رب الورى في عرشه
 ص42 وفيها أن اسم يهوذا الأسخريوطي (يوداس) تعليقا على البيت:

اختار يوداس الردى       واختار توبته الصفا
الأبيات 33
رب الــورى فـي عرشـه وجنــودُه بيــن الملا
هــم ينجـدون عقولنـا نحـو الفضـيلة والتقى
إبليــس أضــحى وَجـدَهُ يُغـوي نفوس ذوي النهى
فنميـل نحـن إليـه حَسْ بُ ولا نميـل إلى الهدى
فــاعجب لعقــلٍ عاقـلٍ قـد ضـل طوعـاً بالهوى
أيـن الأمانـة والرجـا أيـن المحبـة والحِجـى
أضـحى غريـقَ الجهل في بحـر الضـلالة والعمـى
قـد كـان يمكنه الهدى لكنـــه طَوعــاً أبــى
فهــو المســلِّط رأَيـه بالإختيــار بمـا يـرى
مــا زال يسـحبُ ذاتَـه عــن ربــه حـتى عتـا
يا من خطوتَ إلى الردى لا تعتبـنَّ علـى الخُطـى
إذ أنــت صـِرتَ مخيـراً مـن مُبـدعٍ فيمـا مضـى
فقــد ابتـدعتَ خلائقـاً أخفـت من الخير الصُوَى
أفليـس للإنسـان في ال أرزاق إلّا مـــا ســعى
أيـن المقـدَّرُ قـل لنا والعقـل يصـنع ما يرى
فعلام تهجـــو ســارقاً وعلام تمــدح مـن وفـى
إن كنـت يـا ذا مجبراً فـاللَه يظلـم مـن جنى
أفسـدت شـرع اللَه وال أحكــام طـرّاً والقضـا
زال الثـواب عن التقى وكذا العقاب عن الخطا
كـذب الكتـابُ فلا صـلا ةَ ولا قنــوتَ ولا دُعــا
حاشـــا لــربٍّ عــادلٍ بقضــائه بيـن الـورى
يبــدو لـدينا جـائراً أو قاسـياً مثـل العدى
لا تشــْكُ أنــك مجــبرٌ فيمـا تـراه يـا فـتى
دع عنـك غيَّـك واحتشـم ليـس التبسـم كالبكـا
أبــدعت إنسـاناً بشـب هِ اللَـه في هذا الحجى
متســــلطاً متخيـــراً بيـن الضـلالة والهـدى
فـالخير خيـرك إن بدا والشــر شـرك إن جـرى
أنت المثاب على الرضا أنـت المَدينُ على الأذى
اختـار يـوداس الـردى واختـار تـوبته الصفا
لا مجـــبرٌ هــذا بــه حقّـــاً ولا ذاكَ بـــذا
فـارحم حياتـك وانتزح عمـا تـراه مـن الخطا
يومــاً تـدان وتَقتضـي ذاك الجــزاء بلا مِـرا
إن صــالحاً أو طالحـاً ولكــل مَـرْءٍ مـا نـوى
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: