ساجعُ الورقِ على الأغصانِ غنَّى
الأبيات 41
سـاجعُ الـورقِ علـى الأغصـانِ غنَّى أطـربَ الخـالِيَ واجتـاحَ المُعنَّـى
صـــادِحاً يمــرحُ فــي أفنــانِه كُلّمـــا زاد غرامــاً زاد فنَّــا
ألهــبَ الشــوقَ بأحشــائي ومـا فــارقَ الرّبـعَ ولا الإِلـفَ الأغنَّـا
أذكــر الصــَبَّ عهــوداً بِـالحمَى ولُيَيلاتٍ بهـــا قلـــبي تَهَنّـــى
ونــــدامَى كالأســـاطينِ لهـــم سـمرٌ يحلـو إذا مـا الليـل جَنّا
لهــمُ فــي العلـمِ أقـدامٌ رسـت وعليهــم بــاهرُ الفضــلِ أَبَنّـا
ليـــتَ شــعري والأمــانيُّ رُقــىً هـل تراهُـم مقلـتي بـالقربِ مِنّا
أو تــرى مَــن قـد رآهـم لحظـةً إنَّنــي أرضـَى بمـا منهـم تَسـَنّى
كلَّمــــا لاحَ بريــــق نحـــوهم جـذبَ القلـبَ هـوى الربـع فحنّـا
يــا أصــيحاباً بهَجــر خيَّمُــوا لـم أُبِـن مِـن بعـدكم لِلضِّحك سِنّا
إن تغيبُــوا عــن عيـوني فلَكُـم فـي سـُوَيدا القلـب قد شيَّدتُ كِنّا
أو يحــولَ القفــرُ مــن دونِكُـمُ فَخيـــالٌ منكــمُ يمســي لَــدُنّا
صــار شــُغلي بعـدكم همّـاً رَسـى لــم يُزايلنـي وإن بنتُـم وبنّـا
أتمنَّـــاكُم وهيهـــاتَ المُنـــى عـزّ مـا أرجُـوه مـن دهـري وأَنّى
مـا لِقلـبي لـم يفـارقه الجَـوى وعُيــوني دمعُهــا لــم يتــأَنّى
وفُـــؤادي كلَّمـــا هبَّــت صــبَا فرَّحتنـي خِلتُـه فـي الحـالِ جُنّـا
أغرامــــاً وبعــــاداً وضـــنىً يــا لقـومِي لفـتىً لـم يطمئنّـا
خــانهُ الصــبرُ وأعيـاهُ الهـوى فــإذا اللَيــلُ دَجـى حـنَّ وأنّـا
وإذا نـــامَ المعــافى خاليــاً تــأتِه الأفكــارُ مـن ثَـمَّ وهَنّـا
أضــمرَ الشــوقَ وأخفــى وجــدَه بالحشـــَا خــوفَ عــدوٍّ يتجنّــى
وعـــذولٍ جَـــدَّ يرجُــو ســلوتي يحسـبُ السـُلوان لـي سـَلوى ومَنّا
غـــرَّهُ منـــي نهـــاءٌ ثـــابتٌ وجنــانٌ ليــس يـدري مـا أَجَنّـا
مــا دَرى أنَّ الهــوى قـد عزَّنـي وعلــى أحشــائِيَ الغـاراتِ شـَنَّا
كــلّ يــومٍ أطلــبُ الصـلحَ فلـم ألقــه إلا اعتَلـى الخيـلَ وعَنّـا
ليــس يُرضــيهِ سـوى قتـلُ امـرئٍ مــا لـه مـن ناصـر حـامٍ فمنّـا
يــا زَمــاني كُــفَّ عنّــا إننّـا بالفَتى الكرديِّ في الحرب استَعنَّا
ماجــدٌ قــد حـاز أصـنافَ العُلا ألمعــيٌّ لــم يكَــد يُخطِـئُ ظَنّـا
ذُو ســــنانٍ وبنــــانٍ راعـــفٍ واكــفٍ إن أحجــم الغيـثُ وضـَنّا
كـــلُّ معنــىً رائقٍ فــي لفظِــه كزنــادٍ فيـه لَمـعُ النـارِ كَنّـا
دبَّـــجَ النظــمَ بزاهــي نظمِــه فـالجنى الـدانِي لنـا منه تَدَنَّى
يــا إمامـاً صـار بـدراً للـورى فـي دُجى الليل إن البدرُ استكَنّا
أبلـــغِ التســليمَ عنِّــي خُلَّــةً فُــرِضَ الحــبُّ لهــم منِّـي وسـُنّا
هُـــم فُـــؤادي ومُــرادِي وهُــمُ نُصـبَ عينـي حيثُمـا كـانوا وكُنّا
فــي رُبــى هَجـرٍ أقـامُوا صـوراً وأرى أشـــباحَهُم منّـــي تَــدنّى
فســَقى اللَــه رُبــى هَجـرٍ حيـاً ينفــضُ الــوَدقَ مُريعـاً مُرجَحِنَّـا
يُنبــتُ الزهــرَ بأكتـافِ الصـِّرَى ورُبـى الحـزمِ غـدت رَوضـاً أَغَنَّـا
والعُــذيبُ العـذبُ شـرقيَّ الحمـى عمَّــه الوبــلُ فــأرواهُ وهَنّــا
تلــك أطلالٌ لنــا لــم أنســَها مـا جـرت رُوحـي وهـزَّ الريحُ فَنّا
أســألُ الرحمــن فيهــا رجعــةً تغسـلُ الهـمَّ الـذي للقلـبِ عَنّـا
وصــلاةُ اللَــه تغشــى المصـطفى مـن بـه اللَـه هـدى إنسـاً وجنّا
وكـــذاك الآلُ والأصـــحابُ مـــا سـاجعُ الـورقِ علـى الأغصـانِ غنّى
أحمد آل عبد القادر
5 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن حمد بن علي أبو السعود، من ذرية أبي أيوب الأنصاري.

شاعر ماهر، وأديب واسع المعرفة.

شغل منصب المستشار الأول لحاكم الأحساء الشيخ عرعر بن دجين الخالدي وابنه السعدون من بعده، وكان كاتب سرهم.

وجل شعره عبارة عن مساجلات أدبية لطيفة، وقعت بينه وبين الشيخ عبد الله الكردي البيتوشي.

1780م-
1194هـ-