هذا التواضع إن أردتَ مواهبا
القطعة 25 ص74 قصيدة في مدح مريم العذراء وفيها مقارنة مع أستير:

ما بين أستيرٍ ومريمَ نسبةٌ         في الجنس وارتقتا لذاك مراتبا
الأبيات 31
هـذا التواضـع إن أردتَ مواهبـا تغنيــك فاقصــده تجـدهُ واهبـا
ملجــاً يــرى المـترهبون بظلِّـه مرعـىً خصـيباً في الورى ومشاربا
مــن شـاء رهبنـةً بغيـر تواضـعٍ قــد صـار لـصَّ حيـاتِه لا راهبـا
إن التواضــع فــي ســمو محلِّـه سـمةٌ لنـا إن كـان منـا تائبـا
ســمةٌ لنــا أن المسـيح إلهنـا ولأجلــه ذقنــا أســىً ومصـائبا
فهـو السـماء وأنـت فيها قائماً متواضــعاً فـوق المجـرة راكبـا
مـن كـان يرغب في الخَطا متعمداً ليـس التواضـع فيـه يوماً راغبا
هبـط الملاك مـن السـما متقهقراً بالكِبرِيـا وانحـطَّ منهـا خائبـا
ويشــاهد المتواضــعون بقلبهـم مـا فـي السماء عجائباً وغرائبا
مـا كـان أولانـي بـه لـو أننـي أســعى إليـه راهبـاً أو هاربـا
أو ذائبــاً أو نادبـاً أو آئبـا أو راكبـاً أو راغبـاً أو طالبـا
إســمع نــداء الاتضـاع فتهتـدي بنــدائه إذ قــال قـولاً صـائبا
خـذني هـديت مسـاعداً فـي كلِّمـا تهــوى تجـدني صـاحباً ومصـاحبا
فـامنن علـى رمقـي بخيـر تواضع يـا رب واجعلنـي بعفـوك تائبـا
واقبـل بمريـم مـا أتيتُك مادحاً إن اللسـان يـذود ذنبـاً عائبـا
قـد صـار مـدحي في سناها صادقاً مـذ كـان مـدحي في سواها كاذبا
ملئت وزادت فـي البشـارة نعمـةً قـد ألبسـتنا مـن العلاء مواهبا
أَســتيرُ قــالت إن جنسـي هالـكٌ فــأتته مريـمُ بـالخلاص مطالبـا
مــا بيـن أسـتيرٍ ومريـمَ نسـبةٌ فـي الجنس وارتقتا لذاك مراتبا
أَســتيرُ تحـت ذمـام ملـكٍ كـافرٍ والبكـرُ قـد ولـدت إلهـاً ثاقبا
ملــك الملـوك يخـصُّ مريـمَ أمَّـه أرأيــت أمّـاً قـط بكـراً كاعبـا
إن المعــاني فـي صـفات سـموها سـاقت إلـى نظـم الكلام جنائبـا
قـد كنـت أسـعى في قريضي راجلاً أصـبحت فـي مـدح البتولة راكبا
كالشمس إن طلعت أزاح ضياؤها ال سـامي مـن الأفـق الرفيع ثواقبا
أخـذت بطـوق الليـل حـتى فرطـت مــن جيـده سـلكاً يضـم كواكبـا
خلـع النهـار على الدجى أسماله مــن ذكرهــا واختـارهن جلاببـا
إن تأتهــا مســتمطراً إنعامهـا مطـرت عليـك مـن السماء سحائبا
إن تبلهـا تبـل السـرور مواكباً أو تلقهـا تلـق الجبـال كتائبا
حصـنٌ يصـون الملتجيـن من العدا ملأت قواصــي العـالمين عجائبـا
مـن جاءهـا حاز النباهة والتقى منهــا ونـال رغائبـاً وغرائبـا
لـو عشـت دهـراً مادحـاً أوصافها قصـرت لـم أوف المديـح الواجبا
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: