الأبيات 33
ســرى طيـف مـيّ مـن ديـار نـوازح إلـى هـاجع بيـن المطـى الـروازح
أخـى نفنـف أغفـى قليلا وقـد بـدت تباشــير مـن أعنـاق أبلـج واضـح
عجبــت لــه أنّــى اهتـدى لمعـرس بداويــة فــي ظــل أغضــف سـائح
قـذوف تـرى الهـادي بهـا متحيـرا تجــور بــه أصــواب بـومٍ صـوائح
ألــمّ فهــاج الهــمّ عنـد وداعـه وأوقـد نـار الشـوق بيـن الجوانح
وثـارت شـجون القلـب لمـا أثارها وجـاد المـآقي بالـدموع السـوافح
أعنـى علـى بـرح مـن الهـم بـارح وبــرق علــى وعســاء شــوبك لائح
تبــوج فــي وطــف روايـا كأنمـا بأرجــائه أقــراب بــاق ضــوارح
إذا حركتهـا الريـح نـاءت فروعها كتعتــاب مقـرون الـوظيفين طالـح
وجلجـل فيهـا الرعـد ترجيـع مقرم مـن الادم بيـن المضـمرات القوائح
فأســبل منهــا بالدويمــة فــرّق مرتهُــنّ أنفــاس الريــح الواقـح
وألقــت علـى ذات الأراقـم بركهـا تشــق بروقــا بينهــا كالمصـابح
وروى بجنـــبي سلســبيل معاهــدا ودورا علــى تلـك التلال الـزراوح
ودورا على الغراء الوت بها الصبا دهـورا وأنفـاس الريـاح الكواشـح
تريـع إلـى الـذرعان فيهـا قراهب إلـى رفـض آجـال النعـام السوارح
لئن تمـس مـن بعـد الأحبـة بلقعـا بهـا كـل شـحاج مـن السـحم صـائح
وقمريــة تشــدو علـى فـرع بانـة تجــاوب ترنيـم الحمـام النـوائح
فكـم نلـت مـن مـيّ بهـا ما يسرني مـن الوصـل فـي يـوم هنالـك صالح
إذا الوصـل صـاف لـم ترَنّقـهُ فرقة ولـــم تتخـــونه مخافــة كاشــح
وكـم زرتهـا فـي ملعـب تلتقـى به عطابيـل أمثـال النجـوم الصـوابح
يَلُثـن علـى كثبـان يـبرين أزرهـا ويمشــين مـرّ المعصـرات الـروازح
ويرميــن قلــب المرعـوى فيصـبنه بأعينهـا النجـل المـراض الصحائح
وفيهــن جمــاء المرافــق لدنــةٌ تميــس كخـوط البـان بيـن الملائح
وتفــتر عــن ثغــر كــأن رضـابَه معقـــةٌ شـــُجّت بمـــاء الأباطــح
إذا بــرزت بالليـل خلـت جبينهـا تلألــؤ مقبـاس علـى النيـق طامـح
أقمـت بهـا لا أحـذر الـدهر فرقـة ومـا كنـت أرجـو سـانحا بعد بارح
فمــا راعنــي إلا الحمــول غديّـة تحُــطّ بــترجيع الحـداة المصـادح
عليهـا سـدول الرقـم تحسـبها دما إذا مـا رأتهـا عافيـات الجـوارح
وتحــت ســدول الرقـم كـل خريـدة هضـيم الحشـى ريانـة الحجـل راجح
أقـــول لمَــيّ والــدموع كأنهــا على النحو تو كاف الذهاب المتائح
أيــا مـيّ هلا جـدت بالوصـل سـاعة لـذى كلـف مـن وجـده الـدهر آنـح
أصـابت سـهام الحـب سـوداء قلبـه وقُطّــعَ مــن أســبابه بالصــفائح
فمـا وزعتـهُ فـي الصـبابة والهوى ملامـــة لـــوام ولا نصــح ناصــح
محمد بن حنبل الحسني
6 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حنبل بن الفال الحسني.

شاعر من أهل شنقيط، من الفال البوحسني، أصله من تاكنيت. من العلماء الأعلام، اشتهر في اللغة في ذلك القطر، حتى قيل بتقدمه على معاصريه فيها، كان نحوياً، حريصاً على طلب العلم، وله اليد الطولى في البيان، مكث سبع سنين منقطعاً لطلب اللغة.

1884م-
1302هـ-