سمعتُ بأذني رنةَ السهمِ في قلبي
ص56 قصية 38 بيتا اولها:

سمعتُ بأذني رنةَ السهمِ في قلبي        وشمت بطرفي بارقَ اللهو في عُجبي
الأبيات 38
ســمعتُ بـأذني رنـةَ السـهمِ فـي قلـبي وشـمت بطرفـي بـارقَ اللهـو فـي عُجـبي
وَمِســـْتُ بكفِّـــي كــلَّ مندوحــةٍ أتــت لِتُــدنِيَ مــن ذنــبٍ وتُبعِــدَ عـن ذنـب
وذقـــتُ بفـــيَّ لــذةً تَبعــثُ الهــوى فهـا أنـا مـن تلـك اللـذاذة فـي حرب
شـــممتُ بـــأنفي ريـــحَ راحٍ وراحــةٍ أقــصُّ بهــا آثــارَ كــلٍّ مــن الكـذب
فمـــا ازددتُ إلّا بالتمــادي تجــاهلاً كــأنيَ فــي شــرقٍ أميـلُ إلـى الغـرب
فمــــا هــــذه إلا حـــواسُ تِجـــارةٍ مُـــردَّدةً بيـــن الخســـارة والكســب
فكنــت بهــا أرجــو الحيــاة كبـاحثٍ علــى حتفــه فــي ظِلفِـه آلـةِ العَطـب
فمـــا جــادعٌ أنفــي بكفّــي مكيــدةً ســوايَ ومــا بــاغٍ علــيَّ سـوى قلـبي
ولــولا يــدي مــا بــتُّ يومـاً مدنَّسـاً ولــولا فمــي مـا لـذَّ أكلـي ولا شـربي
ولا كــان منــي مِقــوَلُ الهجـو جاريـاً بميــدانِه بالقــذف والــذمِّ والثلــب
فيـــا نســماتٍ بــتُّ مستنشــقاً لهــا عرفــتُ بهــا دائي وحســبي بـه حسـبي
رمتنــي الحـواسُ الخمـسُ منهـا بأسـهمٍ ثُنائيَّـــةِ المَرمَـــى ثلاثيــةِ الهُــدب
رباعيَّــــةٍ طبعـــاً خماســـيةٍ هـــوىً سداســـيةٍ ظرفـــاً ســـباعيةِ الحــرب
رمتنـــي براشـــيها خفيّــاً وظــاهراً وناهيــك مــن رامٍ يــرى بـاطنَ اللـبِّ
فمـن شـأنها تبـدو وتَخفـى عـن النُّهـى تشــوقُ إلــى شــرقٍ وتَرغــبُ عـن غـرب
ومــن تحتهــا تجــري ميــاهُ مــرارةٍ بســبع عيــونٍ تمــزج المُــرَّ بالعَـذب
فَأُرْصــُدْ بعيــنِ العقـل أبوابَهـا تَفُـزْ وإن جـــزتَ ذا حَـــزمٍ بأطلالهــا لَــبِّ
فبــاللَه إن جئت الــديار ولــم تجـد بســاحتها صــحبي لحادثــةٍ صــِحْ بــي
ولا تـــك فـــي أطلال ميَّـــةَ هائمـــاً فكـم هـائمٍ أصـباه منهـا الـذي يَسـبي
فــــدع ميِّتــــاً غَيلانَ مَـــيٍّ بِمَيَّـــةٍ بسـهمَيْ لواحِظْهـا وسـِر بـي إلـى سـِربي
ونُـــح بـــي إذا أبصــرتَني متلفِّتــاً وطـالَ علـى أطلالهـا فـي الهـوى نَحـبي
فإيّـــاكَ والســـكنى بـــدار مذمَّـــةٍ وعُـج بـي ولا تَعجـبْ إذا زاد بـي عُجْـبي
وإيــاك واللحــظَ الطمـوحَ لـه انْتِمـا إلــى ملــكِ الحيّـاتِ فـي حِـدَّة اللَسـْب
فلســتَ تـرى فـي الحـرب حربـاً كحربـه إذا مـا خلـوتَ اليـوم فـي وَحدةِ القلب
فجُـب واديـاً مـا سـار فيـه ابـنُ كوكبٍ بــه الحـزمُ إلّا جَـلَّ عـن طينـةِ التُـرب
لهــا حُجــبٌ تقــواك تقــوَى بِحَجْبهــا علـى حَجبهـا والحَجـبُ فـي تلكُـمِ الحُجب
فلمــا رأيــتُ الحــزمَ يــومي بطرفـه إلــيَّ وأوقَفْنــي علــى جــادةِ الـدرب
تلبثــتُ فــي بــاب التواضــع واقفـاً بأبوابهــا بيــن التباعــد والقــرب
ومــا زلــت فـي أبـواب مريـم قارعـاً بأيــدي الرجـا حـتى ألاقـي بهـا ربـي
مُصــيخاً لهــا قلــبي وعقلـي وفكرتـي علــى حــذرٍ حــتى حصـلتُ علـى الصـلب
هي الشمس في التأثير والبدر في الضيا هـي الكـوكب الـدري فـي السبعة الشهب
هــي الحجــر المرمـوز فـي كيميائنـا رآه حكيــمُ القــوم مـن سـالفِ الحقـب
ودَبَّـــرَهُ بالحـــلِّ والعقـــد كــاملاً فبالحــلِّ عــن روحٍ وبالعقـد مـن تُـرب
وأبـــرزه جســـماً كريمـــاً منزَّهـــاً عــن الــدنس الأصـلي والنقـص والعَتـب
هـي الـدرة البيضـاء فـي العـرش سِرُّها إذا اهـتزَّ ذاك العـرش قـالت لـه حسبي
أنـــا مريــمٌ أم الشــفاعة والتقــى وأمُّ الرجــاءِ التــام والفـوز والحـب
تعــالى علــى الأشـباه قـدري ومنزلـي فــأين الملا العلـوي مـن ذلـك القـرب
إذا كنـــتُ أمّـــاً للإلــه فكــلُّ مــا يُـرَى فـي الوجـود العامِ دوني سوى ربِّي
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: