الأبيات 35
تــألَّق يقـدم ركـب النعـامى شـروداً أبـى سـرعةً أن يشاما
خفيَّــاً كنبــض ذراع المريـض ولمـح ثغـور الحسان ابتساما
كــأنَّ الســَّما ريطــةٌ رحِّلـت وذهِّـب مـن طرفيهـا الغمامـا
بـدا والـدُّجى فحمـةٌ كاللَّهيب لــه شـررٌ بالـدراري ترامـى
فهيَّـــج للقلـــب أشـــواقه ونبــه لــوعته ثــم نامــا
سـرى موهنـاً فاستطار الفؤاد إلـى مـا تـذكَّر منـه وهامـا
تـــذكَّر أيـــامه بــالغميم فحــنَّ ومــا كــنَّ إلا منامـا
أثـار لـه مـن جـواه القديم وقلَّـده الوجـد طوقـاً لزامـا
تحرَّشــــه فســــباه جـــوًى وجـــرَّده فقضـــاه غرامـــا
ومـذ خاله الطرف سقط الزِّناد أمال إلى القلب منه الضراما
لقــد كـان فـي راحـةٍ قبلـه فجــرَّ إلــى عـاتقيه حسـاما
وقــد كــان مـن قبلـه داؤه دفينـاً فهيَّـج منـه السـقاما
أيـا بـرق كم ذا تعنِّي الحشا أعمـداً تـروم أذاه علـى مـا
إلــى مَ تمثــل نجــداً لــه فيهفـو وهيهـات نجـدٌ إلى ما
تقـول وأسـباب هـذا الغـرام ضــروبٌ تحيِّــر فيـه الأنامـا
أمــن كبــدي ســيفه مصــلتٌ فيبـدي الوجيب إلى أن يشاما
لعمـــرك مـــا ذاك لكنَّمــا تــذكَّر نجــداً وأيـام رامـا
منــازل كـان المنـى خادمـاً بهـا والزمـان لـدينا غلامـا
فآهــاً لأيامهــا لــو تـدوم وآهـاً لحلمـيَ لـو كـان داما
نشــدتك والــودُّ يـا صـاحبي يراه الفتى الحرُّ ديناً لزاما
أعرنــي إن كـان طـرفٌ يعـار فإنسـان عينـي بـدمعي عامـا
يـرى لـي فؤادي وراء الرِّكاب أســـارَ وإلا لعجــزٍ أقامــا
فمــن يـوم بتنـا علـى غـرَّبٍ نشــيعهم وأشـالوا الخيامـا
أضــلَّيته بيـن بـان الكـثيب ومــا ثــمَّ إلا ظبـاه قيامـا
خـف اللـه يـا ظبيـات النَّقا أمـا فـي دمي تحملين الأثاما
رعـى اللـه منكـنَّ ظبيـاً أغر أحـــلَّ بجســمي داءً عقامــا
أغـار عليـه اعتنـاق الصـَّبا وأحسـد رشـف لمـاه البشـاما
إذا مـا بـدى فـي الدُّجى خده أحـال الـدُّجى من ضياه عياما
يـــبيت علــى غــرَّةٍ لاهيــاً إذا بـتُّ أجـرع فيـه الحماما
وليلـــة زار علـــى شــحطه تحاشـى الضِّيا فتوارى الظَّلاما
ســرى والــدُّجى عـاكفٌ راجلاً حـذار المطيَّـة تبدي البغاما
فــوافى علــى عجــلٍ مضـجعي ومـن دونـه بطـن فلـجٍ وراما
فبــتُّ أعــانق منـه القضـيب وأرقـب منـه الهلال التمامـا
وأشـــتمُّ مـــن خـــدِّه وردةً وأرشـف مـن شـفتيه المـداما
وودَّع لــو كـان ذاك الـوداع وسـار فـودَّع جفنـي المنامـا
إبراهيم الأكرمي
37 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن محمد الأكرمي الصالحي.

شاعر له اشتغال بالأدب، حسن المحاضرة، من أهل الصالحية بدمشق. له ديوان شعر سماه (مقام إبراهيم في الشعر والنظيم).

1637م-
1047هـ-