نأيت وقلبي للعراق تدانيه
الأبيات 39
نــأيت وقلــبي للعـراق تـدانيه وزنـد اشتياقي في الحشاشة واريه
أحـن اليـه لا إلـى الغيد والمهى وأهــوى مغـاني قطـره لا غـوانيه
واحبـو إلـى مغنـاه اطلـب مهجتي فمـذ بنـت عن بغداد أبقيتها فيه
عـروس مـن البلـدان أمـا جمالها فخيــر جمـال فـوق منيـة رائيـه
تــرى شــطها سـلكاً ينظـم درهـا عقـود جمـان مـا الدراري تحاكيه
لقـد شـاهدت عينـاي مـرأى جماله بـديع يحيـر الفكـر عنـد معانيه
تــأنق بانيهـا بجنـبيه فـازدهت كمـا ابدعت في الماء صنعة مجريه
قناديلهــا مثـل النجـوم وسـطحه ســماء ومطبـوع السـماء يجـاريه
فللــه مــن سـطح يزايـل مركـزاً وانجمــه تبقــى فيبهــت رائيـه
قصـور بهـا وسـط الجنينـات زينت بأبـدع طـرز مـا الجنـان تضاهيه
أأطريـك يا بغداد بالمدح والثنا وحسـنك يـا بغـداد للمـدح يطريه
بلـى اننـي اطريـك فيمـن نـواله يفيـض علـى العـاني فيورق ذوايه
فتى الجود يدعى في البرية جعفرا ومـا البحـر إلا مـن نطاف اياديه
زعيـم بـه بغـداد ترفـل بالبهـا وتسـحب مـن بـرد الجلالـة ضـافيه
إذا حـل فـي النـادي تصـدر رفعة ولا خيـر فيمـن لم يكن صدر ناديه
وأنـت الذي تروي بنو الدهر كلها اذا عـم جـدب مـن سـحائب أيـديه
لقـد عقمـت بغداد أن تنتج امرءاً كجعفـر أو يـأتي الزمـان بثانيه
أرى الشـعر ادنى من معاليه رتبة ولكنـه لفـظ إلـى النـاس انهيـه
فــاعرب فيــه عــن بنــاء علائه فهـا مجده يبنى على الرفع عاليه
وذا رأيـه يبنـى علـى فتـح مشكل وذا ســيفه يبنـى لكسـر اعـاديه
علـى الضـم تبنـى والوقاق فعاله فمـا عنصـر إلا علـى الوفق بانيه
يخـاطر فـي نفـس علـى الدهر مرة ومـن يركـب الأخطـار تعلو مراقيه
لقــد دهمــت دهـم الخطـوب بلاده فأوضـح داجـي الخطـب غـر مساعيه
بـه أصـبح القطـر العراقي سالماً مـن الـداء مـذ جس النوابض آسيه
ومــن عجــب إن العــراق تسوسـه مـن الغـرب كفـار يـذلون من فيه
ومــن عجــب يـا آل يعـرب انكـم بشــرقكم تغـزون والغـرب غـازيه
ومـن قبل كان الشرق للغرب فاتحاً وآبـاؤكم كـانوا الغـزاة لقاصيه
فـذي تـونس إحدى الفتوحات والتي فروقـاً تسـمى والتواريـخ تحكيـه
لقــد خلــد الآبـاء للشـرق عـزة كمـا سـجل التأريـخ فيكم مساويه
ألسـتم سـراة الخلـق في كل بلدة فلـم ولمـاذا قـد غـدوتم أدانيه
فلا نصـف حـتى يعلـن الشـرق غارة علـى الغـرب فيهـا يسترق مواليه
أبـا صـادق يـابن الكـرام إصاخة لشـعر امـرء تبكي العراق قوافيه
هـو الـوطن الأسمى وإن كان مولدي بعاملــة أعلـى الشـئام رواسـيه
أحـن اليـه لا الـى الشـام اننـي قطفـت بـه زهـر الكمـال وزاهيـه
وصــافيت اخوانـاً ببغـداد لا أرى مثـالاً لهـم فـي اذرعـات اصـافيه
خليلـي مـرا بـي على الكرخ ساعة فمـا ينفـع العاني انسكاب مآقيه
أميلا عـن الشـامات اعنـاق عيسكم وميلا بهــا نحـو العـراق احييـه
سـأبكيه بالدمع المذاب من الحشا وان قـل هـذا قلـت بالنفس افديه
سـأبكيه حـتى يحكـم اللـه بيننا بقــرب التلاقـي أو بمـوت الاقيـه
محمد رضا الزين
22 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد رضا بن سليمان بن علي بن زين الدين الأصغر بن موسى بن يوسف بن زين الدين الأكبر.

عالم جليل، وأديب شهير، وشاعر موهوب.

ولد في صيداء، ونشأ بها على أبويه، ودخل المدرسة العلمية في النبطية، فتلقى تعليمه الأساسي في صفوفها، وتفنن في لغة العرب، وحفظ الشعر، وقرأ المنطق.

هاجر إلى النجف عام 1316 لطلب العلوم الدينية حيث أخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى بلاده حيث تسلم إدارة مدرسة النبطية العلمية، ثم أصبح قاضياً للمذهب الجعفري.

توفي في بيروت إثر سقوطه من مرتفع.

له ديوان شعر، وله: (آل الزين في التاريخ)، (التاريخ الإسلامي)، (مراسلات أدبية).

1945م-
1365هـ-