متى الأوطان ترفل بالبهاء
الأبيات 33
مـتى الأوطـان ترفـل بالبهاء وتســعد بعـد ذيـاك الشـقاء
لقـد كـانت قـديماً فـي رخاء وصـارت في الحديث إلى الغلاء
وكــانت بهجــة تزهـو بحسـن تسـر النـاظرين إلـى البناء
فصــارت عـبرة وغـدت مراحـا لسـرب الحادثـات مـع الفناء
بلاد ســـامها الحــدثان ذلا فــأفوت عنــد نازلـة البلاء
ومـا جلـب الرزيـة والبلايـا سـوى مشي الشعوب إلى الوراء
أتونــا بالتعصــب وهـو داء عضــال ليـس يطـرد بالـدواء
ومـا غيـر التضـامن من طبيب ولا غيـر التحـالف مـن شـفاء
مضـى وقـت الخلاف وجـاء وقـت يعلمنـا المصـير إلـى العلاء
أتـى زمـن بـه لبنـان يزهـو وعامـل والبلاد علـى السـواء
أتــى زمــن لســوريا هيــء يجـدد مـا اضـمحل من البهاء
بنـي وطنـي ألا هبـوا سـراعا وجدوا في الصباح وفي المساء
لتـدركوا غاية العلياء يوماً فقـد فـاز المجد إلى السناء
ولا تبكــوا علـى قـوم كـرام أغـذوا مسـرعين إلـى الثناء
أقـاموا فـوق أعواد المنايا فــداءاً للبلاد مــن الشـقاء
لئن ســكتت مقـاولهم عليهـا فقـد نطـق المنـاظر بالوفاء
ومـا دفنـوا ببطـن الأرض لكن غـدوا منهـا صـعوداً للسـماء
قضـوا حـق المكارم واطمأنوا وفـازوا بالسـعادة والبقـاء
بنـي وطنـي أفيقـوا من سبات فقـد جلـب الكرى طول العناء
أنومــا والبلاد علــى شـفير مـن الأهـوال منهـار البنـاء
أتـــاكم مقبلاً أمــر خطيــر فشـدوا العـزم مشحوذ المضاء
بـه انعقد الرجاء فان يفتكم فقـد ذهـب الرقـي مع الرجاء
بــه الآمـال تنجـح والأمـاني بـه الأوطـان تسـطع بالضـياء
بــه أرجــاء عامــل نيـرات بــه لبنـان يرفـل بـالرواء
يمثــل كــل شــعب تــائبوه كرامــاً قـد تحلـوا بالإبـاء
نريــد نزاهــة ورجـال صـدق يمــــدون البلاد بكـــل راء
بهـم تنجو البلاد من الرزايا ويخفــق فوقهــا علـم العلاء
يزينـون المراتـب لـم تزنهم ويعقــد فيهــم حبـل الـولاء
إذا نطقـوا فعـن حلـم وعلـم ونفـع للشـعوب علـى السـواء
فهـذا الوقت وقت العلم أضحى وليـس الـوقت وقـت الأغنيـاء
إذا كــان الغنـي لـه ثـراء فـان العلـم أفضـل مـن ثراء
إذا تـرك التعصـب كـان أولى فـان الحقـد يـؤذن بالفنـاء
أتينـا بالنصـائح وهـي فـرض فليـت القـوم تسـمع للنـداء
محمد رضا الزين
22 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد رضا بن سليمان بن علي بن زين الدين الأصغر بن موسى بن يوسف بن زين الدين الأكبر.

عالم جليل، وأديب شهير، وشاعر موهوب.

ولد في صيداء، ونشأ بها على أبويه، ودخل المدرسة العلمية في النبطية، فتلقى تعليمه الأساسي في صفوفها، وتفنن في لغة العرب، وحفظ الشعر، وقرأ المنطق.

هاجر إلى النجف عام 1316 لطلب العلوم الدينية حيث أخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى بلاده حيث تسلم إدارة مدرسة النبطية العلمية، ثم أصبح قاضياً للمذهب الجعفري.

توفي في بيروت إثر سقوطه من مرتفع.

له ديوان شعر، وله: (آل الزين في التاريخ)، (التاريخ الإسلامي)، (مراسلات أدبية).

1945م-
1365هـ-