لَقَد حانَ من شمسِ الوِصَالِ غُرُوبُ
الأبيات 24
لَقَـد حـانَ مـن شـمسِ الوِصـَالِ غُرُوبُ وآنَ لِأيــــامِ الســــرورِ مَغِيـــبُ
وَأَضـحَى غـرابُ البَينِ بِالبَينِ ناعِقاً فلبَّــاهُ مِـن داعِـي الفـراقِ مُجِيـبُ
فَــواحَرَّ قَلــبي مـن فـراقِ أَحِبَّـتي لَقــد صــارَ دَمعــي بَعـدَهُنَّ يَصـُوبُ
وَوَاحَســرَتا لِلصــَّبِّ لمَّــا ترحلَّـوا فَســاروا فَــذابَت أَكبُــدٌ وَقُلــوبُ
وَيــا رَحمَتــا لِلمُســتَهامِ فَــإِنَّهُ مِــنَ البُعــدِ مُضـنىً هـائِمٌ وَكَئيـبُ
وَصـارَ نَحيـلَ الجِسـمِ من بعدِ بُعدِهِم لــه مــن جَــواهم لَوعــةٌ وَنَحِيـبُ
يَبِيـتُ مَـدى الأَيـامِ لا يـألَفُ الكَرى وفـــي قلبِـــهِ ممّــا عَلاهُ لَهِيــبُ
ويُمســـِي إذا جَــنَّ الظَلامُ بِحَســرَةٍ حَزينــاً ســَقيماً لِلنُجــومِ رَقيــبُ
فَيـا راكِبـاً إن جُزتُمـا أَرضَ جِيرَتي ولَـــم يَــكُ واشٍ حــولكم ومُريــبُ
فبِــاللَهِ عَنــي أَبلِغــاهُ تَحيّــتي تَحيَّـــة صـــَبٍّ مَــن يَــوَدُّ غَرِيــبُ
وَقـولا لَهـم قُولـوا لسـُعدَى تَعَطَّفـي عَلَــى مُغـرَمٍ مـا عَـن هَـواكِ يَتـوبُ
وَبِـاللَهِ زُورِيـه إِذا أظلَـمَ الـدُجى ونـــامَ حَســـودٌ مُغضـــَبٌ ورَقيــبُ
عســَى يَنطفِــي وَجــدٌ أَضـَرَّ بقَلبِـهِ وَيَـــبرَأُ مـــن داءٍ بــهِ وَيَطيــبُ
فَيـا مُنيَتِـي أنـتِ الشـِفا لِبَلِيَّـتي فَلَيـــسَ لأســـقامي ســِواكِ طَــبيبُ
أَيـا صَاحِ كَيفَ الصَبرُ وَالصَبرُ خانَني وَلَيــسَ عَلــى جَـورِ الزَمـانِ يَشـِيبُ
وَأيـنَ مِـن السـُلوَانِ بَعـدَ فِراقِهـا وَهَــل قِيــلَ مَحبــوبٌ ســَلاهُ حَـبيبُ
لَقَـد ذابَ قَلبِـي مِـن فِـراقِ خَريـدَةٍ وَهــامَ فُــؤادِي والفِــراقُ يُــذِيبُ
لَـه مُقلـةٌ تسـبي القلـوبَ بِسـِحرِها وَقَــدٌّ كَمِثــلِ الغُصــنِ وَهـوَ رَطيـبُ
وَرِدفٌ ثَقيــلٌ تَحــتَ شــِعرٍ يَزِينُــهُ وَقَلــبٌ حَكَــى صــُمَّ الحصـاءِ صـَلِيبُ
لَقَـد فـاقَت الغِيـدَ الحِسانَ بِحُسنِها كَمــا فـاقَ أَبنـاءَ الزَمـانِ نَجِيـبُ
فَــتىً ماجِــدٌ نَــدبٌ هُمــامٌ مُهـذَّبٌ كَريــمٌ لَــه خُلــقٌ كَريــم أديــبُ
فَتى المَجدِ ذا عَبدُ العَزيزِ بنُ صَالِحٍ لَــــبيبٌ نَمــــاهُ لِلعَلاءِ لَبِيـــبُ
أَيـا صـاحِبي جُـد بِالوِصـالِ تَكرُّمـاً فَظَنِّــي بِرَعــي العَهـدِ فيـكَ يُصـيبُ
فَلا زِلـتَ فـي رَعـي الزَمـانِ سَمَوءلاً عَلَيــكَ بِأَنفــاسِ الهَنــاءِ هُبــوبُ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك