غاض الندى فجميل الصبر مستلب
الأبيات 23
غـاض النـدى فجميـل الصبر مستلب والمجـد صـوح منـه ربعـه الخصـب
والعلـم منـدرس الأعلام قـد خمـدت منــه الأشــعة والايمــان منتحـب
والجــود منحبـس والبخـل منطلـق والشــرك مغتبـط والـدين مكـتئب
والنـاس صـنفان هـذا قـابض كبداً حــرى وآخـر منـه الـدمع منسـكب
قد كان شخصك في الدنيا لنا قمراً مـن نـوره تسـتمد الأنجـم الشـهب
وكنـت كهـف الـورى إن ازمة نزلت وفـارج الكـرب إمـا اغفلـت كـرب
فـاليوم بعـدك لا كهـف نلـوذ بـه ولا مســامر إلا الحــزن والنصــب
وان يومـــك وافانـــا بنائبــة دهمـاء تصـغر مـن أعضالها النوب
رزء أطــل علـى الـدنيا بقارعـة مـن وقعهـا خلـت ان الحشر مقترب
خطــب أذل مــن الاســلام بيضــته وأعقـب الـدين كسـراً ليـس يرتئب
يـا مرهـب الصـيد مـن طرف تقلبه كيف اعتراك الردى لم يعره الرهب
يا سالب القرن في الهيجاء مهجته كيـف اغتـديت بأيدي الموت تستلب
وان عيـن المعـالي الغـر داميـة عــبرى وعينـي عيـن ماؤهـا صـبب
أضـم كفـي علـى قلـبي مخافـة أن تطيــر منـه شـظاياه الـتي تجـب
لـو كـأن يقبـل مـوت فديـة لا تت تفـديك منه رجال في العلى رغبوا
لا يرهبون اقتحام الجمع ان ركبوا ولا يكفكفهـم عنـه القنـا السـلب
لا يلبسـون دروعـاً في الوغى جنتاً وعزمهـم درعهـم لا الـدرع واليلب
مـن كـل أبلـج وضـاح إذا اشتجرت يـوم الكفـاح قنـا الخطي والقضب
صـعب القيـاد لمـن يبغـي مـذلته سـهل العريكـة لا يلـوي به الغضب
المجهـد النفـس فـي طاعات خالقه والمتعـب الجسـم لا يعتاقه التعب
مـا مـات شـخص وفي الدنيا مآثره منهـا بنـوه هـم الأقمـار والشهب
مـن اسـرة المجد قد لفوا برودهم علـى العفاف اليهم ينتهي والشهب
لازال صـوب مـن الرضـوان منسـكباً علــى ضـريح بـه الايمـان محتجـب
محمد رضا الزين
22 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد رضا بن سليمان بن علي بن زين الدين الأصغر بن موسى بن يوسف بن زين الدين الأكبر.

عالم جليل، وأديب شهير، وشاعر موهوب.

ولد في صيداء، ونشأ بها على أبويه، ودخل المدرسة العلمية في النبطية، فتلقى تعليمه الأساسي في صفوفها، وتفنن في لغة العرب، وحفظ الشعر، وقرأ المنطق.

هاجر إلى النجف عام 1316 لطلب العلوم الدينية حيث أخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى بلاده حيث تسلم إدارة مدرسة النبطية العلمية، ثم أصبح قاضياً للمذهب الجعفري.

توفي في بيروت إثر سقوطه من مرتفع.

له ديوان شعر، وله: (آل الزين في التاريخ)، (التاريخ الإسلامي)، (مراسلات أدبية).

1945م-
1365هـ-