إذا قلت لم أقصد جدالاً ولا مرا
الأبيات 190
إذا قلــت لـم أقصـد جـدالاً ولا مـرا ولـم أطلـب الـدنيا مريـدا تكـاثرا
ولا مدحـــة ابغـــي ولا ســـمعة ولا ريـــاء ومــن راء يــردُّ علــى ورا
ولاكننــي أوتيــت قلبــا يميـل لـل نصــائح وعظــا لـي وللغيـر زاجـرا
فاجعلهــا فــي ســلك نظــم أقيمـه علـى منـبر التـذكير بـالخير آمـرا
لترشــد مــن مثلـي إلـى كـل خصـلة تحــب وترضــى باطنــا ثــم ظـاهرا
ألا أنمــا الــدين النصـيحة قالهـا نـبي الهـدى المختار من أشرف الورى
وقــد جـاء فـي القـرآن ادع إِلـى س بيـل ربـك فـاقرأ أو فسل كل من قرا
دعــوت وان كـان الزمـان يقـول لـي أتـدعو أناسـا طبعهـم شـابه الفـرا
يفــرون مــن قــرب المـذكّر ان تلا عليهــم وان أمســى لمــولاه ذاكـرا
ســـجيتهم جمـــع ومنـــع وغفلـــة جلاميــد ليــس الـوعظ فيهـم مـؤثرا
فقلـــت بربـــي أســـتعين فــأنني نــويت لهـم خيـراً وان كنـت قاصـرا
نصـبت شـباك الـوعظ علـي أصـيد مـن هــدايته حــانت وان كــان مــادرا
وذكــرت فالــذكرى فـي الكتـاب تـذ فـع المـؤمنين اللـه حسـبي وناصـرا
ألا فاســمعوا قــولي وعــونه فـانه بــدا مـن سـفيق قـد أتـاكم مـذكرا
يخــافُ عليكــم مــن عــذاب يمسـكم إذا مـا أقـام اللـه وزنـا ومحشـرا
فيـا جـامع الأمـوال ان كنـت حاكمـا وان كنــت زرّاعــا وان كنـت تـاجرا
أتكنزهــا بيضــا وصـفرا ولـم تـزل تصــوغ حليــا مســرفاً فيـه جـايرا
وتأكلهـــا حلــوى ولحمــاً مســمنا بمــا طيــب أنـواع الأبـازير بـزّرا
علــى خــبز بــر مــع أرز مفلفــل لكـثر مـا يسـقى مـن السـمن غرغـرا
وتلبســها حمــراء وخضــراء نفيسـه وتفرشــها مــن كــل غــال تكبّــرا
وتبنــي بهــا مـن كـل عـالٍ مزخـرف تشـابه كسـرى فـي التعـالي وقيصـرا
وتضـــمخ بــالطيب المرفــع قيمــة زبـــاداً ومســكا تبتيــا وعنــبرا
وتبســط هــذي النفـس فـي كـل لـذة تــبيت قريـر العيـن مشـتهى الكـرا
وحولــك مــن بــاتوا عــراة ضـمّرا فمـا حـال من قد بات بالجوع والعرى
شـــيوخ وعميـــان وفيهــم أرامــل أيــــامى وأطفـــال فمـــا تـــرى
أتعـرف مـا هـم فيـه فـي صرة الشتا إذا هَـبَّ ريـح والسـماء فيـه أمطـرا
فأســنانهم تصــطك مــن خصـر نـافض باحشـائهم والجفـن قـد بـات سـاهرا
فأضـحوا كمـا أمسـوا فوا رحمتاه هل تــرق لهــم والكســر يصـبح جـابرا
باعطــائهم شــيئاً يـدافع عنهـم ال هلال وتعطــى أنــت أجــراً مكــاثرا
وتـــدخر الانفــاق للموقــف الــذي تقــوم ذليلاً فيــه ســكران صــاغرا
فقيــراً إلــى خيــر هنـاك ادخرتـه فللــه مــا أغلـى هنـاك الـذّخائرا
أتـــتركه للمســـتريح وأنــت قــد تعبــت بـه دهـراً فكـن ويـك حـاذرا
أتبخــل عــن شــيء يســرَك دائمــا وأنــت تــرى فيمــا يضــرّ مبـادرا
تـدارك كفيـت العـوق ما فات قبل أن تعــوض مـن بعـد القصـور المقـابرا
وكــن محســنا بــرا شـفيقاً ملاطفـاً ولا تــك للســوّال فـي الـرّد نـاهرا
ويـا فقـرا صـبرا علـى الحالة التي أصـبتم بهـا يـا فـوز من كان صابرا
فــان لكــم يــوم القيامــة دولـة تكونــون فيهــا أغنيــاء أكــابرا
فـــأد فـــروض اللــه لا تهملنهــا ولا تعتــدوا حــداً وتبــدوا تضـجرا
فمـا أحسـن المسـكين ان كـان صابراً وأحلــى غنيــا محســنا ثـم شـاكرا
ويــا أيهــا الحكـام رفقـا فإنهـا لظـى حيـن تـدعو مـن تـولى وأدبـرا
بيــوم يـرى أهـل التكـبر فيـه قـد غـدوا مثـل ذرّ ويـل مـن قـد تكـبرا
فلا تنظـروا مـا أنتـم اليوم فيه من جمــوع وأمـوال علـوتم بهـا الـذّرى
ســـيبرأ كــل منكــم مــن خليلــه إذا بعـث المـوتى وقـاموا من الثَرى
ولا يحمـد العقـبى سـوى المتقيـن لا أولـو الملك والاتباع والولد والثرا
فعطفــاً علـى حـال الرّعايـا ورحمـة ويســرا هـدى الرّحمـن عبـداً ميسـرا
وحفظـاً لـدين اللـه بالعـدل والتقى وجهــدا لاستيصــال مـن كـان كـافرا
هـي الباقيـات الصـالحات المآثر ال أوابـــد لا تــؤثر عليهــا مــآثرا
عظيـم عليهـا الأجـر والحمد ينشر ال خطيـب ثناهـا حيـن يعلـو المنـابرا
أقــام الهــي رايــة الحـق دائمـا ودكــدك أهــل الشـرك بـرّا وابحـرا
بـــاعزازه نصـــر الخليفـــة زاده هـــدى وانتصــاراً قــوة وعســاكرا
ووفقـــه للخيـــر يجــديه دائمــاً ويجـي مـن المشـروع مـا كـان داثرا
ويـا مـن تـولى للقضـا ان ذا القضا عظيــم كبحــر ســرت فيــه مخـاطرا
فــإن تقـض عـن علـم بلا أخـذ رشـوه ولا رفــع ذي جــاه علـى مـن تحقـرا
نجـوت وإلا الذبـح فـي الحلق منك لا تــرى فيــه ســكينا تجــر وخنجـرا
ويــا حـاملي القـرآن صـونه عظّمـوا ولا تعكسـوا الانبـا وتعصـوا الاوامرا
فــأنتم أحـق النـاس بالصـّون أنكـم حملتـــم كتابــاً مكرّمــاً ومــوقرا
فــدلّوا عبـادالله للخيـر واعملـوا بـه واحـذروا الاطماع والكبر والمرا
ويـــا فقهــاء انتــم أدلاء قــادة وحلاّل عقـــد المشـــكلات إذا طـــرا
دوى الــداء ملـح المنتنـات فايفـح مــن أفعــالكم نتــن دواه تعســَّرا
ألا فمــروا بــالحق وأتمــروا بــه ويلزمكــم تغييــر مـا كـان منكـرا
وأن تســتقيموا فـي الأمـور جميعهـا لأنكـم الهـادون فـي المـدن والقـرى
إذا لـم تقولـوا الحق من ذا يقولوه إذا نمتـم أنتـم فمـن يحمـد السـرّى
ومــن بخــبر التجــار عمّـا رأيتـه أتــي فــي أحـاديث الرّسـول مخـبرا
بمعنــى ألا مــن غشــّنا فـي تجـارة وقــول وفعــل ليـس منـا بلا امـترا
فــويلكم بـرّوا ولا تحلفـوا علـى ال روّاج يمينــا يكتــم العيـب فـاجرا
فــان كـان هـذا منفقـا فهـو ممحـق ومــن يـك فيـه رابحـاً كـان خاسـرا
وأهـل الربـا لا بارك الله في الربا لقـد لعنوا إذا خبّثوا البيع والشرا
لقـد أوذنـوا بـالحرب من ربهم عليه ان عانـد واجـا فـي الكتـاب مسـطّرا
فـان لم يرّدوا ما استفاطوا ويعذبوا بمــا جمعــوه مــن حــرام تكــرّرا
وأكـــل أمــوال اليتــامى تعمــداً وظلمـا حشـى فـي البطـن جمرا مسجرا
فــاظلم منــه الـوجه والقلـب كلـه ويصــلي غــدا نـاراً لظاهـا تسـعرا
ويــا ظــالم المسـكين واللـه أنّـه عليـــك ثقيــل كالجبــال وأكــبرا
أتـــتركه يـــدعو عليـــك وقلبــه يــذوب ومـاء الحـزن فـي خـده جـرى
وحـــق الـــذي يرعــاه ان دعــاءه عليــك مجـاب فاحـذرن شـوم الاجـترا
وويلــك منــه إذ يجــرك فــي غــد وهيهـــات أن تنفــك أو ان تعــذرا
وحـــاكمكم مـــن ليــس يظلــم ذرّة وبــالظلم لا يرضــى عظيمـاً وقـاهرا
ومــن لا يصــلِّي فرضـه مـا اعتـذاره وفــرض صـلاة الخمـس كالشـمس اظهـرا
فـان لـم يتـب يقتـل وان كان جاحداً لهــا راح مرتــداً لعينــا مكفــرا
سيسـجد يـوم الحشـر كرهـا لـه علـى صــفايح مــن نــار ســجوداً مكـرّرا
كــذاك زكــاة المــال فــرض محتـم إذا بلــغ المـال النصـاب المقـررا
ومانعهــا يــا ويلــه مـن وعيـدها سـيكون بها في الوجه والجنب والورا
ومــن جـوّز الإفطـار فـي رمضـان قـد غـدى كـافرا ان كـان يـا صاح حاضرا
وليــس بـه عـذرا يبيـح وفضـلوا ال صــيام لمــن أضـحى بعيـداً مسـافرا
وحـــج لـــبيت اللـــه فــرض ولازم علــى كــل حــر بـالغ صـار قـادرا
فـان لـم يحـج الـبيت ان شـاء ميتة يهوديــــة كــــانت وإِلا تنصــــّرا
فــاعظم بهــا اركــان أربعـة غـدا بهـا ديننـا مـن بيـن الأديان مشعرا
ومبشــــر مؤديهـــا آداءً متممـــاً بنيـل الرضـا والأجـر يعطـاه وافـرا
وشــراب هــذا الخمـر نـاد عليهمـا جعلتــم خزيتـم شـربة السـكر سـكرا
أمــا تنظـرون ألـوانكم قـد تبـدّلت وأشــداقكم تزبــد والــوجه خنـزرا
عقولكمـــو غــابت وصــرتم كــانكم بهــائم لكــن ضــركم صــار أكـثرا
كلامكــم العــورا وترمــون بالحصـا وعـــوراتكم مكشــوفة للــذي يــرى
فهــل عاقــل يرضــى بهــذا وفـوقه عــذابان جلــد ثــم نــار تقــرّرا
ومــن يُنـذر الزانـي الفسـوق بـأنه غـدا دمـه المعصـوم في الناس مهدرا
فـان محصـناً فـالرّجم يـا شـر قتلـة يحـــدبه حـــتى يمـــوت ويقـــبرا
وان كــان بكــرا فالسـياط يـذوقها وعـار بـه فـي النـاس يبقـى معيّـرا
علــى مــا عليــه مـن وعيـد مشـدّد اذ النّـار نـادت ايـن أهلـي فاحضرا
وهـــاجت ومــاجت بالأجيــج تغيّظــا وأبــدت شــهيقاً ثــم أبـدت تزفّـرا
وســيق اليهـا كـل مـن ضـل واعتـدى والحـد فـي الـدين الحنيفـي وغيّـرا
ومـن سـب صـحب المصـطفى معدن الوفا هــداة الأنــام الاطيــبين الأضـاهرا
عجبــت لـذا المخـذول فيمـا يقـوله فسـحقاً لـه سـحقاً فقـد ضـل وافـترى
ســيجذب مســحوبا علــى حُــرّ وجهـه فــاتعس بــه شخصـا نحيسـا مجرجـرا
ومــن قتــل النفـس المحـرّم قتلهـا بعمـــد فقبّحـــه لعينـــا مــدحرا
وجــرّوا لهــا مـن عـق والـده ومـن شـــهادته كـــان افــتراه مــزوّرا
وسـارق مـال النـاس والقـاذفين وال ذي أخــذ المكـس الظلـوم المصـادرا
ومـن لـم يتـب بعـد ارتكـاب كـبيرة وكـــل مصـــر يســتديم الصــغائرا
ومــا لأنــاس بــالملاهي اشــتغالهم طبــول ورقــص يضــربون المزامــرا
بلعـــب قمـــار يقطعــون زمــانهم ونــرد وشــطرنج أتـوا معـه ميسـرا
ألــم يعلمــوا أن العــذاب مغلــظ علـى مـن عصـى الرحمـن عمداً مجاهدا
ســيركب كــل منهـم الهـول فـي غـد إذا بلغــت فيـه القلـوب الحنـاجرا
وشــارب ذا التنبــاك لـم أر مثلـه خــبيلاً أرانــي منـه مـازلت حـائرا
يمــص دخانــاً فيــه نــار وحرقــة ورائحـــة شـــبهتها ريــح خــافرا
يحــذر منــه العقــل حــتى يكبــه بكــانونه يشــويه لـم يـدر مـاجرا
ويـــورثه وهنـــا عظيمــاً وضــيقة بانفاســه والصــدر يبقــى محرحـرا
لـــه ســعلات قبّــح اللــه صــوتها بقيــء وانخــام يضــاهي المـرائرا
فــان لـم يتـب عنـه ويـتركه غيـرة فقـــدره مخبـــولاً جهــولاً مكــابرا
ســـيلقى جــزاء ســيئا غبيــة إِذا أرى سـائر الاعمـال فـي الحشر محضرا
وقــل للنسـاء إن كـن يبغيـن راحـة وعفــوا لعــورات المعــايب سـاترا
ويخشــين نـار اللـه نزّاعـة الشـوى ويرجيــن رضـواناً مـن اللـه أكـبرا
يصــلين يســتغفرن يحفظــن ألســنا ويــثين ولا يـأتين مـا كـان مفـترى
ويغضضــن عــن كـل المحـارم أعينـاً ويمنعــن عــن عيـن الأجـانب منظـرا
فــان هـن خـالفن الـذي قـد ذكرتـه فضــحن واصــلين الجحيــم المسـعرا
أرى الهـون يغشـى مـن يخـون احذروا احـذروا يـا وكلاكـل مـن كـان موجرا
ويــا جملـة العمـال يـا كـل صـانع وكـــل وديـــع والمنصـــَّب نــاظرا
فمـن يغـش لـم يغشـش سـوى نفسه ومن علـى النصـح منكم كان بالحمد ظاهرا
لعمـري لقـد أسـمعت مـن كـان ناجعاً وأشــبعت تقريعــاً لكــم وزواجــرا
وذا بعـض تهديـد القرآن المجيد وال احــاديث فاســأل عالمــاً متبحــرا
ولـو أنـزل القـرآن عـن أمـر ربنـا علــى جبــل أضــحى خشــيعاً مكسـّرا
ومــا ضــربت للنــاس امثـاله سـدى ولكـــن لعــل النــاس أن تتفكّــرا
وهـاكم خصـال الخيـر فاتصـفوا بهـا لتصـفوا ويغـدو مظلـم القلـب نيّـرا
هـي التوبـة الخلصـاء والـورع الذي يكــف عــن المنهــي مخفـى ومظهـرا
وصـــدق كلام فـــي وعــود وغيرهــا وصـمت عـن النطـق الفضول أو الهرا
وكسـب الحلال الصـرف والجـود والحيا ونيّــة خيــر صــفوها مــا تكــدرا
ومــا يرتضـيه اللـه مـن كـل طاعـة يكـــون بهــا الاخلاص للَّــه مضــمرا
وتـرك مـا تـدعو له النفس من الهوى مخافــة مـن للعـرش والفـرش قـديرا
رعـي الله أزمانا مضت مع رجالها ال كـرام أولـى الاحسـان والجود والقرا
أولـى الحركـات الصـالحات التي جرت علـى وفـق مـا قـال النـبي وأخـبرا
أولي العلم والحلم المكين الذين هم رقــوا رتبـا عنهـا سـواهم تقصـقرا
لقــد عمــروا أوقــاتهم وقلــوبهم بـــذكر لمــولاهم مــتى دام عمــرا
وصـــوم هجيــرات الصــّيوف وإنهــم دمــوعهم فــي الليـل تنهـل أمطـرا
فللــه درّ القــوم يــا سـعد سـالك مســالكهم بالصــدق مــا ردّ مـدبرا
فيــا راغبـاً فـي حـب مـولاه طالبـاً لنــا عنــده اقبــل عليــه مشـمرا
وجــد وجاهـد وابـذل المـال مخلصـاً واحـي الليـالي واجعـل الوقت عامرا
بـــــذكر وداب فــــي التلاوة دائم فـان كتـاب اللـه مـن أوثـق العـرى
وســـنة طـــه فاتبعهـــا فانهـــا هــي الحـق لا تتبـع سـواها فتـدحرا
وثـم لا تكـن فـي كـثرة الأكـل راغـب فقــاسٍ بليــد كـل مـن منـه أكـثرا
وصــن ذا الــذي مــن قلبـك والـذي يضــمانه فخــذاك عــن أن يبــادرا
إلـى مـا يجـر العـار والشر والبلا فنطقــك مــن شــر العـواثر عـاثرا
فلا تـــك مغتابــا ولا تــك حاســداً ولا خادعــا بالمســلمين ولا مــاكرا
ولا تقــرب الأمــر الـدني وجـانب ال ردي وحــاذر عيبــه فيــك أن يــرى
تجّمـل بـأثواب التقـى والقنـوع وال تواضــع ولا تبطــر وتظهــر تفـاخرا
وكــل مــا عليــك اجعلنَّهـا حميـدة صـــلاحاً واصـــلاحاً وورداً ومصـــدرا
وحــب المسـاكين الضـعاف وكـن لهـم علـى شـهوات النفـس والحـرص مـؤثرا
ووال جميــع الآل والصــحب وانتحــل محبتهــم واعقــد عليهـا الضـمائرا
فهـم بـذلوا الأرواح فـي حفـظ ديننا وهـــم أظهـــروه نصــرة ومهــاجرا
وهــم حملــوا أي الكتـاب وسـنة ال رسـول وذا الشـرع الشـريف المطهـرا
وكـن ذا خادمـاً للصـالحين وسـر على منـــاهجهم تصــبح ســعيدا منــورا
وترفــع بغرفــات الجنــان مخلــدا بــدار نعيــم عيشــها لــن يكـدرا
بهــا عســل مصــفى ومـا غيـر آسـن ومــن لــن مــن طعمــه مـا تغيـرا
وكثبـان مسـك نبتهـا الزعفـران وال حصــا ان تـرد دُرّا وان شـئت جـوهرا
ومــا تشـتهيه النفـس مـن كـل لـذة تــدوم فجاهــد كــي تنـال وتظفـرا
ويـا غـافلا عـن ذكـره مـولاه سـاهيا لا يرتضـــــــــي أن تــــــــذكرا
أفـي صـمم أذنـاك عـن قـول منزل ال كتــاب علــى طــه مقــالاً تــواترا
بـان لـذي الاعـراض عـن ذكـر ربه ال معيشــة ظنكــى طعمهــا قـد تمـرّرا
يقيــض شــيطانا لــه فــي حيــاته ويحشــر أعمـى بعـد أن كـان مبصـرا
ومــن نســى الآيــات ينسـى فـأقبلن علــى ذكــره بـل دم عليـه مثـابرا
لتظفـــر بالفتـــح الالهــي وأنّــه لكنــز عظيــم قــدره لــن يقـدروا
أتنفـق هـذا العمـر فـي غيـر طـائل ولســت علـى الـدنيا مقيمـا معمـرا
