الأبيات 112
أكســـف مــن ســماء ســاقط أم كســـوف ضـــحى عشــيته خســوف
أم السـيل العربيم طفى فغطى ال أمـــاكن فهـــو جــرّاف عســوف
أم الســادات أعلام الهــدى قـد تـــوفي منهـــم شـــيخ شــريف
فمــا بـال النهـار دجـى ظلامـاً ومـــا للأرض يرجفهــا الرّجيــف
ومــا لقلوبنــا فرقــا وخوفـاً تطيـــر ولا يفارقهــا الوجيــف
ومــا للحلــو فـي الأفـواه مُـرٌّ ودمــع العيــن ليـس لـه جفـوف
أجيبـــوني فــذا خطــب عظيــم مهـــول وقعـــه وقـــع مخــوف
نعــم ثكلتــك أمــك لــم تــس مـع النـاعي علـى الـدنيا يطوف
يقــول ألا فمــن شـأفليمت فـال مصـــائب والفــواقم والصــُّروف
جرعناهـــا وذقناهـــا جميعــاً تقارنهــا الغصــائص والحتــوفُ
لمـوت العـارف المولى الولي ال المربــيّ مــن معــارفه صــنوفُ
لفقــد الســيد العلاّمــة الكـا مــل الحـدّاد فـاعلم يـا أسـيفُ
فحيــن ســمعت أن حــبيب قلـبي تغشـــى شـــمس مـــدته كســوفُ
دهــاني مـا دهـى فـذهلت كربـاً أُنــادي يــا رحيـم ويـا لطيـفُ
وقلــبي صــار منفوشــاً كعهــن وأن العهــن فـي التفسـير صـوف
وظلــت لمــا أصــبت بـه كـأني ســقيم مــذ خلقــت كـذا دنيـف
جفـى الاغفـاء جفني بل تجافى ال مضــاجع جنـبي الـواهي النحيـف
وقبــل بأشــهر عنـديب اكـتئاب وحـزن منـه أهـل الجهـل عوفـوا
قلا قلـــبي فلا تســأل إذا مــا أصــيب بقلبـه المضـنى الهنيـف
لمـوت الفاضـل الشيخ الشريف ال مـــولى وانّــه نعــم الشــريف
ابــي حســن علــي العيدروســي هــو المشـهور والبحـر المطيـف
وقبلهمـا الشـهاب وفـاته في ال حشــا شــهب لهــا لهــب عنيـف
عنيــت الهنـدوان السـيّد أحمـد لــه شــرف علـى الجـوزى ينيـف
تراكمــت الغمــوم علـى فـؤادي وجســـمي عــن تحملهــا ضــعيف
فثــــانيهم لاولهــــم رديـــف وثـــالثهم لثـــانيهم رديـــف
ثلاثــــة الشـــريعة أيـــدوها فهــم أبطالهــا وهــم السـيوف
ثلاثـــة العبـــادة حالفوهـــا علــى صــوم يبـوح بـه الخلـوف
ثلاثــة علــى الطريقـة لازموهـا وان أضـــنتُهم وبــدا النحــوف
أكـــابر الحقيقـــة شــاهدوها وللأملاك حــــــولهم حفــــــوف
أيمــة اهتـدوا وهـدوا وسـاروا وهـــم للعلــم أوعيــة ظــروف
أولـوا همـم بهـا وصلوا ونالوا أولــوا كـرم بـه قـوي الضـعيف
يضــيفون السـخا بالمـال للعـل م والتقــوى نعمــا هــم يضـوف
لهــم خلـق السـماحة والحنيفـي ة الســمحاء فيهـا لـم يحيفـوا
أبـا الحـدّاد فبعـدك ليـس يشفى غليلـي النـوح والـدّمع الـذروف
فراقــك فــرّق الــتركيب منِّــي فجســـمي منــه منهشــم عجيــف
حبيــبي منــك كنـت أشـم شـيئاً بـــه الأرواح تنعـــش والأنــوف
لفقــدك مـاجت المهـج اضـطراباً إلــى طلـب الخـروج لهـا زفيـف
بنفسـي أنـتَ لـو قيـل الفدا مع تليــد المــال يتبعـه الظريـف
لقــد خلفتنــا عطشــى حيــارى لنــا فـي النفـس حاجـات تطـوف
فمــا لـك قـط مـن قلـبي غـروب ونفســي عنــك ليـس لهـا عـزوف
بكتــــك مؤلفــــات نافعـــات ونظــم للقريــض هــو الشــنوف
فوائدهـــا عوائدهـــا كـــثير وآئدهــا لهـا المعنـى اللطيـف
حقائقهــا رقائقهــا تنيــر ال قلـــوب وكلهـــا شــيء ظريــف
مــواعظ تكســب الهمـم انتهـاض وتجــذب مــن بــه حجــب كـثيف
وعلمـــك زانـــه حفــظ وفهــم وتقــوى اللـه أنـت لهـا حليـف
ومــن حفـظ الكتـاب بغيـر فهـم تشـــابهه القمــاطر والرّفــوف
ومــن لا علــم معـه ولا اسـتماع لاهــل العلــم مــاثله الخـروف
وأيـــة بلــدة لا علــم فيهــا ولا تقــوى يعــاد لهـا الكنيـف
وهمتــك الــترقي فـي المعـالي وَهَـــم الغِمــر تمــراً ورغيــف
وكــم أوتيــت مــن علـم لـدُّني تكشـــف ســر غامضــه الكشــوف
ولا الأغيــار غــارت منـك شـيئاً وليــس لهــا بياطنــك الهتـوف
بكتــك تريــم والـدنيا جميعـاً وفصــل شــتا وصــيف والخريــف
لأنـــك غيثهـــا وغياهـــا والّ ذي بـــك وجههــا نضــر نظيــف
عفيــف الـدين لمـا كنـت كنـزا دفنــت فــانت ذخــر يـا عفيـف
وروحـك قدّسـت هـي فـي ريـاض ال جنــان لهــا التنعـم والخطـوف
تشـاهد مـا تشـاهد مـن هبات ال كريــم لصــفوة صــفوا وصـوفوا
مقــام لــم يزاحمــه التمنّــي ولــم يــره الحكيـم الفيلسـوف
وفي ذي القعدة الشهر الحرام ان تقالـــك فيـــه ايمــا لطيــف
إلــى ان العزايــم اقعـدت عـن أمَــام الــدين يفهمـه الظريـف
أبــا حســن حـوالي دارك النّـا س ينتظــــرون كلهـــم وقـــوف
اليـك لهـم حـوائج كنـت نعم ال معيــن لهــم وكنـت بهـم تـروف
بســورة كنـت نـورا بـل وسـوراً منيعـــاً لا تقـــاربه الزحــوف
وســرّك فــي جميـع الهنـد سـارٍ وزاد بأرضــها الخيــر اللّفيـف
ومنصــدع الأمــور بجــاهكم مـن صـــحيح الحــب ملــتئم ثقيــف
وان الهنـــدوان مهنـــد مـــن ســـيوف اللــه مصــقول رهيــف
هـو القـوام فـي صـرات ليـل ال شـتاء للصـوّام ان وهـج المصـيف
وأمّــــار بمعــــروف وتقـــوى ونهـــاء عـــن النكــر صــدوف
وكـــل منهـــم شـــيخ إِمـــام ولـــيَّ واصـــل حـــبر عـــروف
رضـــي مرضـــي نـــور مضـــيء ســــخي محســـن بـــرُّ ألـــوف
نقــود كلامهــم فــي كــل زمـن خــوالص لــم تمازجهـا الزيـوف
لاربــــاب الارادة والوفــــادة علــى أبــوابهم أبــداً عكــوف
فكـم ركبـوا البحـار وكابـدوها وان كـــانت تـــروع أو تخيــف
وكـم قطعـوا الفيـافي فـوق نجب لهــا خبـب المسـير أو القطـوف
بهــم شـوق لهـم ظمـأ الـى مـا بـــه منحــوا وخصــّم اللّطيــف
مـتى نفحـوا المريـد صفا وصوفي وليــس عــن الوصـول لـه وقـوف
فـأين اليـوم يـذهب من يريد ال سـَّلوك وعنـد مـن تـأوى الضـيوف
إذا وَرَدَ المريــدُ يريــد شـربا وَرُدَ وقلبــــه ضــــام لهيـــف
لعمـري ثلمـة فـي الـدين كـبرى لعمــــري طعنـــه نجلا تجيـــف
تفتـــت أكبــد العقلا وان لــم اليهــا يهتـدي العقـل السـخيف
ألا أن الســــما والأرض تبكـــي عليهـــم والمســاجد والصــفوف
فهـــم عمــد دعــايم ممســكات لــبيت الــدين أركــان ســقوف
اذا الصــــلحا ذكـــرت فحيهلا بهــم فمقــامهم فيهــا منيــف
