قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي
الأبيات 25
قـد حملـتُ الأسـى وفـاضَ إهـابي بعـد أن ذاب في الشجون شبابي
وأنــا لــم أزلْ أُلملـم أطـرا فيــ، وأمشــي مكبَّلاً بالصـعاب
فطـويتُ الأعـوامَ أزحف في التّيـ ـــهِ، وزادي ومركـبي أوصـابي
تتـــوارى عــن المســالك آرا بـي ،ويحتـثُّ مـن خطـايَ غِلابـي
وشـراعي الرفّـاف صـبري، ومِجدا في ثباتي، وفي الحنايا رِغابي
كلمــا أَوغــلَ الزمـانُ بشـوطي نهشـتْني سـودُ الليـالي بنـاب
مُثْخنـاً بـالجراح يهصـرني الدا ءُ، ويسـطو على الفؤاد المُذَاب
وتغرّبــتْ فــي الحيــاة بـآلا مي، وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي
وشـربتُ القـذى علـى نخـب إخفا قيــ، بكــأسٍ سـخيَّةٍ بالشـراب
عــاقرتْني مـع اليفاعـة أَحْـدا ثٌـ، أراهـا لما تزلْ في ركابي
فــإذا بالصــِّبا بكفّــي هبـاءٌ وإذا العمـرُ حفنـةٌ مـن تـراب
بعثرتْهــا علـى الخطـوب ليـالٍ تتعــاوى مســعورةً كالــذئاب
وأنــا بينهــا أُنــاغم آمــا ليـ، بألحـانِ مِزْهـري المِطراب
أتغنّــى فيســتجيب لـيَ الحُسْــ ــنُ، ويشـدو بصـبوتي أترابـي
ويــروقُ الجمـالُ حلـوَ أغاريــ ـدي، فيهفو إلى الصدى الجذّاب
وأصــوغ النشـيدَ مـن ذوب نفـسٍ تــــترامى بلاهــــب صـــخّاب
فـإذا الـداءُ فـي حواشـيَّ إعصا رٌ، ترامـتْ أطرافُـه فـي إهابي
عِلَّـتي ناشـتِ الحنايـا فلم أَفْـ ــزَعْ، فجـدَّت صـروفُها في طلابي
فِلـذتي، زهـرةُ الحيـاة وأغلـى مـا بكفّـي مـن الأماني العِذاب
وفـؤادي الـذي وقفـتُ عليهِ الْـ ــعُمْرَ، أرويـه بالدم المنساب
ي ربيـع الحيـاة ألقتْـه للـدا ءِ عليلاً، فضــاع منــي صـوابي
وتململـتُ فـي مكـاني مـن الأَيْـ ــنِ، وجالـدتُ باصطباري مُصابي
مـا شـكوتُ الأسى وما ضقتُ بالدا ءِ، وإنْ أَثلَـم القضـاءُ حِرابـي
وعزائي الصبرُ الجميل الذي أَنْـ ــسُجُ مـن لطفـه نقـيَّ الثيـاب
غيـرَ أنـي لمـا يُعـاني فـؤادي جئتُ أرجــو مــن الإلـه ثـوابي
طاهر زمخشري
5 قصيدة
1 ديوان
طاهر عبد الرحمن زمخشري شاعر سعودي ولد بمكة عام 1906 وتوفي في 20 يوليو 1987. أحد المبدعين البارزين في مجال الأدب وخصوصاً الشعر، في المملكة العربية السعودية، ومنطقة الحجاز تحديداً، فيعد الزمخشري من الجيل الأول الذي أسس حراكاً إبداعياً في السعودية، سواء في المجال الأدبي أو الإعلامي.

أنهى دراسته في مدارس الفلاح عام 1349 هـ وعمل منذ عام 1350 هـ في الوظائف الحكومية حتى استقر به الحال في دار الإذاعة. عرف بلقب بابا طاهر لاهتمامه بأدب الطفل وقدم برنامجاً إذاعياً يحمل الاسم ذاته.

ساهم في تأسيس الإذاعة السعودية وعمل بها عام 1369 هـ مذيعاً ومعداً ومراقباً، وأشتهر ببرنامجه الموجه للأطفال (بابا طاهر) وببرنامج (روضة المساء)، كما قام بتأسيس أول فرقة موسيقية في المملكة العربية السعودية ساهمت في تقديم الأناشيد الوطنية والموسيقى بالإذاعة، وبتشجيع من الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، أصدر أول مجلة ملونة متخصصة في المملكة العربية السعودية، وهي مجلة الروضة التي صدرت في عام 1959م، وترأس الزمخشري تحرير جريدة البلاد السعودية لمدة عام واحد.

كتب الراحل طاهر زمخشري في النشيد الديني والعاطفة والمنولوج، ووصل عدد أغانيه لقرابة 200 أغنية، فغنى له طلال مداح قصيدة سلام لله يا هاجرنا، وكانت من ألحان غازي علي، ومن أغنياته (سلام لله) و(أسمر حليوه) و(خاصمت عيني من سنين) لفنان العرب محمد عبده و(أسمر يازين)، وتغني من شعر الزمخشري كلاً من الفنانين طارق عبد الحكيم وغازي علي وعمر كدرس وطلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله وابتسام لطفي.

 
1987م-
1407هـ-