أماناً لقلبٍ طال فيه اعتناؤهُ
الديوان ص33 موعظة في 48 بيتا وفيها قوله:

(فكان كما نَسَْخَ لصباحَ مساؤه) عللها الشرتوني بقوله: نسخ بسكون السين فعل ماض على لغة "كما ضجْرَ بازلٌ) أي كما ضجَرَ.

وفيها قوله:

ومن يختلط بالناس يشمله بؤسهم       كما يُهلك اليعقوبَ يوما مكاؤه

واليعقوب: ذكر الحجل

وفيها قوله:

ومن يسبر الإخوان يلق أجلّهم         خؤونا وأي الناس باد خفاؤه

وقوله (ص37):

ولا تنظم الأسرار في غير سلكها      ونُطْها بشخص جل فيه ذكاؤه

وكن ماسكا في حبل دين ابن مريم       ومذهبه المرفوع يوما لواؤه

مقرا بأربعة المجامع إنها                    مُحقَّقة والحق هم شهداؤه

وثامنها المنبث في الأرض ذكره       فسقيا لمرء كان فيه اعتناؤه

وهي مجمع نيقية المنعقد سنة 325 لتفنيد مقالة آريوس الذي انكر مساواة الابن بالآب، والثاني مجمع قسطنطينية الأول سنة 381 الذي انعقد لرد مقالة مقدونيس الذي زعم أن روح القدس مخلوق، والثالث مجمع أفسس سنة 431 الذي انعقد لإبطال بدعة نسطور الذي قال بأن في المسيح أقنومين، والرابع: مجمع خلقيدونية سنة 451 الذي انعقد لتخطئة مقالة أفتيشس وديسقورس القائلين بأن في المسيح طبيعة واحدة. (ولا يخفى أن القرآن تضمن ردودا واضحة على مقررات هذه المجامع)

وقوله وثامنها: أي ثامن المجامع وهو المجمع المنعقد في القسطنطينية سنة 869م (255هـ) الشائع الذكر في الآفاق لإعلان البراءة من آراء فوتيوس

 
الأبيات 48
أمانــاً لقلـبٍ طـال فيـه اعتنـاؤهُ وتبّــاً لعقــلٍ زال عنــه اتقــاؤهُ
ورعيــاً لمــرءٍ ظــن دنيـاه إنَّهـا منكَّـــرَةٌ والنقــصُ فيهــا جــزاؤه
فــإن ســمحت يومــاً بنعمـة مُفـرطٍ فكــان كمــا نَسـْخَ الصـباحَ مسـاؤه
فلا خيــر فــي حــظٍّ يكــون مـؤجَّلاً كتأجيــل عُمــرٍ آن منــه انقضـاؤه
ذرِ الـدهرَ لا تحفـل بـه فهـو مـاكرٌ ولــن يخــدع الإنســان إلّا صــداؤه
ولا تعمُـرَنْ فـي الـدهر داراً فإنهـا عفــاءٌ وهــل ميــتٌ يرجَّــى شـفاؤه
وزحـزحَ جِـرمَ القلـب عـن شمس إفكها فمركزُهـــا دومــاً يحــولُ لــواؤه
كفــى حشــدُك الأمــوالَ إن طريفَهـا وتالــدَها يغــدو ويفنــى بقــاؤه
وأصــغ لمــا أبــديه عقلاً ونـاظراً ووَجِّـــهْ ســماعاً لا يضــيق وِعــاؤه
ونُـط نفثـاتِ الـدرّ فـي جيـد حـازمٍ وناهيــــك مـــن درٍّ يزيـــن حِلاؤه
فمـن كـان معوانـاً علـى الدهر إنه أخــو ثقــةٍ والحــرُّ يزهـو بَهـاؤه
ومــن يــك جــوَّاداً بكــل نفســيةٍ سـوى العـرض لا يخشـى الإلـهَ لقـاؤه
ومـن يـك ذا سـلمٍ يعـشْ وهـو سـالمٌ مـن الـدهر إن الـدهر يكـدُرُ مـاؤه
ومــن يــك ذا عقــلٍ رصــينٍ فـإنه عــن البــؤس فـي حصـن مكيـنٍ علاؤه
ومـن يـك طمّاحـاً إلـى الفحـش طرفه يُغَــضَّ علــى شــوكٍ أليــمٍ قَــذاؤه
ومـن يختلـط بالنـاس يشـمله بؤسُهم كمـا يهلـك اليعقـوبَ يومـاً مُكـاؤه
ومــن يــأمن الأشـرار يومـاً فـإنه يـــبيت لــه قلــبٌ تُشــَبُّ لَظــاؤه
وكـن طَلِقاً فالبِشرُ في الوجه يا أخي دليــلٌ كمــا قــد دل عنـه جفـاؤه
ولا تعجلــن فيمــا تــروم صــنيعَه وســر فــي طريـق شـفَّ فيـه صـفاؤه
ولا تغـــترر بـــالحظِّ عنــد وروده فكــم غــادرٍ وافــى يهُــبُّّ رخـاؤه
وقابــل ببشــر حيـن تلمـحُ نـاظراً عـــدوَّك ذا وجـــهٍ يَهِـــلُّ ضــياؤه
ومــن يَســبُرِ الإخـوان يلـق أجلَّهـم خؤونــاً وأي النــاس بــادٍ خفـاؤه
وصـن حُـرَّ مـاء الـوجه منـك صـيانةً فلا خيــر فــي وجــهٍ يُرقـرَقُ مـاؤه
ومُــدَّ لبــذل الجـود كفّـاً ومعصـماً وحســـبُك جـــودٌ لاح منــك ذكــاؤه
فلا البَسـطُ مفنيـه ولا القبـض جـامعٌ لأشـــتاته والمــالُ شــينٌ ثــواؤه
وإن بنــي الــدنيا تميــل لموسـرٍ وتعــرضُ عــن خــلٍّ أُذيــعَ شــقاؤه
فسـَحبانُها فـي العسـر باقـلُ عصـرِه وباقِلُهــا فــي اليسـر بـادٍ رُواؤه
ولا تنظـمِ الأسـرارَ فـي غيـر سـلكها ونُطهــا بشــخصٍ جــل فيــه ذَكـاؤه
وإن كان نوع الخلق في الخلق واحداً فــإن ذكــي العقــل عَســْرٌ لقـاؤه
فمــا كــل بـرقٍ لاحَ بـالغيث هامـلٌ ولا كـــل مــاءٍ راق منــه صــفاؤه
ولا تخدشـــنَّّ الــبرَّ منــك بمطلــه فكــم ماطـلٍ قـد عيـبَ منـه نَـداؤه
ولا تستشــر فــي الخطـب إلّا مهـذَّباً خــبيراً بمـا يقضـيه يَقْظـاً حِجـاؤه
وإرْضَ بنــزر العيـش واقنـع ببَرْضـِه فكــم نَهِــمٍ قــد أهلكتــه مِعـاؤه
ولا تــرض يــا هــذا بجهــلٍ يحطُّـه أخـو الـرأي عـن قـدرٍ رفيـعٍ ذُراؤه
وإن كنــت مظلومــاً فربــك عــادلٌ وإن كنــــت ظلّامـــاً عليـــك بلاؤه
ســرورك يــا هــذا بأنــك مقلــعٌ عــن الخطـأ المـذموم منـك جَنـاؤه
فنفــس الفـتى تزهـو بتوبـةِ ناصـحٍ مـتى شـامها العقـل اسـتهلَّ بكـاؤه
ونهنــهَ عنــه عبــءَ إثــمٍ أقلَّــهُ لقــد كــان يــوهيه أسـىً إقـواؤه
ويــا لابســاً بُـرْدَ الشـباب بزهـوةٍ فبُــردُك يــا هــذا يَــرِثُّ بهــاؤه
عســاك تُعبِّـي فـي الشـبيبة أنعمـاً تقيــك إذا مـا العمـر حـان ذَواؤه
فمـا عـذرُ شـيبٍ لاح فـي لمَّـةِ الفتى فحوَّلهـــا بيضـــاً فمـــلَّّ قِــواؤه
وأرفــع أعمـال الفـتى فـي حيـاته أمـــانته والـــوُدُّ ثـــم رجــاؤه
وكـن ماسـكاً فـي حبل دينِ ابن مريمٍ ومــذهبِه المرفــوعِ يومــاً لـواؤه
وخــذ بالـذي أنشـاه أنصـارُهُ ومـا أيِمَّتُـــــهُ نصــــّوه لا خُصــــماؤه
مقــرّاً بأربعــة المجــامع أنهــا محققـــةٌ والحـــق هـــم شــهداؤه
وثامنِهــا المنبـثِّ فـي الأرض ذكـرُه فســَقياً لمـرءٍ كـان فيـه اعتنـاؤه
أخـي وابـن عمـي هـاك منـي نصـيحةً مهذبــــةً والنصـــح يعلـــو علاؤه
فمــا ضــرها والإثــم غلَّــلَ ربَّهـا إذاً لـن يَعيـبَ الـدرَّ يومـاً وِعـاؤه
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: