شمسٌ تسير مشارقاً ومغاربا
 ص49 أول باب الباء قصيدة مهمة في ذكر الحواريين الإثني عشر ووجوه استشهادهم، في53 بيتا، كتبت تحت صور الرسل في كنيسة جديدة بنيت على اسم السيدة مريم سنة 1718م

منها قوله في البيت التاسع:
الأبيات 53
شــمسٌ تســير مشــارقاً ومغاربـا وتبُـثُّ منهـا فـي الوجـود غرائبا
مُلئت بهـا الأبصـار نـوراً فاهتدى بسـنائها مَـن كـان فيهـا راغبـا
كســتِ الأنـامَ مـن الأمـان جلاببـا ومواهبـــاً ومناقبــاً وعجائبــا
حلَّــت بُــروجَ السـعد حـتى أثَّـرت مـن دورِهـا فـي الكائنات مطالبا
تأثيرهــا فــي كــل بـرجٍ ظـاهرٌ وبكــل بــرجٍ كــان فيهـا آئبـا
وحلولُهــا فــي قلـب بـرجٍ واحـدٍ فلـكٌ يسـوق لهـا الـبروجَ جَنائبا
فـاللَهُ شـمسٌ حـل فـي اثنـي عشرةٍ مــن رسـله ملأوا الأنـامَ رغائبـا
كـانوا بـه الأبـراج فـي أحكامها كــلٌّ لــه فعــلٌ أتــاه طالبــا
يعقــوب زَبْــدِي ذاق مـن هيـرودُسٍ بالسـيف فـي صـهيونَ موتـاً قاضبا
قــد صــار مغناطيسـهم فتحركـوا منــه بـه إذ كـان فيهـم جاذبـا
قـد قـام بطـرسُ في الكنيسة ريِّساً مـذ مـات مصـلوباً برومـا غالبـا
هـذا انـدراوسُ ذاق صـلباً ذاويـاً إذ ســلَّمَ الأتــراك دينـاً صـائبا
وكــذاك يوحنَّــا بأَفسـُسَ إذ بهـا كـان البشـير ومـات موتـاً غائبا
قـد مـات توما الهندِ مسلوخاً بها إذ بشــَّر الكفـارَ كـان الغالبـا
يعقــوب حَلْفـا مـات فـوق صـليبه مـا كـان فـي بُشـراه يوماً كاذبا
فِيلِبُّــس المنصــورُ مــات معلَّقـاً وقضـــى بآســيّا قضــاءً واجبــا
طـوبى لِبَرْتُلْمـاوُسٍ فـي الهنـد إذ ذاق الصــليب مبشــِّراً ومحاربــا
متَّــى البشــير مبشـِّرٌ فـي فـارسٍ والنـار قـد مطـرت عليـه مصائبا
ســـِمعانُ ذاك القـــانويُّ مبشــِّرٌ فـي الزِّنـجِ مصـلوباً فأمسى كاسِبا
هــذا يهـوذا بشـَّر السـريانَ فـي يـومٍ رمـاه المـوتُ سـهماً صـائبا
قـد مـات مَتِيَّـا مـن الحَبَـشِ الأُلى أعطــاهمُ الإيمــانَ موتـاً خالبـا
هـذا جهـادُ أُولي البشارة والتقى ملأوا النفـوسَ مـن الحياة مواهبا
وجـرى بهم ماءُ الحياة إلى الورى مـا مـات حـيٌّ كـان منهـم شـاربا
جعلـوا الإلـه نعيمَنـا فـي ملكـه ليــس النعيــم مــآكلاً ومشـاربا
نفســاً منزَّهــةً وجســماً خارقــاً تســـري لطـــافته وعقلاً ثاقبــا
ركبـوا جيـادَ بِشـارة الإيمـان في أرض الأنــام مشــارقاً ومغاربــا
لبِسـوا الإلـهَ بـروح قدسٍ فانثنوا متــدجِّجين بــه قَنــاً وقواضــبا
صـالوا وجـالوا بطـنَ كـلِّ تنوفـةٍ يضـحي بهـا الخِرِّيـتُ غِمْـراً نادبا
فتقلـدوا الـروح القـويَّ صـوارماً وتــدرَّعوا الأيــدَ العلـيَّ مَلائبـا
صــدموا ملـوكَ الأرض صـدمةَ ثـائرٍ تركـوا بهـا المثؤورَ شخصاً ذائبا
وســطوا ببــأس ثــلَّ ركـنَ جهنـمٍ حـتى غـدا المنهـوب فيهـم ناهبا
صـاحوا بأوثـان الـورى فتسـاقطت واستأصلوا الدين الغشومَ الكاذبا
بـرزوا ينـادون الصـفوفَ وحـولَهم مــن كـل بـاغٍ زادَ كفـراً عاصـبا
هـذا يسـوع ابـن الإلـه فـأين من يهـوى الـبرازَ مبـارزاً ومحاربـا
لبَّيــكِ يــا ثــاراتِ آدمَ جــدِّنا بنفوسـنا نفـدي الأسـير التائبـا
قـد عسـكرت تلـك العـزائم عسكراً وتكتَّبــت رســلُ الإلــه كتائبــا
فانـدقَّ طـودُ الكفـر منـدكّاً وقـد فــرَّ اللعيــنُ بـه فـولَّى هاربـا
مــذ فَـوَّقَت سـهمَ العنـادِ جنـودُه رجمَتهــمُ تلــك الـبروجُ كواكبـا
فهـمُ الصـراطُ ومـا عـداهم مهلـكٌ يــا ســائرين مَهامِهـاً وسَباسـِبا
وهــم الأمـانُ ومـا عـداهم خدعـةٌ يــا رائميــن ســلامةً وعواقبــا
وهـم الحقيـقُ ومـا عـداهم بِدعـةٌ يــا طــالبين أمانــةً ومـذاهبا
وهـم البحـور تُفيـضُ مـن تيّارهـا للعـــالمين جــواهراً وســحائبا
وهـم البـدور تنيـر مـن أبراجها فـي جنـح ليـل الكفر نوراً ثاقبا
شـادوا وسـادوا فـي الأنام فمنهمُ ســاد الملــوكَ وآخـرون مناقبـا
فتــأرجت مــن ذكرهــم أرجاؤُنـا فكــأن كلّاً كــان مريــم صــاحبا
تلــك الــتي بَـرَزَ الإلـهُ مُجـدِّداً بوجودهـا هـذا الوجـودَ الـذاهبا
قُـم سل تَنل فُه قِه تَسُد جُد زِد تُصَن عِـه لِـهْ تَعُد رُم سُم تُعَن عُد تائبا
لَــبِّ الـتي نـادت فكـان يُجيبهـا فـي الضـيق عبداً قد أتاها طالبا
لبَّيــكِ مريــمُ والزمـانُ محـاربي مُلِــئ الزمـان تحارُبـاً وتجاربـا
لبيــك مريــم والزمــانُ مخيِّـبي لا رُدَّ كـــفٌّ مــن عطــاك خائبــا
لبيــك مريــم والزمـانُ مُعـاتبي بُعــداً لـدهرٍ كـان فيـك معاتبـا
لبيــك يــا مــن لا مَـردَّ لأمرهـا يومــاً ولا فيمــا تــراهُ حاجبـا
إنــي عـنِ اسـتيفاءِ مـدحِك قاصـرٌ لا تُلزمينـي فـي الثنـاء الواجبا
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: