هذا سلامٌ والصدورُ رحابُ

ص71 قصيدة  في 43 بيتا، على صورة رسالة بعث بها إلى تلاميذه وفيها قوله ويريد اليهود:

يا ملةً ما كان أسطعَ نورَها         حتى انثنى فغشِي سناه ضَباب

ذهبت محاسنها فزال نقاؤها         والشمس من كدر الكسوف تُعاب

الأبيات 43
هــذا ســلامٌ والصــدورُ رحـابُ وهوى المنازلِ في الفؤاد حِرابُ
تغـدو بـه الأشـواقُ نحـو أحبَّةٍ ســيماؤهم أن لا يُــرَدَّ جــواب
قـد راعنـي صوتٌ يجاوبُهُ الصدى إلـــفٌ نزيــحٌ والبلادُ خــراب
مــا رابنــي إلّا غـرابٌ نـائحٌ النــوح بيـنٌ والخـرابُ غُـراب
أنعَـى ديـاراً دونهـا قلـبٌ به شــوقٌ لـه دون الـديار حِجـاب
ورمـى الزمـانُ ربوعَها بصروفه فخلَـت وبـان لبينهـا الأصـحاب
ضـَرَبت بها أيدي الشتات كأنها أيـدي سـبا ولها الفراقُ ضِراب
فترى الغوائلَ ضمنَ ساحتها وقد ضــَرَبت قبابــاً تحتهـن عِقـاب
لـم أدر ذاك لشـرِّ سكّان الحمى أو إنمــا ذاك العِقـابُ ثـواب
يـا ملـةً مـا كان أسطعَ نورَها حـتى انثنـى فغشـِي سناه ضَباب
مـرَّت تـرى أحبابَهـا أعـداءها إن العــداوةَ شــرُّها الأحبـاب
ذهبـت محاسـنها فـزال نقاؤها والشـمس مـن كدر الكسوف تُعاب
ضـحكت علـى سـاداتها أعداؤها وشــكت فأبكاهـا أسـىً وعتـاب
زلَّـت بجَـذب زمامها حتى انحنى منهــا وفيهــا أرؤسٌ ورقــاب
فكأنهــا فـوق الأنـام مصـيبةً وكأنهــا تحــت الأنـام تـراب
وأذاقهــا ذاك العـدو بِخُبثِـه صـاباً ولكـن ليـس فيـه صـواب
ولقـد دعـاه اللَـه دعوةَ منجبٍ وســكوتُه عمــن دعــاه خطـاب
وأحبَّــه مـولاه دون أخيـه فـي معنـىً يشـير إلـى خِفـاهُ كتاب
وكنـاهُ فـي يوم الصراع بكُنيةٍ حـارت بهـا الأفهـام والألبـاب
فانصـاعَ لا يحنـو علـى أمٍّ غدت تحـويه فـي جـزء العلى فيُهاب
فتـأمَّلوا يا ماررينَ بها ترَوا مـرأىً مخيفـاً فـي وِعـاهُ عَذاب
أُمّـاً براهـا الـذلُّ حتى أصبحت ومصــابُها للشــامتين مصــاب
ذاقـت مـن ابـنٍ مرَّهـا بمرارةٍ مُــرّاً وأدنـى مُـرِّ ذاكَ الصـاب
نكصـَت فعاجلها التأسُّفُ فانثنت تـدعو الـذهابَ وهل يُجيب ذَهاب
مـا كـل مـن نادى يُجاب نداؤه إن السـكوتَ عـن الجـواب جواب
حاشـاك يا صهيون يا أم القرى أن تقفـري وبنـوكِ منـكِ قِـراب
قـومي استنيري إن جفوتِ جاهلاً ذئبــاً فــإن المفسـدين ذئاب
قومي استنيري ما لنورِك خامداً هـل غالـكِ ذاكَ الغـبي الكذّاب
قومي استنيري إن وجهَك بالحيا متـــبرقعٌ وعــدوُّكِ المِحــراب
تبكـي وقـد نظـرت بنيها شُرَّعاً للمـوت حتمـاً والـديارُ يبـاب
مـن ذا يبشـِّرُها بفقـد حواسـدٍ وبفقـد بـاغٍ مـا عليـه ثيـاب
للَـه يـا رومـا السعيدة إنني مظلومــةٌ حقّــاً وأنـت البـاب
حتــامَ أدخـل بابهـا ويصـدُّني عنـك العـداةُ وهـم لـديك كلاب
حاشـاي أن أبغـي سـواك موئلاً مـا كـلُّ رأيٍ فـي الأنـام صواب
حجبـوك يـا شمسَ الهدى فكأنهم مـا بيننـا فـي الإقتران سحاب
لا تنكروا ما قد رأيتُ منَ الذي آويتِـــه إن اللئيــم يُعــاب
ربَّيــتُ إبنـاً فاسـتهانَ بـأمِّه ورفعتُــهُ ليكــون فيـه ثـواب
فكــأنني أذنبـتُ حيـن رفعتـه وجـزا المسـيء بما يسيء عقاب
ولبسـت فيه العار ثوباً فاضحاً بيـن الأنـام ومـا علـيَّ نقـاب
مـن منصـفي مـن ظـالمٍ متظلِّـمٍ ســحقاً لحلـوٍ بـالمرار يُشـاب
أصـبحتُ في ثوب الحِداد ولا تسل عـن حـال شـيخٍ يزدريـه شـباب
هـذا قضـاء الله فاصبر طائعاً إن المطيـع لـه السـلام ثـواب
فعليـك يـا دار الأحبة والرضا منــي ســلامٌ والصــدورُ رِحـاب
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: