الأبيات 63
الـــرب بــاق والخلائق فــانيه كرهـت نفوسـهم الفنـا أو راضيه
اللــه عزوجــل يفعــل مايشـاء منــه القضـايا نافـذات ماضـيه
ســبحانه لا جــور فــي أحكـامه بـل كلهـا بالعـد فينـا جـاريه
ان المقــدر كـائن والصـبر مـن شــأن الموفـق ان دهتـه داهيـه
وصـروف هـذا الـدهر شتى والفتى خـوف الشـماتة مـا يفوه بخافيه
جربـت أيـامي الـتي قـد عشـتها ورأيــت كيــف فعالهـا ايـاميه
وسـمعت مـن أمـم ومـا فعلت بهم دنيـاهم أهـل العصـور الخـاليه
كــم شــتت كـم ثبتـت كـم فتـت كـم بـددت جمعـا بأبعـد نـاحيه
كــم غيبـت مـن أمـة كـم شـيبت مــن لمـة غاراتهـا المتمـاديه
نزلــت مصــائبها علــيَّ فشـيَّبت قلـبي وراسـي مـا كفاهـا رأسيه
كـثرت علـيّ فكلمـا قلـت انجلـت جلــت مصــائبها وزادت مــابيه
هـذا اصـفرار اللـون منـي شاهد مثـل احمرار دموع عيني الباكيه
أمسـى لهـا متجـاهلاً وأنـا علـي م إنهــا أم العقــوق الجـافيه
مــا اضـحكتني بعـض يـوم غلطـة الا وابكتنـــي بقيـــة عــاميه
مـا ضـرها لـو سـالمتني دائمـا فخرجــت منهــا لا علـيَّ ولا ليـه
ان أثبتــت خلـدي عـزائم همـتي فهمــوم قلــبي للمسـرة نـافيه
لكـــن مــرد أمورنــا لإلهنــا ان لانــت الأيـام أو هـي قاسـيه
لـولا الرضـا بفضـاء مولانـا لما نهضــت قوائمنـا وسـارت ماشـيه
ولمــا طمعنـا غمـض جفـن ليلـة ولمـا أسـغنا لقمـة فـي عـافيه
بعد انهدام الركن ركن الدين قر ن المسـلمين مهيـن من هو طاغيه
مـن احمـد الحسـاد لما ساد وان سـد الفسـاد وقـاد روسـاً عاتيه
نــور الرعيـة سـورها سمسـورها وسـرورها وأبـو الجنود الناميه
مخـدومنا سـيف بـن سـلطان الاما م اليعربـي بـن الجدود الساميه
ذاك الهضـور الشـهم فراس العدى ذاك الجسـور على الأمور العاليه
فتحــت علـى يـده فتـوح لا تسـل قـد عظمهـا قـد اعجزت الحسابيه
فسـل النصـارى ما رأوا في برهم والبحـر من تلك الجيوش الغاسيه
كـم أحرقـوا كـم أغرقوا من مرة كـم ذُوقـوا ضـربا يهـد الناصيه
كـم مزقـوا بـدداً فشـبههم علـى ضــأن غشـت فيهـا سـباع ضـاريه
مــا بـالكم أولاد الاصـفر صـفرت جمـر الـوطيس وجـوهكم يا صابيه
ثــم انقلبتــم خاسـئين ومسـكم نفـخ الوبـا فبطـونكم كالخابيه
وانشـد مراكبـه الـتي صدمت مرا كبهــم وأهـدتها بنـادق حـاميه
الملـك ثـم الفلـك ثـم الناصري مـع كعـب رأس كالجبـال الراسيه
كـم خرقـت كـم غرقـت كـم حرقـت مــن بشــرة حربيــة أو بـاغيه
كــم غـادرت جثـت الكلاب مجافـة أو جيفـة فـي البحر تذهب طافيه
الفـرس سـلهم حيـن فـروا بعدما نظـروا فوارسـهبم اتتهـم عانيه
فزعـوا مـن الأبصال والأهوال فان قلبـت وجـوههم السـمينة ذاويـه
لـم لا تلاقـوا يـا محلقـة اللحى يـا رفضة الرفض الخسيس الخاسيه
