رويداً رويداً يا حداةَ الركائبِ
الأبيات 40
رويـداً رويـداً يـا حداةَ الركائبِ لقـد عسـفت أخفافُهـا في الترائبِ
وأمُّـوا بنـا تلـك الـديار عشـيةً وقـرّوا عيونـاً باحتشـاد الرغائب
ديــارٌ دجاهـا مطلـعٌ يُهتـدَى بـه فواعجبـاً مـن مشـرقٌ فـي المغارب
عليهــا ظلام الأيـد يرفـل معلنـاً بســـرٍّ كتــومٍ جــامعٍ للمنــاقب
كــأن ســناها قـابسٌ نـوره بـدا لـدى عيـن مقـرورٍ رُمِـي بالسباسب
تخـال وميـض البرق في أفق دجنها مجــرَّةَ نــورٍ أو مصــابيحَ راهـب
سـقاك الحيـا ريّـاً مُلثّـاً همـوعُه بأفضــل مصــحوبٍ وأنفــع صــاحب
فكـم مـرَّ لـي في قطرها من مناسكٍ خلعــت علــى آثارهـا كـل عـائب
لثمــت بهاتيـك العـراص ثغورهـا كمـا لثمـت قـدماً ثغـور ترائبـي
قصــدتك والنكبـاء تعصـف بيننـا تحــل غشــاءً كــالمجن المناصـب
ولمـا أبـت إلا التصـدُّرَ في اللقا فَصـمتُ عراهـا فاسـتوت كالمصـاحب
بطَـرفٍ يفـوت الطِـرفَ عند اندفاقه وعـزمٍ يفـل الـبيض عنـد المضارب
فمـا زلـت أطـوي فدفداً بعد فدفدٍ وأفــري بواديهـا وكـل المشـاعب
إلـى أن بـدا ذيـل الظلام ممزقـاً وفــرّطَ فيــه ســلك در الكـواكب
وأشــرقن أطلال الحمــى ورســومه ولمـا تبـدى النـور قلـت لصاحبي
أصـاح فمـا هذا الذي أبهج الفلا ضـياءً وعـمَّ الأفـقَ مـن كـل جـانب
فقـال هو الحصن الموطد في الورى أثيـل السـجايا والعلا والمـواهب
فقلـت أتعنـي صـيدنايا فقـال لي نعـم ذاك أعنـي إننـي غيـر كاذب
فيـا حبـذا تلك الديار وحبذا ال مطيـف بهـا يومـاً لفـضِّ المعـائب
ويـا حبذا الحصن الموطد أصله ال منيـف المبـاني والبها والمناقب
يدكــدك طـود الضـد عنـد قراعـه ويصـــدع أعلاه بغيـــر قواضـــب
فنــمَّ شــذا أرجـائه بيـن معشـرٍ رأوا أفضـل الإحسـان ذكر العواقب
فلا السـر مبثـوثٌ لديهم ولا الهوى يميـد بهـم عنـد النوى والنوائب
وقد أحرزوا الآداب في معهد التقى وقـد أخلصـتهم نـار سبك التجارب
شــكوت إليهـم والحنيـن يسـوقني إلـى حيثمـا الآمـال سوق النجائب
أيـا سـاكنين الحـي باللَه بلِّغوا سـلامي إلـى مـن هـي أعـز حبائبي
ملاذ الـورى والذخر في يوم موردي إذا مـا أتيـت اللَـه إتيـة راهب
فلبيــك مريـم ثـم لبيـك فـأمري فــإني مطيـعٌ لسـت يومـاً بهـارب
أيـا فـرع يسـَّى صـرتِ أصـلاً لفوزه ولا تعجبـوا للشـمس دون الكـواكب
فمعصــومةٌ عــن كـل وصـمة قـادحٍ مــبرأةٌ عــن كــل دعــوة عـائب
مطهــرةٌ حقّــاً بمســتودع الحشـى علـوت علـى الثقلين يا خير كاعب
ألا يـا ابنـة الجـد المؤثل مجده علا مجـدها حتى انتهى في المغارب
أمهبــط أســرار الإلــه شــكيتي إليـك مـن اَعباء الذنوب الرواتب
قصـدتك والعقـل أدلهـمَّ مـن الأسى وقـد غـل أطرافـي معـاً ومنـاكبي
أنيــري دجـوني واعطفـي لمـذلتي وحســبك خــاطٍ قـد أتـاك كتـائب
فلا فــوز إلّا فــي حمــاك مؤيـدي ولا رشــد إلّا فــي هـداك مصـاقبي
عليـك سـلام اللَـه مـا نـاح طائرٌ علــى فنـن الأراك نـوح النـوادب
عليـك سـلام اللَه ما اخضلَّتِ الربى وقابـل ثغـرُ الزهـر درَّ السـحائب
عليـك سـلام اللَـه ما أشرق الضحى بشـمسٍ أزاحـت نسـجَ تلـك الثواقب
عليـك سـلام اللَـه مـا جـاد شاعرٌ بإبنــة فكــرٍ حُجِّبَــت بالنقـائب
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: