‏كلُّ ما في الكون حب وجمـالُ
الأبيات 52
‏كلُّ ما في الكون حب وجمـالُ
بتجليـك وإن عـز المنـالُ
بسط النور فكـم ثائـر بحـر
هادئاً بات وكم ماجت رمال
ورياض ضاحَكَ الزهـرَ بهـا
ثغرُك الصافي وناجاها الخيال
وسهول كاد يعـرو هَضْبَهـا
نزقٌ من صبوة لـولا الجـلال
ما لمن يهوى جمـالا زائـلا
وعلى البدر جمال مـا يُـزال
لا عدمِنـاك مـروجـاً للهوى
جدَة فيها وللدهـر اقتبـال
عيشُنا غض وميـدان الصبـا
فيه مجرىً للتصابي ومجـال
يا أحباي وكـم مـن عثـرة
سلفت ما بالُ هـذي لا تقـال
علَّلونـا بـوعـود منـكـم
ربما قـد علـل الظمـآنَ آل
وعدوني بسوى القـرب فقـد
شفَّني الهجرانُ منكم والوصال
لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا
لسوى حبكـم يحلـو المـلال
أمن العدل وما جُـزْتُ الصبـا
ومداه يألف الشيـبَ القـذال
إنها أنفُسُ لم تخلـق سـدى
ورقيقـات قلـوب لا جـبـال
أشتكى منكـم وأشكـو لكـمُ
إنَّ دائي في هواكـم لعُضـال
فعلى الرفق كفاني في الهوى
ما أُلاقي وكفاكم ذا المِطـال
ألذنبٍ تصطلي حَـرَّ الجْـوى
مهجٌ كانت لها فيكـم ظِـلال
أرتجيهـا صفـوة منكـم وأن
زَعَموها بغيـةً ليسـت تنـال
إنمـا أغـرى زمانـي بكـم
نِعَـمٌ طابـت وأيـام طِـوال
لا أذُم الدهـر هـذي سُنـة
للهنا حـال وللأحـزان حـال
قد حثثناهـا مطايـا صبـوة
لكُمُ أوشـك يعروهـا الكـلال
ورجعنـا منكـمُ خِلـواً ولـو
أكلـت منهـن آمـال هـزال
لا تقولوا هجرُنا عن علـة
ربما سَرَّ حسـوداً مـا يقـال
أنا من جربتموه ذلك الطاهـرُ
الحـبِ إذا شِينـت خِـصـال
شيم هذَّبْنَ طبعي في الهـوى
مثلَّما يجلو من السيف الصِّقال
أيهـا الناعـمُ فـي لذاتـه
لذةُ النفس على الروح وَبـال
شهوة غرَّتـك فانقـدْتَ لهـا
ومُنى المرء شعـور وكمـال
محمد مهدي الجواهري
6 قصيدة
1 ديوان

ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة

تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة.

قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .

- ‏أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه.

ليبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .

نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .

سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .

              ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .

              أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره.

              توفي في السابع والعشرين من تموز 1997 . في أحد المشافي في سورية عن عمر يناهز المئة عام.

1997م-
1418هـ-

قصائد أخرى لمحمد مهدي الجواهري

محمد مهدي الجواهري
محمد مهدي الجواهري
هذه قصيدة (أفتيان الخليج) بنسختها الظبيانية كما أنشدها المرحوم الجواهري في مسرح النادي السياحي في أبوظبي يوم الخميس 24/ 1/ 1980 ولم اعثر على القصيدة في جريدة الاتحاد في اعداد هذه السنة وقد رأيت في المواقع الادبية من اشار الى انها منشورة في هذه
محمد مهدي الجواهري
محمد مهدي الجواهري

نوهت الأستاذة سميحة علي في العدد الإسبوعي من جريدة الاتحاد الخميس 31 يناير (ص7) بأمسية الجواهري تحت عنوان (الجواهري ثائر في كل شيء) وتطرقت في مقالتها إلى قصيدة الجواهري التي تغزل فيها بأبوظبي، وأنا أورد القصيدة هنا لندرتها، وأصحح ما وقع فيها