أيـن التبخـتر كـالعروس ومشيكم مــش المطيطــا فـي بلاد خـاليه
لـو لـم يفر الفرس كانوا فرسوا لكنهــم بصــروه نــاراً واريـه
أهــا عليهـا سـطورة آهـا علـي هــا قـوة تركـت قـواهم واهيـه
آهــا علــى الرياســة والسـيا سـة والفراسـة والخصال الزاكيه
حزنـــي عليـــه مـــؤلم وملازم بــل مســقم ومهــدم اركـانيه
ومجنــب عينــي المنـام ومتعـب قلــبي المحـب وملهـب احشـائيه
والمســلمون كــبيرهم وصـغيرهم فـي ذي المصـيبة كلهـم شركانيه
فلهـم ولـي حسـن العزا في فقده ولولــده وأخيــه ثـم الحاشـيه
اللــه يجزيهــم ويعظـم أجرهـم وينيلهـم صـبر القلـوب الراضيه
المطمننــة تحـت أحكـام القضـا المســتجنة بـالتقى النـورانيه
فـي الليلـة الغرا وثالث شهرنا رمضــان غـابت شمسـه المتلأليـه
ومـن السـنين ثلاث مـع عشرين من بعـد انقضـاء الألف يعفوها مائه
طـوت الامـام يـد الحمام فأرخوا مـــن هجــرة نبويــة اســلامية
لكنـه مـا مـات مـن تـرك الورى أفــواههم تثنــى عليـه فـاغيه
يطــرون منــه ســيرة محمــودة بـالخير سـارت والمنـافع وافيه
ومفـــاخراً ومـــآثرا مشــهورة ومنــابراًَ تثنــي عليـه علانيـه
لـو لـم يخلـف قـط مـن بركـاته الا ابنـة شـمس الزمـان الصاحيه
الشـيخ سـلطان الإمـام بـن الإما م بــن الإمــام أئمـة متـواليه
يكفــي وســد مسـده وأتـى بمـا فيـه المزيـد من الأمور الماضيه
فـاقرأ كلام اللـه مـا ننسخ وزد مـن ىيـة أو ننسـها يـا قـارئه
يظهـر لـك المرجـو مـن بـر كري م ان عرفــت ســباقه ومعــانيه
واللـه يـرزق مـن يشتاء بلا حسا ب والحســود بغيظـه فـي شـاويه
أمـا النجابـة والمهابة فهي في ذاك الجــبين تـبين لا متـواريه
والســعد والتأييـد أمـر ظـاهر والجـود إن تسـأل بحـور طـاميه
ملـــك يفــوق جلالــه وكمــاله وصـف المقـال فمـا يبـد لسانيه
ورث السياسـة كـابراً عـن كـابر حقــاً بحكـم الأصـل لا كالعـاريه
محمد بن صالح المنتفقي
5 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد بن صالح المنتفقي.

عالم زاهد. وصف أنه لم ينظر إلى زخارف الدنيا، كان يطلب رزقه يوماً بيوم أصله من منتفق إحدى قرى البصرة. سكن الصير بعد أن خرج من البصرة، وجاء إلى عمان في مستهل القرن الثاني الهجري كما يقول صاحب القول المحكم في وصف محافظة مسندم، وهذا غير معقول لأنه رثا الإمام قيد الأرض الذي كان في القرن الحادي عشر للهجرة ببخاء، ولم يمكث فيها إلا قليلاً ثم انتقل وسكن كمزار وله قصيدة طويله في رثاء الإمام قيد الأرض.

كانت وفاته في القرن الثاني عشر الهجري في قرية كمزار ولما حضرته الوفاة خاطب تلميذه الكبير عبد الواحد الزرافي بقوله:

ستبكيني وإن وصيت أني إذا ما مت لا يبكيني باكي

ومن أجل تخليد اسمه أطلق على مدرسة كمزار (مدرسة محمد بن صالح المنتفقي).