الأبيات 70
يــا مـن تمتـع بالأمـل يـا من تجاهل في الجهل
إن كنــت ذا جهـل فسـل يـا من تعاما في العمل
عمـــن ترحـــل ومضــى ومــن تصــرم وانقضــى
ومـن علـى ظهـر الفضـا الخيــل جــرد والابــل
أيـن الجبـابرة الأولـى وايـــن أربــاب العلا
وأيــن مــن حـل الغلا وبالبســــاط يســـتظل
أيـن الأكـابر والملـوك أيـن الأعـاجم والـتروك
لـو انطقـو لـك أخبروك عمـــا بهـــم منـــزل
أيــن القــرون والاسـم وأيــــن عــــاد وإرم
وأيــن أربــاب الحكـم ومــن إذا حكــم عــدل
أغرهــم فيهـا الغـرور وشـيدوا فيهـا القصـور
وارمسـوا تحـت القبـور وظـــل ســـعيهم شــمل
أبــادهم صـرف الزمـان أحلهـــم دار الهــوان
وكــل حــي فهــو فـان الاعظيـــم لـــم يــزل
فاصــبحوا فيهـا خمـود تحـت السـقايف واللحود
شـعب المحاسـن والخدود الشــيخ ولا عيـد الأقـل
بـالكره منهـا أخرجـوا وفـي اللفـايف أدرجـوا
ومـن المـواطن ازعجـوا علـى المقـابر فـي عجل
بعـد الجيـاد الصّافنات بعـد الكراسي الناعمات
بعـد القصـور العاليات اضــحوا باسـفلها محـل
بعــد لذيــذ المشــربِ وكــــل عيـــش طيِّـــب
قــد جنــدلوفي الاثلـبِ وفــارقوا منهـا الأهـل
بطـى الصـعيد لـم مهاد إلـى القيامـة والتناد
فليخرجـوا مثـل الجراد والــدمع منهــم مسـهل
فيجمــع اللـه الشـتات ونيشــهم بعـد الوفـاة
ويحييهـم بعـد الممـات كمــا شــاء ربـي قبـل
فــذا لكـم يـوم عسـير يــوم عبــوس قمطريـر
يكسـف به القمر المنير وينكــدر فيهـا الحمـل
يــوم كــثير الزلزلـه فيــه العشــار معطلـه
والأرض فيــــه بـــدله والهــول فيهـا مشـتمل
تُنشـر به الكتب الصحاح بـالبخس فيهـا والرباح
هيهــات حقــا لا مـزاح أيـن المجيـب لمـن سئل
غيـــر جـــواد فاضــل حـــر كريـــم عـــادل
يصــبر إذا مـا ابتلـي يحلــم اذا بــاغٍ جهـل
يـدعى إلـى دار الخلود لــه ينــادي بـالقعود
مــع كــل كاعبـة ودود مـافي الأنـام لهـا مثل
فـي دار مولانـا الكريم أحلهـــم دار النعيــم
لا يسـمعون فيهـا اليـم وقطـــف أثمــار ذلــل
فيهـا حـدائق مـن عنـب فيهـا صـحائف مـن ذهـب
الطلــح فيهـا والرطـب الشــرب فيهــا والأكـل
فيهـا مـن اللؤلؤ قصور فيهــا مــواقيت وحـور
فيهـا لحـوم مـن طيـور الخمــر فيهـا والعسـل
فيهــا كراســن بمسـجد تحــت الحســان الخُـرد
بيــض العــوارض نُهــد لا ذات حيــــض وحبـــل
فيهــا خيــول مســرجه فيهـــا قصــور عرجــه
فيهـــا غصــون بهجــه خضــرا ودانيـه الظلـل
فيهـا الارائك والخيـام فيهـا الملائكـة الكرام
تبــدى عليهـم بالسـلام طبتــم هنيتـم بالعمـل
فيهــا مصـاريع الـذهب فيهـا لناظرهـا العجـب
انــوق والحـور العـرب بيـض الطلا خضـر الحـال
جـو بقـوا حركا الشموس مرضـاتهن تغـذي النفوس
غــد بالوصــف الكــوس مـــاء وخمـــر وعســل
يزينهــن تــام النهـى وريضــهن مثــل السـهى
فهـي المنـى والمنتهـى لمــن تواضــع وابتهـل
يسـحبن أذيـال الحريـر بيــن الخيــام وســير
شــرابهم فيهــا نميـر لا يلبســـون المضــمحل
يزهيـن فـي روض الجنان يسـمن عـن همـة الحنان
يرمقـن عـن مقـل حسـان والحسـن فـي تلك المقل
مــن ذاتِ وجــهٍ أقمـرا وذات طــــرف أحـــورا
مثــل القضـيب الأزهـرا ريـث الخطـا ريض الكفل
قـد اضـت مكـر المشـيب تهــتز كالاسـل الرطيـب
تميــل تهيـا كالقضـيب ملورا على دا في الحجل
ملبس اللّما على الجبين دعجــاء نـوج الحـاجبي
نجلا وجــود المقلــتين والحسـن فيهـا قـد كمل
براقــة الخــد الأسـيل رقراقـة الطـرف الكحيل
وجراجـة الكفـل الثقيل ســبحان خالقهــا وجـل
تفـتر عـن سـمط الفريد وريضــها يغـدو الشـهي
ووصــفها عـن ذا يزيـد كالشـمس تبدو في الحمل
كــان مســكا إذ فــرا عبيرهـــا والعنـــبرا
والــوجه بــدر أقمـرا لمـــا تجلا مــا أفــل
محمد بن صالح المنتفقي
5 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد بن صالح المنتفقي.

عالم زاهد. وصف أنه لم ينظر إلى زخارف الدنيا، كان يطلب رزقه يوماً بيوم أصله من منتفق إحدى قرى البصرة. سكن الصير بعد أن خرج من البصرة، وجاء إلى عمان في مستهل القرن الثاني الهجري كما يقول صاحب القول المحكم في وصف محافظة مسندم، وهذا غير معقول لأنه رثا الإمام قيد الأرض الذي كان في القرن الحادي عشر للهجرة ببخاء، ولم يمكث فيها إلا قليلاً ثم انتقل وسكن كمزار وله قصيدة طويله في رثاء الإمام قيد الأرض.

كانت وفاته في القرن الثاني عشر الهجري في قرية كمزار ولما حضرته الوفاة خاطب تلميذه الكبير عبد الواحد الزرافي بقوله:

ستبكيني وإن وصيت أني إذا ما مت لا يبكيني باكي

ومن أجل تخليد اسمه أطلق على مدرسة كمزار (مدرسة محمد بن صالح المنتفقي).