سَلامٌ زكيٌّ يفضحُ المِسكَ رَيَّاهُ
الأبيات 32
ســَلامٌ زكـيٌّ يفضـحُ المِسـكَ رَيَّـاهُ ويُخجِـلُ ضـَوء الشـَمسِ نـورُ مُحَيَّاهُ
ويُـزري بنَسـقِ الدُرِّ في جيدِ شادِنٍ أَغَـنَّ يُحـاكِي نـاعمَ الـوردِ خدَّاهُ
إِلـى سـيِّدٍ سـادَ الزَمـانَ بفخـرِهِ وأصـبحَ زاكِـي فِعلِـهِ مثـلَ منشَاهُ
سـمِيِّ المَعـالي صـالحِ بـنِ مُحمَّـدٍ نجيـبٌ حبـاهُ اللَـهُ فضـلاً فوفَّـاهُ
كَريـمٌ رقَى في المجدِ أَبعَدَ مُرتَقى وشـيَّدَ مِـن فـوقِ السِماكَينِ مَبنَاهُ
كَريـــمٌ أديــبٌ ماجــدٌ مُتَفَضــِّلٌ نَمَـاهُ إِلـى سـَبقِ المَكـارِمِ آباهُ
لـبيبٌ مَهيـبٌ طيِّـبُ القَـولِ خلقُـهُ كَمـا الـرَوض والاهُ الغَمامُ فَرَوَّاهُ
رَحيـبُ المُحيّـا واسعُ الباعِ مِقوَلٌ يـدلُّ لـهُ فـي سـَبقِهِ الفضلَ مرآهُ
وَفِـــيٌّ صــفيٌّ ذو حيــاً وتعفُّــفٍ أغـــرٌّ لِبَيــتِ المكرُمــاتِ تحلاهُ
علا دَرجـاتِ المَجـدِ حتَّـى عَلا إِلـى مقامٍ إلى الجَوزاء قد نافَ أدناهُ
زكــــيٌّ ذكــــيٌّ أَورَعٌ مُتَـــورِّعٌ حَيِــيٌّ ســخِيٌّ خاشـِعُ القَلـبِ أَوَّاهُ
تقـــيٌّ إِذا استنصــَرتَهُ لِمُلِمَّــةٍ دَهَتـكَ تخـالُ النَصـرَ ساعةَ تَلقاهُ
نَقـيٌ مـتى قـالَ القريـضَ تخـالُهُ يُحاكي اتِّساقَ الدُرِّ في حُسنِ مَعناهُ
لــهُ هِمَّــةٌ عليـا وفَخـرٌ وسـُؤدَدٌ بهِـم قَـد زَكَـت أخلاقُـهُ وَسـَجاياهُ
أيـا صـاحِبي جـارَ الزَمانُ وشأنُهُ وأنفَـذَ حكـمَ البينِ فينا وأَمضاهُ
وفـرَّقَ منّـا الشـملَ بعدَ اجتِماعِهِ وهيَّــجَ أشـجانَ الفُـؤادِ وأَشـجاهُ
فأَصـبَحتُ صـَبّاً مـن جَـواكم مُوَجَّعاً كـثيرَ هُمـومٍ مُغـرمَ القلبِ مُضنَاهُ
أَبِيــتُ إِذا جَــنَّ الظَلامُ بِلَوعَــةٍ حَزينـاً قَريحَ العَينِ للنَجمِ أَرعاهُ
فمَـن لغَرِيـبٍ قَـد تملَّكـهُ الهَـوى وأَمرَضــَهُ سـَهمُ الفِـراقِ وأَصـمَاهُ
وغــادَرَهُ مُضــنىً كَئيبـاً مُتيَّمـاً أَخـا حَسـرَةٍ لا يألَفُ النَومَ جَفناهُ
أَحِبِّــايَ كيــف الاصـطِبارُ لِمُغـرمٍ تَقاضـاهُ صَرفُ الدَهرِ ما كان أولاهُ
أَحِـنُّ علـى ماضـِي الزمـانِ وأهلِهِ حنيـنَ مشـُوقٍ صـدَّعَ الـبينُ أحشاهُ
رعـى اللَـهُ ذيّـاكَ الزَمانَ وأهلَهُ وأوقـاتَ أُنـسٍ قـد تقضـَّت بمغنَاهُ
وحيَّـاهُ عنـي كلَّمـا هبَّـت الصـَبا وبــاكَرَهُ صـَوبُ الغَمَـامِ وغـاداهُ
زمـانٌ مضـى لـي بالمَسَرَّةِ والهَنا تـولّى فمـا أحلاهُ عنـدي وأمـراهُ
فكـم لـي بـهِ مـن مَجلسٍ أيِّ مجلسٍ يكـادُ فُـؤادي أن يـذوبَ لـذِكراهُ
وكـم فيـهِ مـن رَوضٍ يَرُوقُـكَ حسنُه يفــوحُ علينــا شـِيحُهُ وخُزامـاهُ
وكـم فيـه مـن عيشٍ صَفا من مُكَدِّرٍ ومـن مَـورِدٍ عَـذبٍ لنا قد وَرَدناهُ
وأغصـانِ وَصـلٍ قـد تـدلَّت ثمارُها وكـاسٍ مِـنَ اللـذّاتِ فيـهِ شَرِبناهُ
فـآهٍ عسـى الرحمـنُ يجمـعُ شملَنا ويُرجِــعُ وَصـلاً بَينَنـا لا عَـدِمنَاهُ
فَجُـلُّ مُنـائِي أن تراكـم نَـواظِري عسـى يُـدرِكُ المُشـتاقُ ما يتمنَّاهُ
ويـذهبُ عنـي مـا أُلاقِي مِنَ الضَنى ويـومُ النَـوى عنّـا تـزُمُّ مَطاياهُ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك