إلى الأمير فدته النفس أهديها
الأبيات 25
إلـى الأميـر فدته النفس أهديها مقالـة كنـت قبـل اليوم أخفيها
لا أننـي خـائف مـن قولهـا أحدا لـو أغضبت هذه الدنيا ومن فيها
لكننـي لـم أجـد ظرفـا يلائمهـا غيـر الـذي نحن فيه قد يواتيها
مقالــة ملؤهــا الإخلاص أرفعهـا لقـائد الشعب قلب الشعب ممليها
آن الأوان فمـا التأجيـل يمنعنا لنعلـن الحـق إقـرارا وتنبيهـا
وحقنـا وحـدة القطريـن تتبعهـا حريــة أنــت معناهـا وراعيهـا
لا تنتظـر أن تنال العتق من أمم تجـارة الـرق مـا زالت تعاطيها
وعـود خلـف فسـل عرقـوب يعرفها وســل وزيرهــم لا شــك ناسـيها
فــالحق يؤخـذ لا يعطـى مجاملـة فخـذه قسـرا ولا ترجـوه تمويهـا
لا تركنــن لـذي الأطمـاع تحسـبه خلا ففــي كمــه أفعـى يواريهـا
هـي السـلاح فحـاذر مـن تقلبهـا فمـــا للــدغتها آس يــداويها
رقطاء تبا لها تدعى السياسة لا يرمـى لغيـر خداع الناس حاويها
إن السياســـة رجــس لا يطهــره إلا دم طـــاهر حـــتى يغطيهــا
لـولا الـدماء لما فازت ببغيتها شــام ولا حكمــت مصـر بواديهـا
فـالق العصـا إنها للسحر مبطلة مثـل الكليم إذا ما خاف يلقيها
يا أيها الليث قم خلص عرينك من سـطو الـذئاب ولا ترهـب عواديها
فالأسـد إن زمجـرت عـزت وإن سكت تسـطو الكلاب عليهـا فـي أرضيها
وإن شـــعبك للتــوجيه منتظــر فاصـدر إرادتـك العليـا يلبيها
فليــس فـي قلبـه للصـبر متسـع مـن بعـد أربعـة سـود لياليهـا
ذاق الأمريــن مــن ذل ومصــغبة ومـن مظـالم مـا ينفـك يرويهـا
عـادوا به القهقرى في كل ناحية ليثبتــوا أنــه شـاة لراعيهـا
ومـا دروا أننـا جـدنا بأنفسنا رخيصـة فـي حـروب لسـت أحصـيها
لنظفـر اليـوم باسـتقلال تربتنا ونســتعيد لهـا أمجـاد ماضـيها
مــولاي هـذا صـدى الشـعب سـجله حاك حكي الطير إذ تشدو شواديها
أزاح عـــن صــدره حملا ونفســه إن المقالــة لا تخفـى معانيهـا
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-