يا صاحبيَّ قفا عليَّ سويعةٍ

القصيدة في أمالي المرزوقي باب المنتخبات الشعرية وهي أول قصيدة في الباب ويلاحظ البيت 18 مختل الصدر، وكذا صدر البيت 26 ولعله (وأبهنَ فاستشرفنَ لي من بعدها) والبيتان 19 و20 وردا أيضا في البديع لابن المعتز قال: وقال محمد بن يزيد من ولد مسلمة بن عبد الملك يصف فرسه من الكامل

عوته فيما أزور حبائبي         إهماله وكذاك كل مخاطر

فإذا احتبى قربوسه بعنانه         علك الشكيم إلى انصراف الزائر

وقال المرزوقي بعدما أورد القصيدة: فناقضه عبد القادر فقال:

يا قصرَ مسلمةَ الذي أهدَى لنا       حورَ الظِّباءِ سُقيتَ صوبَ الماطرِ

الأبيات 53
يــا صـاحبيَّ قفـا علـيَّ سـويعةٍ كيمـا نلـمَّ بقصـرِ عبـدِ القادرِ
عوجــا معــي للـه درُّ أبيكُمـا نشفِ القلوبَ من الجوى المتخامرِ
أمَّــا النـزولُ فيـائسٌ أنْ تفعلا لا تبخَلا عنِّـــي بموقــفِ نــاظرِ
كفَّــا الملامَ ولاتَ حيــنَ ملامــةٍ هـــذا أوانُ ترافـــدٍ وتناصــرِ
أو فاصـرِما حبـلَ المـودةِ بيننا هــذا الطريـقُ لمنجـدٍ أو غـائرِ
فتواقفـــا متشــتِّتينَ هواهُمــا مــن مســعديَّ بالوفــاءِ وغـادرِ
فانقـادَ لـي هـذا فأبصـرَ رشـدهُ وانحـازَ ذاكَ إلى الطريقِ الجائرِ
لمَّـا بـدا وادي النُّـويرة دوننا نرمـي الفجـاجَ بعنـتريسٍ ضـامرِ
رفـعَ العقيـرَةَ بالغنـاءِ فشاقني رجـعٌ كحـدرِ اللؤلـؤِ المتنـاثرِ
رهبـانُ مـدينَ لـو رأوْكِ تنازلوا والعصـمِ مـن شغفِ العقول الفادرِ
فـاغرورقتْ عيـنُ الفـتى فزجرتـهُ نهنــهْ دموعـكَ فـارعوى للزاجـرِ
حتّــى إذا أرخــى الظلامُ سـتورهُ وتـــزاورَ العيّــوقُ أيَّ تــزاورِ
وتصــوّبتْ أيـدي النجـومِ فغـوَّرتْ وغــوائرٌ منهــا أمــامَ غـوائرِ
عجنـا بقصـرِ بنـي شـعيبٍ بعـدَما سـئمَ الخليـطُ ونـامَ كـلُّ مسـامرِ
ورمى الكرَى في الحارسينِ فهوَّموا مـن بعـد مـا بقيـا بليـل ساهرِ
قـالَ ابـنُ عمِّي ما ترى قلتُ اتئدْ ليــس الجهــولُ بخطِّـةٍ كالخـابرِ
اعقــلْ قلوصـاً جانبـا لا ترعَهـا واقــرنْ وظيــفَ ذراعِهـا بـالآخرِ
أمَّـا الجـوادُ فلـم يبرحْ مكانتهُ بتقــــدِّمٍ منـــه ولا بتـــأخّرِ
عـــوّذتهُ فيمــا أزورُ حبــائِبي إهمــالهُ وكــذاكَ كــلُّ مخــاطرِ
وإذا احتبَــى قربوســهُ بعنـانهِ علـكَ الشَّكيمُ إلى انصرافِ الزَّائرِ
وعلمــتُ أنَّ الأمــرَ ليـسَ دواؤهُ إلاّ الجسـورُ وليـسَ حيـنَ تجاسـرِ
فخرجــتُ أقــدمُ صـاحبي متوشـِّحاً بحمـائل العضـبِ الحسـامِ الباترِ
أكـزُ النيـامَ ميامنـا ومياسـرا والقـومُ نصـبُ ميـامنِي ومياسـِري
مــا راعنــي إلاّ نبيــذُ وصـيفةٍ بالسـُّورِ تنبـذُ بالحصى المتواترِ
مـأمورةٍ لـم تعـدُ مـا أُمرتْ به ســقياً لمــأمورٍ هنــاكَ وآمــرِ
وأبهـنَ فاستشـرفنَ لـي من خلفها مـن بيـنِ مسـدلةِ النقـابِ وحاسرِ
أشـرفنَ إشـرافَ الظِّبـاءِ تشـايمتْ برقــاً تبــوَّجَ فـي حبِـيٍّ مـاطرِ
بملاحـــفٍ مصــقولةٍ قــد وصــِّلتْ ومــــآزرٍ عقَّــــدْنها بمـــآزرِ
تســعٌ حُشــدنَ لعاشــرٍ يُصــعدنهُ يــا ربِّ ســلّمْ شخصـهُ مـن عاشـرِ
فســدلنَ أســباباً إلــيَّ ضـعيفةً إمَّـا وهـتْ لـم يلـقَ لي من عاذرِ
فشـددتُها فـي رسـغِ أروعَ ماجـدٍ مـاضٍ علـى الأهـوالِ غيـر مـؤامرِ
وطليحهــنَّ وســاوسٌ قــد قطَّعــتْ قلــبي مخافـةَ نبـأةٍ مـن سـائرِ
فمطـوتُ منكـبَ صـاحبي فأنـافَ بي وجــذبنَ بالأســبابِ بعـدَ تشـاورِ
فصــبرنَ للأمــرِ الــذي حـاولنهُ حتَّــى ظفـرنَ وبتـنَ غيـرَ صـوابرِ
فلئنْ دخلـتُ القصـرَ مـدخلَ فاتكٍ مـا كنـتُ فـي سترِ الحجالِ بفاجرِ
أمَّـــا الإزارُ وحـــوزهُ فمحــرَّمٌ ولـيَ الوشـاحُ ومـا خلا مـن ماطرِ
والشــَّمُّ والتقبيــلُ كـانَ محلَّلاً واللَّمــسُ إلاّ عــن كــثيبٍ مـائرِ
مـــا ذاكَ إلاّ أنَّنـــي متكــرِّمٌ حــرُّ الأرومــةِ بـتُّ بيـنَ حـرائرِ
بيـنَ الرَّبـابِ وبيـنَ أتـرابٍ لها بيــضٍ غــذاهنَّ النعيـمُ عبـاهرِ
فتقاصـرَ الليـلُ الطويلُ ولم يكنْ مــن قبـلُ ذاكَ علـيَّ بالمتقاصـرِ
هطلــتْ علينـا بالسـُّرورِ سـماؤهُ وجــرتْ كــواكبهُ بأســعدَ طـائرِ
لمَّـا بـدا ضـوءُ الصـباحِ مبشـِّراً أولاهُ أردافَ الـــدُّجى بــأواخرِ
قـالتْ ودمـعُ العيـنِ يغسلُ كحلَها نفسي الفداءُ دنا الصباحُ فبادرِ
فخرجـتُ فـي خمـسٍ كـواعبَ زرنَهـا ذاتَ العشـاءِ خـروجَ قـدحِ الياسرِ
مـــا إنْ نمــرُّ بحــارسٍ إلاّ زوى عنَّــا عرامــةَ طرفـهِ المتخـازرِ
فمضــينَ بــي وقلــوبهنَّ رواجـفٌ يخفقـنَ بيـنَ حشـا وبيـنَ حنـاجرِ
لمَّـا وقفنَـا بالثَّنيَّـة لـم يكـنْ إلاّ وداعُ مســــلِّمٍ أو ســــائرِ
وإذا البلادُ بلاقــعٌ مـن صـاحبي لمــحَ الصـَّباحُ لـه لضـوءٍ ناصـرِ
هزمــتْ عســاكرُهُ دجـى ظلمائهـا والليــلُ منهــزمٌ بغيـرِ عسـاكرِ
خلَّفتــهُ وفــؤادهُ حــذرَ العـدى فـي مثـلِ خافيـةِ العقابِ الطَّائرِ
وإذا الجــوادُ بموقــفٍ أحرزتـهُ لمَّــا تحقَّـقَ فيـه قـولُ الشـاعرِ
قـد مـلَّ مـن علـكِ الشـَّكيمِ كأنَّه نــاجٍ بصـحراءِ المَعَـى فقُراقـرِ
قرَّبتــهُ ثــم اســتحلْتُ بمتنـهِ وانقـضَّ يهـوي كالعقـابِ الكاسرِ

محمد بن يزيد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي المسلمي الحصني ، شاعر من كبار شعراء العصر العباسي، قال كلاب بن حمزة: ولم نعلم أحداً من العرب في الجاهلية والإسلام وصَفَ خيل الحلبة العشرة بأسمائها وصفاتها وذكَرَها على مراتبها غير محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، واقتصر ابن المعتز من شعره على ذكر قصيدته التي رد بها على الوزير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي فجرت له بسببها قصة مشهورة، إذ قصده ابن طاهر في حصنه "حصن مسلمة" في الجزيرة الفراتية، فكانت بينهما قصة طويلة انتهت بالعفو عنه وانضمامه إلى رجال ابن طاهر، وانفرد ابن المعتز بقوله في آخر القصة (فأفرغ بعد ذلك الحصني شعره في مدح آل طاهر.)  ولم يصلنا من هذا الشعر شيء يذكر، ويرد في القصة خبر جارية له سوداء كانت معه في القصر، فلعل هذه الجارية تلميذة الإمام مالك بن أنس واسمها عائدة وفي أخبار الحصني:  كانت جارية حالكة اللون تروي عن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وغيره من علماء المدينة المنورة وهبها محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان للحبيب بن الوليد المرواني فقدم بها إلى الأندلس 

وقصيدته في الرد على ابن طاهرهي القصيدة الوحيدة التي اختارها ابن المعتز من شعره، وهو أول من ترجم له من المؤرخين، وذلك في كتابه "طبقات الشعراء" وكناه أبا الأصبغ وهي كنية مسلمة أيضا . وجدير بالذكر هنا أن محمد بن يزيد الحصني هذا هو الجد السادس للأديب الأندلسي الشهير أبي بكر ابن الأزرق (1) وقد ترجم ابن الأبار للحصني في صدد ترجممته لابن المرخي في كتابه "معجم رجال القاضي أبي علي الصدفي" في ترجمة ابن المرخي قال بعدما ذكر قصة القصيدة التي منها (حتى إذا ما الحوت في حوض من الدلو كرع) والشعر للحصني أنشده ابن قتيبة في كتاب الأنواء له وذكره أيضاً غيره ..وقيل له الحصني لأنه كان ينزل حصن مسلمة جده بديار مضر فنسب إليه وهو محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان ويكنى أبا الأصبغ وكان شاعراً محسناً مدح المأمون وهجا عبد الله ابن طاهر وعارضه وكان محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي يناقض أبا الأصبغ هذا وصفه ونسبه أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب معجم الشعرا من تاليفه ومنه نقلت ذلك ) وانظر في هذه الموسوعة ترجمة الشاعر منصور بن طلحة الخزاعي وفيها قصيدة لأبي تمام في التنديد ببني طاهر، لا وجود للقصيدة في ديوانه.

(1)  أبو بكر ابن الأزرق محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس بن محمد بن يزيد، وهو الحصني ، ابن محمد ابن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة بمصر، وتوفي بقرطبة في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، 

قصائد أخرى لمحمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة في البصائر والذخائر لأبي حيان قال: وقال محمد بن يزيد الأموي: 

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة أشهر ما وصلنا من شعر الحصني، وفي قافية البيت الأول عدة روايات منها (تحميل ومنها تخييل) عارض بها الوزير الخطير عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (1) الخزاعي ورد عليه قصيدته التي يفخر فيها ببطش والده بالأمين أخي المأمون، ولابد

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من شعر الحصني في "العقد الفريد" رد بها على طاهر بن الحسين والد عبد الله الذي رد عليه بالقصيدة السالفة قال ابن عبد ربه:

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من نوادر شعر الحصني ذكرها الخالديان في "الأشباه والنظائر" تعليقا على قول حميد بن ثور في وصف فرخ حمامة: