الأبيات 21
بكــرت قبــل سـواجع الأطيـار مسـتلهما مـن وحيهـا أشـعاري
حـتى ظفـرت بـه فصـغته رائقا مــدحا لضــيف مدينـة الآثـار
شـكرا وترحيبـا بضـيف حـل في دار الصــحابة مـدفن الأخيـار
فاسـمع نشـيد القيروان فإنها جـذلى تـتيه بضـيفها المغوار
جاءتـك تحمـل مـن زرود زهـرة أكـرم بهـا وبزهرهـا المعطار
صـاغته تاجـا مـن ثنـاء عاطر مـا شـيم إلا فـي حلـى الأبكار
خلعــت عليـك برودهـا عربيـة فسـمت بهـا عـن سـاير الأمصار
جـاءت ترحـب بـالحبيب وترتجي يمنـا لـه فـي الحـل والأسفار
فـانظر تجـدها كالصباح وضاءة يشـدو الهزار بها على الأشجار
مترنمــا يثنـي عليـك بنغمـة فـاقت عـن المزمـار والأوتـار
فــي كـل بيـت رسـمكم متصـدر إن لـم يكن في السمع والأبصار
أيقظــت نوامـا وسـقت سـفينة كـادت تحيـد علـى شفا الأخطار
وبعثـت صـوتك داويـا فتحركـت همـم الشـباب لمطمـع الأنظـار
ننسـى ولا ننسـى خروجـك حاملا عزمــا كحـد الصـيقل البتـار
تمشي وحيدا في الصحارى هائما فـي حـب ليلى كالخيال الساري
ليلاك تـونس يـا مـذل طغاتهـا لـم تهـو غيـر جمالها السحار
حـتى طلعت على الكنانة كوكبا وأذعـت مـا نلقـاه مـن أكدار
هـدمت سـدا كـان يحجـب تونسا عمــا حواليهــا مـن الأجـوار
يـا ليث تونس يا رجاء شبابها حفظتــك للعليـا يـد الأقـدار
هـذي بنـات الشعر جئت أذيعها عمــا نكـن لكـم مـن الاكبـار
فاقبــل سـلاما عـن بلاد صـفقت فرحـا بكـم يـا سـيد الأحـرار
محمد الفائز القيرواني
79 قصيدة
1 ديوان
1953م-
1373هـ-