ضَياعُ العمرِ مَيلُك للبطاله
الأبيات 24
ضـَياعُ العمـرِ مَيلُك للبطاله وكـلُّ الخُسـر شغلُك بالجهاله
ورأسُ النقـصِ فـوزُك بازديادٍ مـن الـدنيا وحبُّكَ أن تناله
وأم النفـسِ يُوقع في البلايا وســعيُك للـذي تهـوى ضـلاله
هـي النفـسُ العدوُّ إذا تولت تُـذيقُ مطيعَهـا أبـداً وَباله
فيـا مملـوكَ شـهوته سـريعاً إلـى ما حاوَلَتهُ وما بدا له
مـتى تصـحو وتسـعد باعتدادٍ وتلحـقُ إن تـرد سَبقاً رجاله
أَلـم تأسـف علـى زمـنٍ تقضَّى بسـَكرة غَفلـةٍ صـَرَمت حِبـاله
وكـم وَافـاكَ ويحـك من نذيرٍ وأخلـصَ فـي نصيحتك المقاله
وقـد أعطيـتَ نفسـَك مُشتهاها ومـا استعملتَ من عقلٍ عِقَاله
ومـا نزَّهـتَ شـيبَك عـن نصابٍ ولا راعيـتَ بـالتقوى كمـاله
وتقـوى اللَـه أعظـمُ مستفادٍ من الدنيا لمن حَذِرَ انتقاله
فبـادر بالمتـابِ فلست تدري زمانَ الموت وارتقبِ اغتياله
فمـا لَـك لا تظـنَّ بـوقت عمر ســتبكي عنـد آخـرهِ زوالـه
فـوا عجبـاً لمُـؤثرِ حظِّ دنيا ومبتــاعٍ بصــحَّتها اعتلالـه
ومـن يبغـي السلامة بالأماني ولـم يصرف لوجهتها احتفاله
إذا عَـرَضٌ يلـوحُ فـأنتِ ذيـبٌ وفي الطاعاتِ أروَغُ مِن ثُعاله
نهــارُك كلُّــه لهــوٌ ولغـوٌ وليلك بالكرى تلقى انسداله
وتــأتي للصـلاةِ بغيـرِ قلـبٍ وتقضـيها وأنـتَ علـى مَلالـه
وتلبـسُ في العبادِ رداءَ كبرٍ وقـد أغفلـت أنـك مـن سُلاله
فكـن بَراً إلى الخيرات تسعى وصـاحب مَـن لَـدَيه لها دلاله
ودونـك من مفيد القول نظماً حَـوَت كـالنثر من حكم عُجاله
وخـذ صـدقاً بسـُنَّةِ خيـر هادٍ ومَـن حيَّتـه بالجهرِ الغزاله
محمـدٍ الـذي هُو في المعالي فريـدٌ لـم ينـل أحـدٌ كماله
عَلَيـهِ اللَـه بالتسـليمِ صلَّى وعـمَّ بهـا مَـعَ الأصـحابِ آله
محمد سعيد آل عمير
4 قصيدة
1 ديوان

محمد سعيد بن عبد الله بن محمد الدولة آل عمير، من قبيلة سُبيع.

ولد في قلعة الكوت، من مدينة الأحساء.

اشتغل قاضياً في ولاية الأمير داحس بن حميد الرشيد، ثم استقال من القضاء وتفرغ للعبادة والتأليف والتدريس، واتخذ لنفسه كاتباً خاصاً يسمى العطار مهمته نسخ ما يؤلفه الشيخ.

له شعر جيد يمتاز بأنه يميل ميلاً ظاهراً إلى الاتجاه العلمي.

له منظومة كبيرة في النحو تبلغ أبياتها السبعمائة بيت.