قَدْكِ البِعادُ فهل إليك سبيلُ
الأبيات 45
قَــدْكِ البِعـادُ فهـل إليـك سـبيلُ يــا دارنـا أم هـل إليـك وصـولُ
طَلَّـت دمـي تلـك الطلـول ولا تسـل فــدمي الــذي بطلولهــا مطلـول
لا فضـل لـي والحـب شـيمته الوفا والحـــب عنـــه محبُّــه مبــذول
فـالروض يُهجـا نَـورُه إن لـم ينر وثـــراه ممطــورٌ وهــوْ ممطــول
مــا فضــلُ صـيِّبِ مزنـةٍ لا تَرتـوي منــه الريــاض وذيلُــه مبلــول
ســَقياً لمــن لا ينثنـي عـن حبـه فــي النائبــات وسـيفها مسـلول
بُعـــداً لخـــلٍّ مــائقٍ متمايــلٍ مــع كــل ريــحٍ يســتميل يميـل
شــَرطُ المحــب ثبـاته فـي موقـفٍ فيـــه لوقــع المشــرفيِّ صــليل
مــا كــان مشـتاقاً فـتىً متكلِّـفٌ فـــي شـــوقه وبـــودِّه تبــديل
حسـبُ الغـرام كمـا علمـت حشاشـةٌ حـــرَّى وقلــبٌ بــالهوى متبــول
إن أشــغل الحسـادُ عنـك قلـوبَهم فبـك الفـؤاد علـى المـدى مشغول
أحببـتُ ديـنَ اللَـه فـي سكَّانكِ ال أطهــار يـا مَغنـىً بـه التأميـل
أنــتِ الســماء مقــرُّ كـل موفـقٍ مـــن ربـــه وبســـيره تفضــيل
فكـأن نفسـي فـي اشـتياقك أنفـسٌ وكــأن عقلــي فــي حمـاك عقـول
كلـي بِهـا فـي اللَـه شـيءٌ واحـدٌ فكـــأنني مــن تُربهــا مجبــول
يـا سـاكني لبنـان دونَكـم امرَءاً مــا زال ينشــد فيكــم ويقــول
إن الخيــام كمـا علمـت خيـامُهم لكــن لهـا فـي النـازحين ضـليل
قفـل الخليـطُ وليـس قلـبي قافلاً عنكــم وإنـي فـي الرحـال قفـول
قـد أقفـرت منـي الطلـول وحقكـم مــا أقفــرت منــي رُبـاً وطلـول
لكــن لــي قلبــاً إليكـم شـيقاً أبــداً وطرفــي بالرضــا مكحـول
فـالعين إن رمقـت وإن دفقـت معاً فبنَقـــدها كرُمــت لــدي أصــول
مـا حـل ركـبي فـي الرحال معرِّساً إلّا ولــي فــي القــاطنين حلـول
عـذَل العـذولُ بكـم ولم يك عالماً أنـــي لـــديه عـــاذلٌ معــذول
أوســعتُه عتبــاً فقــال مواربـاً أنــا عــاذلٌ وجنــابكم معــذول
إن الســماء ديــارهم لكننـي اس تســــقيته ولشــــرحه تأويـــل
دعـه ولـذ بحمـى البتولـة مريـمٍ مستعصـــماً فملاذهـــا المــأمول
إن الــذي أضــحى ومريــم رشـده لــم يغـوه الشـيطان وهـي دليـل
ترتـد عـن محميهـا أيـدي العـدا ويفـــر عــن مثــواه ســاطانيل
أيصــد عــن مــولاه عبــدٌ مُقـترٌ أغنـــاه ســـيده وهــوْ مخــذول
أنــتِ الــتي موضــوع كـل محبـةٍ يــا ليتنــي فــي حبهـا محمـول
يا دمية القصر التي أُعني بها ال راؤون والـــراوون وهــي بتــول
يــا درة الغـواص لمـا غـاص فـي بحـــر الخلاص إلهُنــا المعقــول
يــا مَــنَّ إسـرائيل يحـوي ذوقُـه كـــلَّ الفضـــائل إنــه لَفضــيل
يـا منـبر سـْلَيمان والأُسـدُ الـتي مـــن جـــانبيه مبشــِّرٌ ورســول
يــا قبـة الميثـاق أنـت صـلحُنا مــع ربنــا والشـرحُ فيـك يطـول
يـا مَقـدس الأقـداس فيـك أعظمُ ال أحبـــارِ حـــلَّ وبــابُه مقفــول
يـا مـذبحاً فيـه البَخـور وتحتـه ظهــرت نفــوس الأصــفياء تقــول
حتــام يــا ديّـان لا تقضـي لنـا مــن ظــالمٍ إن الظلــوم جهــول
يـا عـرش ذات اللَـه فـي جلـواته إن الجليــــل مقـــرُّه لَجليـــل
يــا مـن ولـدت لأجلنـا حَمَلاً أتـى لفــدائنا حينــاً وهــوْ مقتــول
يــا آيــةً كــبرى رأى تمثالهـا فيهـا الرسـول الحـق وهـو ذَهـول
شــمسٌ تظللُهــا وتعلــو رجلُهــا قمـــراً كــواكبُه لهــا إكليــل
يـا علـة الخيـرات هـل حظِّـي بها يــوم الجــزا بمقامــكِ معلــول
هــذا رجــائي والجــزاء مـؤخِّري عنـــه ولكــن عفــوك المــدلول
حســبي بقربــك نعمــةً أبقيتُهـا قَــدْكِ البعـادُ فهـل إليـك سـبيل
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

ص71 قصيدة  في 43 بيتا، على صورة رسالة بعث بها إلى تلاميذه وفيها قوله ويريد اليهود:

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القطعة 25 ص74 قصيدة في مدح مريم العذراء وفيها مقارنة مع أستير: