ذلت لعزة دينِكَ الأديانُ
الديوان  ص411 القصيدة في (84 بيتا) وفيها قوله في مريم (ع)

قامت وسيطا بالشفاعة مثلما    أستير قامت واختزى هامان

وفي الحاشية ترجمة لأستير

وفيها قوله في البيت 59:

حسبي أراه والملائكُ حولَه       ذا راكعٌ خوفاً وذا فرحان

الأبيات 84
ذلـــت لعــزة دينِــكَ الأديــانُ وتكـــونت بوجـــودكَ الأكـــوانُ
يا أيها المولى يسوع ابنُ العلى أنــت الإلــه الفــاطر الـديّان
وافيتَنـــا متجســـداً لخلاصــنا مــن مريـمٍ يـا أيهـا الرحمـان
واخترتَهـا مـن بين أبكار النِسا وبطهرهـــا يتأكَّـــد البرهــان
قـامت وسـيطاً بالشـفاعة مثلمـا أَســتيرُ قــامت واخـتزى هامـان
وظهــرتَ فــي ناسـوتنا مـتردِّداً ورآك آدمُ ذلـــــك الإنســـــان
وبَــرزتَ ذا فعــلٍ بــديعٍ معجِـزٍ يَرويــهِ عنــكَ الصـِدقُ والإذعـان
وأمطـتَ ذيـلَ الكفـر لما أن بدا مــن نــورك الإرشــاد والإيمـان
وخــذلت أوثــان الضــلال بقـوةٍ قـد خـاف منهـا الكفر والشيطان
فارتــد نحــوك آدمٌ وبنـوه مـن أسـر المُعانـد وامتحَـى الثعبان
وصـعدتَ مـن بعـد اَن هدمتَ حصونَه وتقوَّضــت مــن بأســك الأركــان
لكـن محبتـك الـتي فَتحَت لنا ال ملكـوتَ وانطفـأت بهـا النيـران
قـد حركـت مـن فضـل جـودك نعمةً روحيـــةً وشـــعارُها الكتمــان
فنهضـت معتضـداً وقـد برز الهدى مــن فيـك والبركـاتُ والرضـوان
ومنحتنا لرضاك في ذلك العشا ال ســـريِّ ســـرّاً زانــه الإحســان
لمــا تنـاولتَ اختيـاراً مُعلِنـاً خــبزاً وخمــراً والرضـا برهـان
فشــكرتَ مغتفــراً وقدسـتَ الـذي بيــديك فانطــاعت لـك الأكـوان
وجعلتَــه لـك بالحقيقـة ظـاهراً جسـداً يُـرَى ودمـاً بـه الغفـران
وأبنتَــه ســرّاً عجيبــاً منقـذاً للمـــؤمنين وصــدقُه العِرفــان
يتضــمن اللاهــوتَ متَّحــداً بــه والإتحـــاد يزينـــه التبيــان
فــتراه لاهوتــاً وناسـوتاً معـاً لا يعـــتريه الشــك والنقصــان
عـن ذلـك الجسـد الـذي قد حزتَه مــن مريــمٍ وبـه الأنـام تُصـان
ومنحتَنــاهُ ذخيــرةً ننجــو بـه مـن عـثرة يَرمـي بهـا الطغيـان
وبـدت شـريعتُنا تَحُـلُّ رمـوز مـا رمــزَت بــه عـن أُسـِّها الأركـان
فكأنمــا الإنجيــل للمعنـى فـمٌ وكــأنَّ تــوراة الكليــم لسـان
هـذا هـو الحَمَـل الذبيـح عشـيةً قــد إضــمحلَّ بــذبحه القربـان
موســى أزال بفَصــْحِه عـن قـومه أســراً تُخَــصُّ بمصــره البُلـدان
لكـن يسـوع بفَصـْحِه فتـح السـما وبــــه تخلَّـــص آدمُ الإنســـان
تتجـــدد الأرواح فــي تجديــده حينـــاً تجــدِّدُ ســرَّه الكُهّــان
ونحــوز منــه نعمـةً فـي نعمـةٍ ســــريةٍ وظهورُهـــا الإيمـــان
هـذا هـو القـوت الـذي من دونه ذا جـــائعٌ يومــاً وذا عطشــان
وذبيحــةٌ ســريةٌ ذُبحــت بـه ال أعـــداءُ والأضـــداد والأوثــان
هـذا هـو السر الذي فضحت به ال آثـــام واغتُســِلت بــه الأدران
والسـُلَّمُ المركـوزُ في أفق السما تســـمو بــه الأرواح والأبــدان
هـذا هـو المـنُّ الـذي مـن ذاقه ذاقَ الحيـــاة وزاره الرحمـــن
وبــه يقــوم مشـيَّعاً مـن قـبره مِـــن دونــه تتمــزق الأكفــان
هــذا هـو الجسـد الإلهـي الـذي رُفعــت بــه وبنصــره الصـلبان
وانـدقَّ طـودُ الكفـر منحطّـاً بـه نحــو الحضـيض وأدبـر الـدَبَران
هــذا هـو الثمـر الإلهـي الـذي خضــعت لــه الأثمــار والأغصـان
لــو ذاق آدم بعــد مـوتٍ طعمَـه مـا مـات واهتُصـرت لـه الخُرصان
هــذا هـو الشـجر الإلهـي الـذي يَحمـــي حمــاه صــارمٌ وســنان
مـن عُـوده تُجنَـى الحيـاة وإنما يفنَــى بــه مـن مسـَّهُ النكـران
هـذا هـو النـار التي لم تحترق بســـعيرها الأجــرام والأكــوان
شــَعياً رآهــا بكـفِّ سـارافيمها فتطهــرت مــن لمســها الأذهـان
هــذا هــو الحـق الإلهـي الـذي بطلــت بــه الأشـباه والعنـوان
وتهــدمت منــه الضـحايا كلُّهـا حــتى تلاشــى الـدُهنُ والقربـان
هــذا هـو الرمـز الإلهـي الـذي تنحــو بــه التـوراة والألحـان
داود ينشـــد نَحـــوَه مترنمــاً وكــذاك موســى والنـبي يونـان
حزقيــلُ واَرْمِيّــا وشـَعياءٌ معـاً والأنبيــــا كــــلٌّ لـــه إعلان
هـذا هـو النـور الذي ما أومضت أســـرارُه إلّا بـــدا الكتمــان
فانجـاب ليـل الكفر منه مذ بدا وزَهَــت وِهــادُ الحـق والكثبـان
هـذا هـو القـوس الـتي ميثاقُها يُنـبي بـأن قـد أُبطـلَ الطوفـان
لـو أنْ حَسـا نـوحٌ شـرابَ دمـائه مــا نـام مفتضـحاً وهـوْ سـكران
هذا هو الفلك المنيف إلى العلا وبعرشـــه تَتســـوَّم التيجـــان
أقمـــاره وشموســـه ونجـــومه الأنبيـــا والرســل والرهبــان
هـذا هـو القطـبُ الـذي من حوله رســلُ البشــائر كلهــم أعـوان
ورحـى البشـارة حـول مركزه إذا دارت يــزول بــدورها الطغيـان
هــذا هـو المـولى الإلـهُ بعـزه وجنـــودُه مــن حــوله ألــوان
حســــبي أراه والملائكُ حـــولَه ذا راكـــعٌ خوفــاً وذا فرحــان
يـــترنمون بشــدوِهِم وهــديرُهم كــالوُرْق تَخفِــقُ فيهـمُ الأفنـان
رقــت بــه أصــواتهم فـترنموا قُــــدُّوسُ ربٍّ بـــالجلال يُـــزان
فالهيكـل السـفلي كالعرش العلِي والســـرُّ ربٌّ والـــدعا ألحــان
يـا أيها السر الذي نُسخت به ال أشــباهُ وانحطمــت بـه الأوثـان
خُفِضـت بـك الأصـنام طـرّاً مثلمـا رُفعــت لنصــر حقوقـك الصـلبان
بــك صــَدَّقَ الإنجيــلَ كـلُّ موفَّـقٍ وتــداولَت مــدحاً لــه الأزمـان
وبـك اسـتبان الحـق بعـد خفائه حــتى أطاعــك إنســها والجـان
وبـك اتخذنا الأمنَ من كيد العدا ثــمَ اُخمـدت مـن طَلِّـكَ النيـران
بـك كـاهن الأصـنام يَجحَـدُ كفـرَه حينــاً يــرى أصــنامَه تنهــان
بـكَ بيعـت الـدنيا بـأبخس درهمٍ فــانٍ فليــسَ لبيعهــا أثمــان
بـك قصـرُ قيصرَ قد تداعى مذ هوى مــن كِســرِهِ كســرى أنوشــروان
يـا أيهـا الجسـد المقدس والذي جلَّــت بــه الأقطــار والأكــوان
إن الكنـائسَ مـن حضـورك ظـاهراً فيهــن أضــحت مـن يـديك تُعـان
والمؤمنــون كــبيرُهم وصـغيرهم متوكلـــون عليـــك والوِلــدان
فالشــرق نحــوك سـاجدٌ بشموسـه والغــرب منــك يَحُفُّـه اللمعـان
والحــق منبجـس الجـوانب مُقمـرٌ والأرض يَطــوي طيَّهــا الرضــوان
وتقــدس الملكــوتُ يـوم قَبُـوله جســداً بــه الإحسـان والغفـران
مـا أخمـدَ النيـرانَ فـي سجِّينها بجهنـــمٍ وســـَجيرُها الشــيطان
إلاه والإحســـانُ ملـــءُ جنــانه حَســبي جَنــانٌ ملــؤُه الإحســان
يـا ربِّّ هـب لـي أن أفـوز بـبرِّه فــالبر بــرُّك والســوى هـذيان
حــتى إذا وافيــتَ نحـوي زائراً يَحويـــك منــي مَربــعٌ وجَنــان
هــذا رجـائي قبـل يـوم منيـتي والنفـس يُرهِـبُ دَينَهـا الميـزان
لا دَيــن لــي إلّا ذنــوبي إنهـا قــد كــلَّ عــن إحصـائهن بَنـان
فـامحص بعفـوك مـا أراه باهظـاً بــــدمٍ بـــه تَتمحَّـــصُ الأدران
واقبـل مـديحي واعف عن عجزي به عــن مــدح مثلـك تَعجـزُ الأوزان
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: