أصحيفة الوطن العزيز الباقي
الأبيات 13
أصـحيفة الـوطن العزيـز الباقي أهلا بمطلـــع نـــورك الــبراق
أقبلـت في الثوب الجديد فمرحبا ومــن القلــوب تحيـة المشـتاق
يـا مـن تعـبر حـرة عـن رأينـا إن الصـــراحة منبــع الإشــراق
حريــة التعــبير إن دلـت علـى شـيء تـدل علـى الكيـان الراقي
مـا قيمـة الإنسـان يقـبر رأيـه فـــي صــدره كتكتــم العشــاق
يـا مـن غـدت بالاسم رمز جهادنا شــخص الجميــع إليـك بالأحـداق
شـقى الطريـق معبـدا أو شـائكا لا تيأســـي مـــن نصــرة الخلاق
لا تأخــذنك لومــة مـن لائم فـي الحــق أو تخشــى مــن الإرهـاق
فــالحر فـي كـل العصـور معـرض لمعــــارك وتطـــاحن وشـــقاق
والـدهر علمنـا بأن الفضل للحر الكريـــم الفاضـــل الســـباق
إن الصــحافة فــي البلاد دلالـة ملموســـة للنجـــح والإخفـــاق
كـوني المثـال المرتجـى لصحافة مفكوكــة الأيــدي مــن الأطـواق
كوني كذا الوطن المجاهد وابشري بــالفوز رغــم الكيــد والاقلاق
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-