لِلّهِ أمُّ الكردِ أن أنجبَت
الأبيات 39
لِلّـــهِ أمُّ الكــردِ أن أنجبَــت إذ نتجــت كــلَّ حســامٍ ســَنِين
أبـدَت لنـا مـن أُفقِهـا كَوكبـاً يضــيءُ للســَارينَ والســامِرين
ذو فِكــرةٍ عَــزَّت علـى الأوَّليـن مَــنَّ بهـا اللَـه علـى الآخريـن
ألفــــاظُه كالـــدُرِّ لكنهـــا مـن بُعـدِها عَـزَّت على الطالِبين
صـــارت لــه معجــزةً أنبــأت بالصــِّدقِ والتَصـديقِ للكـافِرين
يـا واحـدَ الفضـلِ وثاني الحَيَا وثَــالِثَ القُطــبينِ حقّـا يَقيـن
أبياتُــك الغــرُّ ســَبت مُهجَـتي فكــدتُ منهـا أعلـقُ الطـائِرين
كأنَّهـــا لمـــا تبــدَّت عصــا مُوســى تلَقّـى زُخـرُفَ السـاحِرين
هَـذا هـوَ السـَهلُ المَنيـعُ الذي يُطــربُ مَـن يُسـمى بعلـمٍ وَديـن
إن قلــت دُرٌّ فهــو مِــن مالـحٍ وهــذه مِــن مــاءِ بَحـرٍ معِيـن
أو قلــت بــل نظـمُ درارٍ أَتـت فـي نَسـَقٍ خِلـتَ الـدَراري تَـبين
ليلاً وتخفــى إن أضــا فَجرُهــا وليـسَ فيهـا مـن هُـدىً لِلعَمِيـن
وهَــــذه مصـــباحُ أفكارِهـــا بـادٍ وتهـدي العُمـيَ والمُبصِرين
لا عيــبَ فيهـا غيـرَ أنَّ الـوَرى تدارســُوها كالكتــابِ المُـبين
يا ليتَ شِعري ما الذي أغفَلَ الد دَهــرَ عَـنِ الأَنجـابِ والفاضـِلين
عَــقٌّ بــه أم ليـسَ يَرضـَى سـِوى جهالــةٍ فَهــو مِــنَ الجـاهِلين
مــا كنــتُ أَدري قبـلَ ذا أنَّـه يشـري الحَصـا الرُخـص بدُرٍّ ثَمين
تَعســاً لــه هَلا تَعَــالى إلــى كُــلِّ نجيــبٍ للمَعــالي يزيــن
أو صــارَ عبــداً لإِمــامٍ يُــرى فــي كـلِّ فَـنٍّ قـدوةَ المقتَـدين
الشـَيخُ عَبـدُ اللَـهِ كُـردِيُّ بَيتُو شَ الهُمـامُ بـنُ الهُمـامِ الأَميـن
علامــــةُ الـــوَقتِ فإِحســـانُه قَــد وسـَمَ الطُلابَ وسـمَ الجَـبين
إن كــانَ ذو المـالِ لـهُ نـائِلٌ وقتــاً فَهــذا نَيلُـهُ كـلَّ حيـن
أو كــانَ يَمتــازُ بــه قُنيَــةً فـالعلمُ نعـمَ المُقتَنى والخَدِين
شــَتّانَ مـا بَينَهُمـا فـي العُلا ولا يُســاوى المُجتَـبى والهَجيـن
العلــمُ يَبقــى ذُوهُ فـي رفعـةٍ والمــالُ لا يَبقَــى وذُوهُ مَهِيـن
يـا سـيداً حـازَ المَعـالي فَمـا لــه نظيـرٌ فـي العُلا أو قَرِيـن
لا ذنــبَ للــدهرِ فــذا دَأبُــه قِـدماً علـى أهـلِ المَعالي ضَنين
كالمـاءِ لا يعلـو الرَوَابـي وقد يتبـعُ مـا انحـطَّ مِـنَ السافِلين
وأنــتَ أعلـى منـهُ قـدراً لـذا جــاءَ مُنِيبــاً ضـارِعاً يَسـتَكين
واللَــهُ والمختــارُ حضـّا علـى قَبُـولِ مَـن جـاءَ مِـنَ التـائِبين
وخُــذ ثنــاءً جــاءَ مـن مُـدنَفٍ مُشــَرَّدِ النَــومِ حَليــفِ الأَنيـن
طَويــلِ أشــجانٍ مَديــدِ الجَـوى بَســيطِ أحــزانٍ سـَريعِ الحَنيـن
مُشـــَتَّتِ القلــبِ مُعَنّــى بَــرا هُ الهـمُّ حـتى لـم تخلـهُ يُـبين
نضـــَّاخةٌ عَينَــاهُ يــا وَيلَــهُ قــد فـارقَ الأصـحابَ والأَقرَبيـن
طـالَت نـواهُ ليـتَ عمـرَ النَـوى عُمــرٌ كــراهُ منـذُ دهـرٍ أُبِيـن
قَــد قطَّــعَ الوجـدُ حشـاهُ فَمـا تَــراهُ إِلّا فــي عــذابٍ مهيــن
يكفيــهِ مـا أشـجاهُ فـي دَهـره مــن مُقلـةٍ عَـبرى ودمـعٍ سـَخِين
فاعــذُر وســامِح شــاحِباً عَـزَّه مــن دهـرِهِ هـمٌّ يُشـِيبُ الجَنيـن
بقِيـتَ فـي الـدُنيا سـَعيداً وفي أُخـراكَ مـن أصـحابِ ذاتِ اليَمين
أحمد آل عبد القادر
5 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن حمد بن علي أبو السعود، من ذرية أبي أيوب الأنصاري.

شاعر ماهر، وأديب واسع المعرفة.

شغل منصب المستشار الأول لحاكم الأحساء الشيخ عرعر بن دجين الخالدي وابنه السعدون من بعده، وكان كاتب سرهم.

وجل شعره عبارة عن مساجلات أدبية لطيفة، وقعت بينه وبين الشيخ عبد الله الكردي البيتوشي.

1780م-
1194هـ-