الأبيات 20
أتيــت القصــور أســائلها أنيسـا يخفـف عبـء الشـجون
وترتـــاح نفســي لرؤيتــه كمـا ارتاح حر بكأس المنون
تسـمعت فيهـا نشـيد الحياة وقـرع الكـؤوس وقصف المجون
وعـــودا يـــرن وغانيـــة تــتيه دلالا علـى العاشـقين
فنــاديت قلــبي فــألفيته كما يعلم الناس قلب الحزين
تـراءت إليـه الصـور سجونا وهـل عـرف الانس بين السجون
وزاد اضـــطرابا بأضـــلاعه وضــاعف شــجوى ذاك الأنيـن
فقلـت ابـن جنـبي هيـا بنا نجـوب الفيافي وراء الظعين
وجئت الكهـــوف ففاجـــاني خيــال حسـبته مـس الجنـون
وغــردت الطيـر فـي أيكهـا فـأطربت القلـب تلك اللحون
ومــر النســيم علـى كبـدي بريـا القرنفـل والياسـمين
فـــذكرني الزهــر رائحــة عهـدت شـذاها بـذاك الجبين
هنــاك اتكـأت علـى مرفقـي وقلبـت طرفـي بتلـك القرون
وبحـــت شــكواي فــانفجرت دمــوعي كمنهـل غيـث هتـون
تجلــى لـي العيـش مبتئسـا كعيـش اليتامى بدار الضنين
فزعــت لهـول المصـاب ومـا أمـر الحقيقـة لـو تعلمـون
تصــورت تــونس فــي ذلــة وراء الشـعوب وهـم سـابقون
وإنـــى بتـــونس ذو كلــف وهـل مثل تونس في العالمين
ومـا زلـت أهـواك يـا وطني وأهـوى بنبـك وهـم يلعبـون
علـى رغـم مـا فيـك من أحن ومـا قـد ألـم وما قد يكون
محمد الفائز القيرواني
79 قصيدة
1 ديوان
1953م-
1373هـ-