منــــاقبهم بحـــور زاخـــرات عمـــاق مالهـــا طــرف وســيف
فمـا أنـا بالمقـال أروم حصـرا لهــا هيهــات تحصـرها الحـروف
وتعـــــدادي غــــرف ببحــــر فهــل بــالغرف يلحقــه نزيــف
علــى الأرواح والأشــباح منهــم والحـــاد ذكـــت نــور عكــوف
ورضــــوان وريحــــان مـــدام وروح حــــول ربتهـــم حفـــوف
سـقاها صـيِّب المـزن الهتـون ال مريــع النـافع الغـدق الوكـوف
بـــه نبتـــت ريــاض ناضــرات تنافــح زهرهــا والثمــر ريـف
وهــم فـي غنيـه عـن نبتهـا اذ مضــاجعهم ذكــت فيهــا عــروف
وكـــم ميّاســة هيفــاء حــورا تزفهـــم لهــا وهــي الزَّفــوف
بــدار الخلـد والولـدان فيهـا لهــم زفــن وقــد ضـربت دفـوف
علــى فــرح بمقــدمهم اليهــم فهــم لهــم الوصـائف والوصـيف
وكـم أخفـى لهـم مـن قرة العين ممـــا ليــس تــدركه الوصــوف
وســبحان الــذي أحكــامه كــلّ هــا بالعــدل تجــري لا تحيــف
قضـى مـا شا وقد فرض الرضا بال قضــا واللــه بالرّاضــي يـروف
ونســأل ربنـا حسـن العـزا مـع عظيــم الأجــر إذ فقــد الأليـف
لكـــل فروعهـــم ولآلهـــم والّ ذي مثلــــي بحبهــــم شـــغيف
حمــاهم ربَّهــم مــن كــل سـوءٍ ومـــا هـــذه الــدنيا تــديف
وأرجــــو أن ســــادتنا الاجلاّ بنيهـــم فيهـــم خلــف عطــوف
مفيــــد مرشــــد أرب نجيـــب تقـــــي عــــارف ورع خــــوف
يجــبر كســر افئده بهــا مــن تـــوالي مــا يهشــمها قصــوف
ولــم لا والصــلاح يفــوح منهـم ومهمـا عاهـدوا بالعهـد يوفـوا
ونــور الصــدق لــوّاح عليهــم وكـــل قلبـــه صـــاف شـــغوف
وهــم أغصـان تلـك الحـذر حقـا وفــي الأغصـان منبتهـا القطـوف
أفــاض اللــه مــن بركـات كـل علينــا انــه الــبر الــرّوّوف
توســلنا بهــم ان نــاب أمــر ثقيـــل عـــض منـــه اخفيـــف
وأهــل الفضــل للرّاجــي كنـوز وللآجـــي المعاقـــل والكهــوف
وألـــف صــلاة اتصــلت بــألفي ســلام والثنــا الزاكــي ألـوف
علـى أعلـى الـورى شـرفا وقدرا نــبي دينــه الــدين الحنيــف
وآل ثــم اصــحاب علــى ســائر العلمــاء والصــلحاء أنيفــوا
بهــم أعمالنــا ختمــت بخيــر بلا خـــوف إذا قـــوم اخيفــوا
محمد بن صالح المنتفقي
5 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد بن صالح المنتفقي.

عالم زاهد. وصف أنه لم ينظر إلى زخارف الدنيا، كان يطلب رزقه يوماً بيوم أصله من منتفق إحدى قرى البصرة. سكن الصير بعد أن خرج من البصرة، وجاء إلى عمان في مستهل القرن الثاني الهجري كما يقول صاحب القول المحكم في وصف محافظة مسندم، وهذا غير معقول لأنه رثا الإمام قيد الأرض الذي كان في القرن الحادي عشر للهجرة ببخاء، ولم يمكث فيها إلا قليلاً ثم انتقل وسكن كمزار وله قصيدة طويله في رثاء الإمام قيد الأرض.

كانت وفاته في القرن الثاني عشر الهجري في قرية كمزار ولما حضرته الوفاة خاطب تلميذه الكبير عبد الواحد الزرافي بقوله:

ستبكيني وإن وصيت أني إذا ما مت لا يبكيني باكي

ومن أجل تخليد اسمه أطلق على مدرسة كمزار (مدرسة محمد بن صالح المنتفقي).