قف نبك نفساً عجبها بمماتها
الأبيات 27
قـف نبـك نفسـاً عجبها بمماتها فعلام تعجـب والبلـى فـي ذاتها
لا تطـغ لكـن عـج بها في عجبها فـترى الصـفات نفاق موصوفاتها
ترضــي الأنـام بعجبهـا لكنهـا فـي ذاك تسـجد نحـو منحوتاتها
وتقــول تـؤمن بـالإله بلفظهـا والكفـر فـي أفعالهـا وصفاتها
تبـدي قنوتـاً في التقى وتبيده فـي عجبهـا فتحيـب من خيراتها
مـا فاجأتهـا سـقطةٌ فـي محنـةٍ إلّا وكــان الكـبر فـي آفاتهـا
مــا راهــبٌ متكـبرٌ فـي خلقـه إلّا وطـــاعته بحــال مماتهــا
فـالفرع يعـرف نـوعه مـن أصله وتـبين الأشـجار مـن ثماراتهـا
حقّــاً دوا المتكـبرين سـقوطهم بمــآثمٍ يخشــون مـن غاياتهـا
مـن يكـره التوبيـخ يكره نفسه والنفـس لا ترضـاه مـن عاداتها
إلّا الــذي قـد ذاق لـذة نفعـه لتواضـعٍ والكبريـا لـم يأتهـا
والنفس تفقر حين تستغني الورى بالكبريــا وتمـوت فـي زلاتهـا
والمـرء يكفـر إذ يـرى متكبرا والكِبريـا الكفـرانُ من حالاتها
بالكبريـا قـد صـار شيطاناً له مــن ذاتـه إبليـس مـن آلاتهـا
متعاميـاً عـن نـور كـل فضـيلةٍ فكــأنه الخفـاش فـي وكناتهـا
وإذا دجـا ليـل الرذيلـة حدَّقت حــدقاته ويقـول نحـوي هاتهـا
فليســتعدَّ لنــارِ عــدلٍ سـجِّرت يومـاً تضـيق النفس من زفراتها
يومــاً يحــس جنــانه بجنـونه ويـذوب مـأق العين من عبراتها
وتعــود جنــات النعيـم رقيـةً هيهــات عنـه محلهـا هيهاتهـا
ربــي أحبـك مـا حييـت فنجِّنـي والعيـن شـكرَى من سهام عداتها
بشـفاعة البكـر الـتي قد طهرت بصــفاتها وتقدسـت فـي ذاتهـا
قمـرٌ تحيـط بهـا الملائك هالـةً مـا أحسـن الأقمـار فـي هالاتها
هــي ثـالث القمريـن إلّا أنهـا فـوق السـماء تحـل في أبياتها
ضـربت سـرادق عزهـا عند ابنها نشــر الملائك فـوقهم راياتهـا
فالفتـح في راياتها والنجح في غاياتهـا والربـح فـي آياتهـا
مـا مريـمٌ إلا النجاة من العدا طـوبى لمـن قد ذاق طعم نجاتها
فحيــاته مــن دونهـا كممـاته وممـــاته كحيــاته بحياتهــا
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: