حيِّي الحيا معهدنا باللِّوى
الأبيات 28
حيِّـي الحيـا معهـدنا باللِّوى حيـث هـوى النَّفـس وغيُّ الصِّبا
وجـــاده كــلُّ هَطــولٍ ســرت تحـدو به في الأفق ريح الصِّبا
ليلتــه حــتى بــدا صـبحها فـــأقلعت ديمتــه فــانجلى
وقـد أشـاع الخصـب فـي أرضه فأصـبحت تزهـو بزهـر الرُّبـى
ومــدَّ فيهــا حــبراً وُشــِّيت بـالنَّبتِ قـد كلِّل منها النَّدى
وغـادر الغـدران فـي ربعهـا تغـصُّ بالعـذب النَّميـر الرَّوا
ولا جفــا نجــداً ولا حــاجراً كـلُّ هزيـم الودق هامى الحيا
منـــازلاً واهـــاً لأيَّامهـــا كـانت مظنَّـات الصـِّبا والهوى
حيــث الأمـاني طـوع آمالنـا والسـَّعد عبـدٌ طـائعٌ والمنـى
للـــه أيــامٌ تقضــَّت لنــا بيـن ذرى الجـزع وسفح اللوى
مـا كـان أهنـأ عيشـها ليته دام وليـت العمـر فيه انقضى
مـرَّت كنجـمٍ قـد هـوى سـاقطاً لـم يعتلقه الطَّرف حتى اختفى
يـا هـل معيـدٌ لـي عيشاً بها هيهــات لا يرجــع شـيءٌ مضـى
ليـــت ليالينــا وأيامنــا كــــانت لليلات ألالٍ فــــدا
ويلاه مــن ســرعة تفريقنــا وشـَتِّ شـمل الحـيِّ بعـد النَّوى
وآه مـــن وقفــة تشــييعهم وقــد شـرقنا كلُّنـا بالبكـا
وســارت العيــس بأحــداجهم واسـتودعوا فيها بدور الدُّجى
مـن كـلِّ هيفـاء إذا مـا بدت تختــال أذرت بغصـون النَّقـا
خافقــة القرطيــن رُعبوبــةٍ رادِ الوشـاحين أنـاةِ الخُطـى
رخيمــة الـدَّلِّ إذا مـا بـدت تسـحر بـاللَّحظ عقـول النُّهـى
مـا ظبيـة البـان على حسنها إذا تبَّـــدى جيــدها والطُّلا
وظــبيِ إنــسٍ زارنـي طارقـاً والبـدر لا يبـديه إلا الـدُّجى
بـات يعـاطي الـرَّاح من ثغره ممزوجــةً بالعســل المجتنـى
أشــتمُّ مــن ريحـان أصـداغه وأجتنـي بـاللَّحظ ورد الحيـا
وأجتلــي غصــن قــوامٍ لــه أهيَـف يحكـي بانـة المنحنـى
لهفـي علـى عيش التَّصابي ويا آهــة قلــبي لزمـان الصـِّبا
حيـث الشَّباب الرَّوق يُغري بنا حفـل الظِّبا الغرِّ وسرب المها
كـانت عـروس الـدَّهر أيامنـا طارت بها العنقاء نحو السَّما
إبراهيم الأكرمي
37 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن محمد الأكرمي الصالحي.

شاعر له اشتغال بالأدب، حسن المحاضرة، من أهل الصالحية بدمشق. له ديوان شعر سماه (مقام إبراهيم في الشعر والنظيم).

1637م-
1047هـ-