أصادق دهري والزمان مكاذب
الأبيات 26
أصــادق دهـري والزمـان مكـاذب وكـل خليـل فـي الزمـان مـوارب
طفـت البسـيط فلـم أجـد من وده صـــاف ولكــن الأنــام عقــارب
فحيـر حيـاة للفـتى عـزل نفسـه عـن النـاس والكتب الأنيقة صاحب
فليسـت تـذيع السـر وهـي صوادق اذا حــدثت أو جـونبت لا تجـانب
تقــص أحاديثــاً بأفصــح منطـق بغيــر لسـان فهـي عجـم عـوارب
ولا عــز إلا فــي لعــاب يراعـة هو الشهد في يوم أو الموت عاطب
يهـز فلا الرمـح الردينـي لهـذم لـديه ولا السـيف المهنـد قاضـب
خطيـب لـه العشـر العقول موارد وملـك لـه الخمـس اللطاف مواكب
نحيـف اذا ارضـعته النقس راجلا تـراه سـميناً خطبـه وهـو راكـب
ومـن عجـب أنـي إلـى غيـر راغب طـوال الليـالي فـي ودادي راغب
اصــافيه ودي وهـو للـود مـاذق واسـقيه وصـلي وهـو للهجر شارب
سأصـدر انضـائي الهجان عن الأذى إلـى مـورد تصـفو لديه المشارب
اديـم السـرى فـي مهمـه ومفازة بهـا الذئب يعوي والسباع سواغب
أميـل علـى أكـوارهن مـن الكرى كمـا مال من نبت العناقيد شارب
لقـد حلقـت عـن خطـة الضيم همة تحـك بهـا الجوزاء مني المناكب
أخـوض المنايـا فـي بسالة ضيغم لـه السـرج غيـل والسيوف مخالب
بعزمـة مقـدام لـدى الروع أروع يفـل بهـا حـد الظبـا والمضارب
مـن القوم أمثال الجبال حلومهم وأيـديهم فـي الجـود مزن سحايب
لنـا العز والعلياء في كل مشهد ولا عيـب إلا السـاميات المنـاقب
خليلـي ريعـان الصـبا يسـتفزني وفـي القلب مشبوب من الوجد لاهب
لقـد انجـد الأظعـان يوم تحملوا فأنجــد صـبري والـدموع سـواكب
أقمـت وفـي الركب المجدين غادة مـن العيـن مقلاق الوشاحين كاعب
من العين أما الحجل منها فأخرس يغــور وأمــا قرطهــا فيجـاوب
مـن المرسـلات الـدمع دراً وانما مذاب الحشى مني الدموع السوارب
تغيـب وتبـدو فـي الجعود كأنها هلال بــدا مـذ غيبتـه السـحائب
إذا نهضــت خـف القـوام وإنمـا تثقلـــه الأرداف فهــي أهاضــب
محمد رضا الزين
22 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد رضا بن سليمان بن علي بن زين الدين الأصغر بن موسى بن يوسف بن زين الدين الأكبر.

عالم جليل، وأديب شهير، وشاعر موهوب.

ولد في صيداء، ونشأ بها على أبويه، ودخل المدرسة العلمية في النبطية، فتلقى تعليمه الأساسي في صفوفها، وتفنن في لغة العرب، وحفظ الشعر، وقرأ المنطق.

هاجر إلى النجف عام 1316 لطلب العلوم الدينية حيث أخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى بلاده حيث تسلم إدارة مدرسة النبطية العلمية، ثم أصبح قاضياً للمذهب الجعفري.

توفي في بيروت إثر سقوطه من مرتفع.

له ديوان شعر، وله: (آل الزين في التاريخ)، (التاريخ الإسلامي)، (مراسلات أدبية).

1945م-
1365هـ-