يَميناً بما في مُقلتَيكَ مِنَ السِحرِ
الأبيات 31
يَمينـاً بمـا فـي مُقلتَيـكَ مِنَ السِحرِ وبالصـُدغِ والطَـرفِ الكَحِيـلِ وبالنَحرِ
وبالجِيــدِ والخــدِّ الأسـِيل المُـورَّدِ وبالمَبسـَمِ الصـافي وما فيه من خَمرِ
وبالسـَاقِ والشـَعرِ الأَثيـثِ المُعثكَـلِ وبـالرِدفِ والنَهـدينِ أيضـاً وبالخَصرِ
عَلـى أَنَّنـي مـا خُنتُ عهدَكِ في الهَوى ولا حُلــتُ عـن حِفـظ المـوَدَّةِ والسـِرِّ
ولكنَّمـــا عَهــدي كَمــا تعهَــدينَهُ وَثِيــقٌ بــأنواعِ التَجلُّــدِ والصـَبرِ
سـأحفَظُ مـا قـد كـانَ بينـي وبينَها وأُخفيـهِ لا أُبـدِيهِ لـو كنتُ في قَبري
أقــولُ لهــا لمّـا التقينـا عشـيَّةً وحفَّـت بنـا أيـدِي التَهـاني والبِشر
وبــتُّ وبــاتَت نقطـفُ الأُنـسَ بينَنـا وقـد غـابَتِ الحُسـَّادُ عنَّـا أُلِي الشَرِّ
وعـانقتُ مِنهـا نـاعمَ الغُصـنِ راشِفاً مـن الثَغـرِ أَحلـى مـن مُعتَّقةِ الخمرِ
وقبَّلــتُ خــدّاً يفضـحُ الـوَردَ لـونُهُ وشاهَدتُ منها النُورَ يَحكي سَنا الفجرِ
أَيـا جنَّـةَ الـدُنيا ويا غايةَ المُنى ويـا بهجَـةَ الأيـام يـا زينَةَ الدهرِ
سـألتُكِ أن لا تنقُضـِي العهـد بينَنـا ولا تُبــدِلِي منـكِ التَواصـُلَ بـالهَجرِ
ولكــن صــِلِيني والزمــانُ مُســاعِدٌ ومـا دامـت الأيـامُ طَـوعِي وَفِي أَمري
وإِلا عِـــدِينيهِ وإن شــئتِ فــامطُلِي بإِنجــازِهِ إنّــي قَنــوعٌ أَخُـو شـُكرِ
فقـالت تَطِـب نَفسـاً إذن سـوفَ نَلتَقي ونُبــدِلُ ذاكَ العُسـرَ لا شـكَّ باليُسـرِ
فَمـا كانَ من هذا سوى الهجرِ والقِلى وإِبـدالِ حُلـوِ العيـشِ يا صاحِ بالمُرِّ
فيــا راكبــاً بـاللَهِ عنّـي تحمَّلَـن ســلاماً زكيّــاً صـافياً طيِّـبَ النَشـرِ
إلـى مـن رَقـى في المجدِ أرفَعَ غايةٍ وَسـادَ بسـبقٍ في المعالِي بَنِي الدهرِ
خليلـــيَ إبراهيـــمُ نجــلُ محمَّــدٍ عزيـزٌ عظيـمُ القَـدرِ وَالجاهِ ذو بشرِ
عزيــزٌ يُجيــرُ المسـتجيرَ إذا أتـى وحفَّـت بنـا أيـدي التَهـاني بالنَصرِ
مَهيـبٌ تخـالُ الصـِيدَ في الحربِ عِندهُ عليهِــم جَلاليــبُ المَذلَّــةِ والـذُعرِ
عزيــزٌ كريـمٌ سـاد طُـرّاً ذَوي العلا وحـازَ النَـدى إذ كفُّـهُ زاخِـرُ البَحرَ
أيـا سـيِّدي قَـد فَـرَّقَ الـدهرُ بيننا فأَوقَــدَ نـاراً فـي فُـؤادِيَ كَـالجَمرِ
فَلِلَّــهِ مــا أحلــى ليـاليَ قُربنـا فيـا ليتَهـا دامَـت إلى مُنتَهى عُمرِي
ويـا ليـتَ طِيـبَ الوصـلِ يرجِعُ ثانياً إِلــيَّ فـإِنّي ذو اشـتياقٍ أخُـو فِكـرِ
وخُـذ هـاكَ مـن مُضـنىً مَشـُوقٍ قصـيدةً وأسـبِل عليها السِترَ يا واسِع السَترِ
عليــكَ ســلامي عــدَّ مــا لاحَ بـارقٌ ومـا غنَّـت الورقاءُ شَوقاً إِلى الوَكرِ
ومــا حــنَّ للحــبِّ الحـبيبُ بِلَوعَـةٍ وَمـا أسـفَرَ الغِربيبُ من طلعةِ البدرِ
ولا زالَ ربّــــي ذو الجلالِ تكَرُّمـــاً يولِّيــكَ بالحُســنى وَيكلاكَ مــن ضـُرِّ
وصـــلّى إِلهِـــي ذو الجلالِ مســلِّماً علـى أحمـدَ المبعـوثِ بالنَهي والأمرِ
وأصـحابِهِ مَـن قـد أهـانوا ودمَّـرُوا بصـَولتِهم ديـنَ البُغـاةِ ذَوِي الكفـرِ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك