يا قلب طِر من وُكْنة الأحشاءِ
القطعة 16 ص43 في التغزل بجمال قلب يسوع وهي 97 بيتا في ختام حرف الألف. وعلق الشرتوني (ص44) على قوله: (امسى كئيبا عن حماكم ناء) ناء: حقها النصب ولكنها هنا على لغة:

(فلو أن واشٍ باليمانة داره = وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا) أي في رفع واش ومحلها النصب. قال: والشواهد على هذا كثيرة.
الأبيات 98
يـا قلـب طِـر مـن وُكْنـة الأحشاءِ نحــو الحـبيب الفـاخر الأزيـاءِ
وردِ المنــازلَ حيـث مـورد حبـه تجــد الحيــاة بتلكـمُ الأحيـاء
اشـعَف بـه فهـو السـناء ولا تَمِل نحــو الســواء تُحَــفُّ بالأسـواء
فجمــاله نفــس الجمـال وإنمـا مـن حسـنه قـد كُـوِّنَ ابـنُ ذُكـاء
يا تائقي السراء ذوقوا وانظروا مــا أطيـب المـولى لقلـبٍ هـاء
مـن ذاق خمـرة حبـه الطوبى فقد سـاغت لـه الطـوبى بطيـب هنـاء
إذ فــاز بــالأفراح طـرّاً قلبـه بـــل حــاز أســنى عفّــةٍ بِطِلاء
يـا قلـبيَ انهـل من مناهله فيا لَتُقـاك أن تُغـرَى بـذي الصـهباء
يــا آل ربـعِ أحبـتي حـتى مـتى أُمســي كئيبـاً عـن حمـاكم نـاء
لــي عنـدكم فكـرٌ يُسـَرُّ بلَمْحِكـم ولكــم لـدي الـذكرُ ضـمنَ بكـاء
لــولا تـردد فكرتـي فـي داركـم كنــت الفريـد بشـقوتي وتـوائي
سـقياً لولهـانٍ ثـوى فـي جمعكـم فهــو الغنــيُّ المالـكُ السـراء
مـن لـي بأن أحظى بكم كي يرتوي مـن عـذب مـوردكم شـديد ظمـائي
لأســـلمنَّ علــى ديــار أحبــتي حيــث اجتبــاءُ مـآربي وحبـائي
يـا زائراً ذاك المقـام أقم على أطلالــه واشــرح بــه أهــوائي
وانشـر أُوار الحـب مـن صـبٍّ طوى ضـمن الحشـى شـغفاً عظيـم ذَكـاء
بـل أهـدِ منـي مهجـتي مع فكرتي مــع فطنــتي وإرادتـي ونَهـائي
نحـو الحـبيب الحلـو سلّاب القُوى فهــو القــويُّ المالـكُ الإقـواء
قلـبِ الإلـه يسـوعَ أسـنى بهجـتي أو بغيــتي أو منيــتي وهنـائي
يـا قلـبَ ربـي أنـت غايةُ مأربي يـا ربَّ قلـبي أنـت كنـز غِنـائي
يــا لجـة الجـود الإلهـيِّ الـذي أغنــى الـورى بسـوابغ الإعطـاء
مـن فضـلك الفيـاض فـاض خلاصـُنا فـــاظَ العـــداةُ لفــائضِ الآلاء
وأرقـت فينـا رائق النعمـى لذا راق الغــرام بروقـك المُـترائي
وبـذاتك الكـبرى أَجـدتَّ فيـا له مــن كِــبر جــودٍ فــائقِ الآراء
يـا عـرشَ حكمـةِ مبدعِ الأكوان من بعلاه حـــارت حكمــةُ الحكمــاء
مـن فهمـك الأملاك فـازت بـالحجى وبفقهـك احتكمـت أُلـوا الأنبـاء
إذ كنـت مدرسـة العقـول ودرسها تبّــاً لعقــل عــن علومـك طـاء
تصــبو إليـك عقولنـا وقلوبنـا ويلــذ منهــا فيــك كـلُّ سـَباء
فهـي الحديـد وأنـت مغناطيسـها بــل أنـت شـمسٌ وهـي كالحربـاء
إذ كنـت أنـت جمالهـا وكمالهـا ونعيمهــا النــافي لكـلِّ شـقاء
سـُقياك يـا يـمَّ العذوبة والهنا خِــدرُ الإلــه الفــائقِ السـراء
فجهنــمٌ لــو حــل فيهـا قطـرةٌ مــن طيبـك ارتـدت نعيـمَ سـماء
هــذا وعــن إثـمٍ غـدوتُ معـذَّباً بِكلــومِ حــزنٍ مــازقِ الأحشــاء
متأســفاً بـل لاهفـاً بـل ذارفـاً عنــي دمـوعَ الحـزن مثـلَ نِهـاء
فــإلام لا أســلو بحبــك مهجـتي وأراك فــي حــبي ســَفيكَ دمـاء
يـا أيها الحمَلُ الوديعُ المرتضى وذبيحـــة الغفــران والإرضــاء
يا أيها المرعَى الخصيب المُبتَغَى والراعِــيُ الموصــوفُ بالإرعــاء
يـا أيهـا الخَتَنُ البهي المشتهي يــا ســالب الألبــاب والأهـواء
هـا أنـت يـا حـبي جميـلٌ بـارعٌ فــي حســنه بــل رائعٌ ببهــاء
عنقــودُ كــافورٍ وزهــرةُ بقعـةٍ تفاحـــةٌ فـــي غيضــةٍ حســناء
هـو ذا حبيـبي أبيـضٌ فـي أشـقرٍ اخــترتُهُ مــن بيــن أهــلِ مَلاء
ذهــبٌ ســنيٌّ رأســُه عيـانه مِـثْ لُ حمـامتين علـى مجـاري المـاء
ســاقاه ســاريتا رخــامٍ جـوفه عــاجٌ ترصــع بـالعقيق الهـائي
أمــا يــداه فعســجدٌ وشــفاهه مــن سوســن والحَلـقُ كـالحلواء
محبــوبي البــاهي شــهيٌّ كلُّــه فلـذاك أهجـر فـي هـواه حِمـائي
قسـماً بنـات القدس إن مر الحبي ب بكـن صـِفْنَ لـه احتكـامَ ضَنائي
إن المحبــة أضـعفتني فهـي لـي مــوتٌ ألــذُّ مـن الحيـاة لبـاء
أَقرينــتي أنـت الجميلـة كلهـا لكــن جمالـك مـن سـناء بهـائي
كالبـدر لا يحـوي الجمـال بذاته إلّا كمــا يحظــى بنــور ذكــاء
فــإذا ثبــتِّ ظلِلـتِ فـيَّ جميلـةً أو لا غـــدوتِ كقِرمَـــةٍ دَكنــاء
نحـوي هلمـي يـا عروسـة من ذرى لبنـان كـي تحظَـيْ بمجـد زَهـائي
أخـتي العروسـةَ ها بإحدى مقلتي كِ جرحـتِ قلـبي بـل أرقـتِ دمائي
فـي قلبـك الظـامي ضعيني خاتماً كـي ترتـوي بـل تُفْضـلي بظَمـائي
فمحبــتي لَقَويَّــةٌ كــالموت بـل كجحيــم نــارٍ جــلَّ عـن إطفـاء
إذ دونَهــا كابــدتُ كــلَّ مشـقةٍ حــتى الصـليبَ فلا تنـي بوفـائي
مــاذا تفينـي غيـرَ أن تتوقـدي بمحبـــةٍ نحــوي بغيــر فنــاء
إن لـم تكـافي الحـب حبّـاً مثله لا تســتطيعي الـدهرَ حسـنَ وفـاء
إن كنــتِ قاصــرةً بـذا فتشـدَّدي بزُهــور بســتاني وذكـر حبـائي
وابغـي الدنوَّ من الأَتونِ المُصطلي أي قلــبيَ المشــحونِ كـلَّ ذَكـاء
تَجـدي المُنـى حقّـاً بذيّاك الحمى بـل يَـذْدَكي الحـبُّ الوضـي بِرجاء
إنـي أنـا القلـب الإلهـيُّ الـذي صـــفُّ الملائك ســـاجدٌ بــإزائي
مـن شـاء فـوزاً فليجـئ أَخَويَّـتي ســَعداً لجــاءٍ حـلَّ تحـت لـوائي
وليكتــسِ الثـوبَ الـذي أَلبسـتُه لعروســـتي أخَويَّـــتي بحِجــائي
وليشــتهرْ بعبــادتي مستمســكاً قــانونيَ المرسـومَ مـن تلقـائي
أخويَّــتي بســتانُ زهــرٍ مُبهــجٍ يحــوي طيــوبَ البِـرِّ والتقـواء
فلأنزلــنَّ إلــى بُســيتينٍ حــوى أحــواضَ طيــبٍ إنَّ فيــه عـزائي
كـي أحتـوي مُـرّي وأريـي أغتـذي بـل أسـتقي خمـري ولَبْني البائي
يــا إخــوتي وأحبـتي فتجرَّعـوا مـن خمرتـي ثـم اسـكروا بهوائي
كــي تنشــروا أخويَّــتي فلأنهـا مجــدي وفيهــا أحتـوي نعمـائي
حتّــام يــا رب القلـوب تحُضـُّني فجمالــك الزاهــي أذابَ قـوائي
هـل شـقوتي تُفضي إلى هذا العمى حــتى إِخــالَ النـورَ كالظلمـاء
مُسـتنكفاً أنـي أكـون أخـاك يـا ليـت انقراضـي قبـل ذا وفنـائي
سـعدي ومجـدي أن أحبـك يـا مُنى قلـبي وأهـوى فـي هـواك شـقائي
بـل كيـف لا أَصـْلَى بحبـك فانيـاً وأرك فـــي حــبي أتُــونَ صــلاء
يـا قلـبَ ربِّـي خـذ قـواي ولَظِّني بشــواظِ حبـك كـي أحـوز هنـائي
يـا قلـب ربـي خذ هواي فلم أشا لـي مـن هـوىً لـم يقتضيك إزائي
ربَّ الســخاء إليـك أشـكو ذِلَّـتي أنــت المغيـث وبحـرُ كـل عـزاء
يــا شــمسَ بـرٍّ لا غـروبَ يَشـينُه أشــرِقْ سـناكَ بظلمـتي الـدجناء
لمــا تجلــى للأنــام جلالُـك ال زاهـــي جلا الألبــابَ خيــرَ جلاء
وهــب الخلاصَ لكــل معتمــدٍ بـه وأبــادَ ظــلَّ الظلمـة الـدهماء
مــرآةُ شــخصِ الآبِ صــورةُ مجـدِه ومقــــرُّ روحِ القُـــدسِ ذي الآلاء
يا سابغَ النَعماء بل يا سابغَ ال نعمـاء بـل يـا سـابغ النعمـاء
يـا هيكـلَ اللاهوت بل يا جَنَّة ال ملكـوت بـل يـا غِبطـةَ السـعداء
فلنَحمــدنَّ علاك مــع آل العُلــى أنَّــى وحمــدُك فــوقَ كـلِّ ثنـاء
لَنُمجـدنَّ تقـاك يـا نهـجَ الهـدى ونَمُـــوذجَ الأبــرارِ والصــلحاء
ولنَمــدحنَّ زهـاكَ يـا ربَّ السـنا ثــم الرضــى والاتضـاع الهـائي
لنُسـَبِّحَنَّ نقـاك يـا خـبزَ الهنـا قــوتَ الجيــاعِ وقـوةَ الضـعفاء
لنُعظمــنَّ ســَخاك يـا رِيَّ الصـَدى رَحــضَ الخَطــاء ورافــعَ الأرزاء
وليَســجُدَنَّ لـديك يـا ربَّ الـورى مـا فـي السـماء وفـوقَ كل ثراء
حتـامَ أعنـو فـي صـفاتك مُولعـاً وصــفاتُكم ربّــي تفــوقُ عَنـائي
فــأتيتُ نحـوك ذا عُيـوبٍ فـاتراً مســـتوعباً شـــرّاً وكـــلَّ أَذاء
مستنصــراً مســتمطراً مســتغفراً مـن حِلمـك العـافي رجوعَ السائي
مستشـفعاً تلـك الـتي مـن شأنها ألّا تنـــي بإغاثـــة الفقــراء
أي مريـمَ البكرِ التي بك قد أتت فهــي الملاذُ وفــوزُ ذي الغُمّـاء
قد خلتُ قلبَ البكر من قلبِ ابنها ضــِمنَ الســماء كغُــرَّةٍ وذُكــاء
وفـؤادي الشاكي النوى شوقاً توى ليـس الـدواءُ سـوى سـرورِ لقـاء
حاشــا لقلــبٍ جاهُمـا مسـتمطراً أن يمنعــاه كمثــل قلــبٍ نـاء
بـل يَجتنـي الإنعـامَ طرّاً من سخا قلــبِ الحـبيب الفـاخرِ الأزيـاء
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: