بالعقل قد يحوي الفتى الإحياءَ
القطعة 11 ص38 ضمنها حكم بعض الفلاسفة منها قوله في البيت الرابع:

لِنْ في الخطاب لأحمق متعنت      شكس وكن بجداله فأفاءا (!!)
الأبيات 28
بالعقـل قـد يحوي الفتى الإحياءَ لا بالأصـــول تخالُهـــا أحيــاءَ
رأس المعـارف حكمـةٌ تسـمو بهـا مرقاتهــا عــن كونهــا ضوضـاءَ
فنتــائج الأفهــام فهــمٌ ثـاقبٌ والفكـــر متقـــدٌ يُــري الآراء
لِــنْ فـي الخطـاب لأحمـقٍ متعنـتٍ شـــكسٍ وكــن بجــداله فَأفــاء
واخفـض جناحـك في التماسك بغيةً إن الأبـــيَّ يفــوته مــا شــاء
فمكــارم الأخلاق عنــوان الفـتى وبهـــا يصــيب مــودةً وإخــاء
إن التـأني فـي المقاصـد حكمـةٌ وخلافـــه قــد أفســد الأشــياء
والصــمت بُردتُــه تُهــابُ جلالـةً والنطــق حكمتُـه تقـي الفحشـاء
ثـوبُ العفـافِ يحيـلُ عمـا تحتـه والإتضـــاع يعظـــم الضـــعفاء
للفضــل يُعــزَى كـلُّ خِـرقٍ سـؤددٍ والعــدل يطــوي نشـرُه الأعـداء
والحلـم تخـدُمُه القلـوب مجيبـةً كـم مـن يـدٍ لـك عنـدنا بيضـاءَ
وكـــرور أيــامٍ تمــرُّ كأنهــا مــرُّ الســحاب تُفيـدنا الأنبـاءَ
تتولــدُ الآفــات مــن حركاتهـا وتكـــــون داءً تــــارةً ودواء
والعيـش تفسـده المكـاره بغتـةً بحلولهـــا وتزيـــده أســـواء
مـن يكفـر النعمـاء يُحرَمْها ومن يمنُـن بهـا يـذرِ الصـواب خَطـاء
والشــح مشــحونٌ أســىً وقسـاوةً والجــود يحــوي غبطــةً ودُعـاء
يـا أيهـا النحريـر قـدوة قومه لا تســأمنْ أن تعصــم الحوبــاء
فالجهــل يــدركه الحكيـم لأنـه قــد كــان قــدماً جـاهلاً خطّـاء
والصـدق أحسـن مـا يكـون فضيلةً والكــذْب أقبـح مـا يكـون رداء
كـن كالسموأل في وفاء العهد إذ كـانَ البقـاءُ علـى العهود وفاءَ
مـن يخـبر الـدنيا ويسبُرْ بخسَها يعـــرف غنــاه ويتقــي الأرزاء
والعلــم يجهلــه الغــبي لأنـه لـم يـدر قـط العلـمَ والعلمـاء
المــرء بينهمــا مصــيبٌ مخطـئٌ إن كــان دعــواه لــه إغــواء
كالشــاعر المُقـويّ طـوراً مُهتـدٍ فيــه وطــوراً يركــب الإقــواء
هـذا الـذي يـذر الحريـص موفَّقاً فـاحرص لتجنـي الخيـر والتقواء
متمســكاً بعـرى البتولـة مريـمٍ كنـز التقـى وملاذ مـن قـد سـاء
قـامت وسـيطاً بيـن آدم وابنهـا طــوبى لهــادٍ يصــلحُ الأعــداء
من جاءها يبغي النجاة من العدا يومــاً وَقْتــهُ وســرَّها إذ جـاء
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: