الأبيات 41
نَســمَةَ الأريــاحِ هُبِّــي فــاحمِلي مِنِّـي السـلاما
بلِّغيـــهِ مَــن بِقَلــبي لَــو نـأَى عَنـي أَقامـا
وصـــِفِي حــالِي فــإِنّي بعــدَهُ ذُقــتُ الحِمامـا
خَبِّــري مُــذ سـارَ أنِّـي لـم أزَل أرعَـى الذِماما
فبـــهِ أمســـَيتُ صــَبّاً ذا اشــتِقاقٍ مُســتَهاما
حُبُّــــهُ أورَثَ قَلــــبي لوعـــةً ثـــمَّ كِلامـــا
لا أُطيــقُ الصــَبرَ عنـهُ لا ولَـم أَهنـا المَنامـا
قَــد رَمـاني مـن لِحـاظٍ شــأنُها الفَتـكُ سـِهاما
أَودَعَــت قلــبيَ حُزنــاً ووُلُوعــــاً وهُيامــــا
وَجـــرى دمعِـــيَ حتَّــى صـارَ فـي الخـدِّ حَرامـا
مــا تغنِّـي الـوُرقُ إِلّا هَيَّجَــت منــي الغَرامـا
أو ذَكــرتُ الوصــلَ إِلّا وغَـدا الـدَمعُ انسـِجاما
لائِمــي فـي الحـبِّ مهلاً لا تلُــم كُــفَّ الملامــا
أولَــعَ الحــب بِقَلــبي فَعلَـــى مــاذَا عَلامــا
لا تَلُمنـي فـي هَـوى مَـن صــارَ لِلــبيضِ ســِهاما
يــا لَــهُ ظَــبيٌ كَحيـلٌ ريقُــهُ يحكـي المـداما
ثغــرُهُ مثــلُ وَمِيـضِ ال بَــرقِ إذ لاحَ ابتِســاما
يَســتَعيرُ البــدرُ منـهُ وكَـذا الشـَمسُ التَمامـا
إن تَثنَّــى هــزَّ غُصــناً أَو رَنــا ســَلَّ حُســاما
يـا مَليـكَ الحُسـنِ صِلنِي فعَســى تَشـفِي السـِقاما
عـــاجِلاً أو لا فَزُرنِـــي يـا حَبيـبي لَـو مَنامـا
فُقـتَ كـلَّ الغِيـدِ حُسـناً مثـلَ مَـن فـاقَ الكِراما
ماجِـــدٌ نَـــدبٌ أَغَـــرٌّ فاضــِلٌ فــاتَ القحامـا
قَـد بَنـى بَيتـاً مُنيفـاً لِلمَعــالي لــن يُرامـا
وَأشـــادَ المجــدَ طِفلاً فلـــهُ أَضـــحَى غُلامــا
ورَقـى فـي العِلـمِ حتَّـى زادَ عِـــزّاً واحتِرامــا
خطَــبَ العليــا فَلَبَّــت هُ وَأَعطَتـــهُ الزِمامــا
فَبِهــا سـادَ ذَوِي المَـف خَـــرِ فَضـــلاً ومَقامــا
خِــلِّ يـا عَبـدَ اللطيـفِ هــاكَ خُـذ مِنِّـي نِظامـا
خُــذهُ والعيـبَ اسـتُرَنهُ زادَك المَـولى احتِشـاما
ثــمَّ بلِّــغ يـا خَليلـي صــاحبَ الفخـرِ السـَلاما
ذاكَ عبـدُ اللَـهِ مَـن هُو صـارَ فـي الفَضـلِ إِماما
باسـِلٌ فـي الحَـربِ يُدعى ويَــرى الأُســدَ نــدامى
عــدلُهُ والجـورُ كالصـُب حِ مَــتى وافـى الظَلامـا
جـــارُهُ جـــارٌ عَزيــزٌ فَحشــــاهُ أن يُضـــاما
وكَــذا المَيمُـونُ أعنـي وارثَ المَجــدِ الهُمامـا
يـا مُنـى نَفسـي صـِلُونا وَاصرِموا البَينَ انصِراما
لهــفَ نَفســي لِلِقــاكُم لَيتَــهُ لَـو كـانَ دامـا
وَلكـــم ربِّــي حَبــاكُم نعمـــاً منــه جِســاما
وصـــَلاةُ اللَــهِ تَغشــى ســيِّداً ســادَ الأَنامــا
وَكَــــذا الصـــَحبُ وآلٌ مَـن غَـدَوا للـدِينِ هاما

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك