني ذكرها الخالديان في "الأشباه والنظائر" تعليقا على قول حميد بن ثور في وصف فرخ حمامة: