الأبيات 40
ثغـر الربيـع افـتر عـن أزهاره وجلا محاســـنه علـــى نظـــاره
تتهــامس الأغصــان نشـوى كلمـا مـر النسـيم بهـا لـدى أسـحاره
والـدوح من بين الجداول والربى يهــتز نشــوانا لصــوت هـزاره
روض بــه الوســمي طــرز بـرده فبــدا جلال الحســن فـي آثـاره
ومشـى زرود فـي الجـداول مـاؤه والطيــر مصــطبح علـى أوكـاره
إنــي التفـت فثـم موقـف شـاعر يحـدو بنـات الشـعر مـن مزماره
ونثرت زهرها في حمى الملك الذي قـد فـزت حيـن غـدوت مـن زواره
ملـك تبـوأ فـي القلـوب أريكـة مـا نالهـا هـارون فـي أدهـاره
ملــك تخـاف الأسـد وقـع نعـاله فتخــر صــرعى مــن جلال وقـاره
ويهــش مبتســما إذا مـا زرتـه كـــالروض يبســـم فـــي ضــحى
مــولاي قــد طــوقت شـعبك منـة القطــر تـاه بـه علـى أجـواره
جئت الزمـان فكنـت فيـه يتيمـة عصـماء مـا شـيمت علـى أبكـاره
غنـت بـك العـذراء بيـن لداتها وشـدا بـك الحـادي وراء قطـاره
مـا أن جلسـت على الأريكة منصفا حـتى تـردى القطـر ثـوب فخـاره
وســعى إليــك شــبابه ومشـيبه والشـوق يحـدو النـاس في تياره
وعلـى فمـي مـن مـدحكم لي نغمة فـي الشـعر قـد غـزت على بشاره
فـانهض بشـعبك للعلـى وانشر به الـرأي السـديد على خطى أخياره
بتنـا نرجـى العلـم بـورق عوده فينـا ونقطـف مـن جنـى أثمـاره
فجــر معينـه فـي شـباب ظـامىء فعســاه يطفىـء منـه حـر أواره
داء التواكــل شـب فـي شـبابنا والعلـم نشـكو اليوم من إدباره
يـا مـن زرعـت بكـل جارحـة لنا أملا ســقاه الحــب مـن مـدراره
عـش للبلاد رجاءهـا المـأمول في حفـــظ الالاه وأمنـــه وذمــاره
تخـت المعـز أتـت إليـك وجـوهه ومشــى إليــك بمجــده وفخـاره
كيمــا يبــارك للأميــر رقيــة عرشـا سـواد العيـن مـن أستاره
فاسـمع نشـيد القيـروان فإنهـا غنــت بماضــيها علــى أوتـاره
وطنـي لـو أن المجـد ينطق ساعة لـروى الجليـل إليـك من أخباره
وطــن توســد فــي ثـراه مـدفن لمجاهــد قــد لـف فـي أطمـاره
قـد باركت لك ملكك السامي الذي شخصــت نواظرنــا إلـى أقصـاره
فامـدد يمينـك كـي نبايعها على مــا فصـل القـرآن فـي أسـراره
وعسـاك تمنـح بيـت عقبـة نظـرة تسـمو بـأهله فـوق هـام منـاره
فيعيــد للتاريـخ رونقـه الـذي قبسـت ربـوع الغـرب مـن أنواره
بيــت أقــام المسـتجاب جـداره أكــرم ببــانيه وحســن جـداره
قـد كـان للعرفـان قبلـة قاصـد تـدوي رحـابه مـن صـدى أخبـاره
وقضـى الزمـان فأصـبحت أرجـاؤه قفـرا تـذيب القلـب مـن تذكاره
لـو تسـأل المحـراب عمـا نـابه لسـمعت وقـع الـدمع مـن أحجاره
يبكــي أيمتــه ويبكــي عهـدهم والصـمت يعـرب عـن مـدى أسراره
إن تحيـه فالـدهر يكتبهـا لكـم صـحفا مـن التخليـد فـي أسفاره
يـا ابـن الـذي في كل ناد ذكره وحــديثه عطــر لــدى أســماره
دم ملجــأ للــدين تنصـر أهلـه وتـذود عنـه الشـر مـن أشرارهع
لا زلــت محــروس الجنـاب مهنـا مـا دام نجـم الأفـق فـي تسياره
محمد الفائز القيرواني
79 قصيدة
1 ديوان
1953م-
1373هـ-