لعمــري لـوقت فيـه لـو بيـع زائدا لكــان بملأ العــرش والفـرش يشـترا
وانفقــه فـي ملـك يـدوم بلا انقضـا بــه الأنبيــاء والصـالحين مجـاهرا
وظنــي علــى أهــل الشـباب بـانهم يظنـــونه يبقـــى قويــا وناضــرا
فيحملهـم فيـه الغـرور علـى الهـوى وفـي الغيـب أشـياء أمرها قد تسترا
أمــا ينظــرون الـزرع آفـاته تجـي فتجتــاحه قبــل التــدارك اخضــرا
وأعجـب منهـم مـن تـرى الضـعف عَمَّـه وعارضــه المســود قـد عـاد أغـبرا
واسـنانه انقضـت وفـي ظهـره انحنـا ومحمــر ذاك الـدم قـد صـار أصـفرا
ويلهـوا مـع اللاهيـن لـم ينتبه لما أصـيب بـه والعمـر قـد تـم وانـبرا
فواعجـــبي منـــي وممـــن أراهــم كمثلــي وقــد أصـبحت عبـداً مقصـرا
نقــول ولــم نعمــل بشــي نقــوله وانــا لنحــد والأنـوف بهـا الـبرا
إلـى كـم كـذا في الشر نرمي نفوسنا كـأن لهـا اعـدا فمـا ذلنـا أعـترى
ألــم يــأن أن ننكــفّ عمـا يضـرنا وننقــى عــرض طـال مـا قـد تقـذرا
ونخلــص للــه المتــاب النصـوح لا نعــود إلــى نقـض كمـن راح غـادرا
لعــل ذيـول العفـو مـن ربنـا علـى جميـــع خطايانـــا تجــر فتغفــرا
إلهــي اهــدني فيمــن هــديت وعـا فنــي مــن الزّيــغ واجعلنـي تقيـا
الهــي واجعلنــي رشــيدا ومرشــدا إلـى الخيـر بـالاخلاص للـدين ناشـرا
وهــب رضــاءاً منــك لاســخط بعــده فمـا زلـت ذا فضـل ومـا زلـت غافراً
وعـد بعميـم الجـود والفضـل راحمـاً مشــــائخنا والوالـــدين معطـــرا
مراقــدهم بـالروح والطـف بكـل مـن الينـا انتمـى أو كـان فينا مصاهرا
وعـــم جميـــع المســلمين برحمــة فضــلك ربــي لــم يــزل متــواترا
وصــل علــى ختــم النــبيين احمـد نـــبي اتانـــا منـــذرا ومبشــرا
وآل واصــحاب علــى الـدين رابطـوا ومــا منهــم مــن لا تـراه مصـابرا
إلهــي إرض عنهـم وارض عنـا بحقهـم وحمـــداً لربـــي أولا ثـــم آخــرا
محمد بن صالح المنتفقي
5 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد بن صالح المنتفقي.

عالم زاهد. وصف أنه لم ينظر إلى زخارف الدنيا، كان يطلب رزقه يوماً بيوم أصله من منتفق إحدى قرى البصرة. سكن الصير بعد أن خرج من البصرة، وجاء إلى عمان في مستهل القرن الثاني الهجري كما يقول صاحب القول المحكم في وصف محافظة مسندم، وهذا غير معقول لأنه رثا الإمام قيد الأرض الذي كان في القرن الحادي عشر للهجرة ببخاء، ولم يمكث فيها إلا قليلاً ثم انتقل وسكن كمزار وله قصيدة طويله في رثاء الإمام قيد الأرض.

كانت وفاته في القرن الثاني عشر الهجري في قرية كمزار ولما حضرته الوفاة خاطب تلميذه الكبير عبد الواحد الزرافي بقوله:

ستبكيني وإن وصيت أني إذا ما مت لا يبكيني باكي

ومن أجل تخليد اسمه أطلق على مدرسة كمزار (مدرسة محمد بن صالح المنتفقي).