حَيَّت رُسومَكَ جِدَّةٌ مِن دارِ
الأبيات 41
حَيَّـــت رُســومَكَ جِــدَّةٌ مِــن دارِ وَسـَرَت عَلَيـكَ مِـنَ الغَمـامِ سـَوارِ
فَصــُبابَتي بِمُحَصــَّبٍ مِــن خَبئِهـا نَثَـرَت جِمـارَ الـدَمعِ مِـن أَشـفارِ
رَســمٌ يُســاوِرُهُ البِلــى فَكَـأَنَّهُ فيـهِ وَشـيكُ المَحـوِ فـي الأَسـطارِ
تَـرَكَ المـتيَّمَ لا يُفيقُ وَما اِحتَسى إلّا مُثــارَ الشــَوقِ غَيــرَ مُـدارِ
فَيخـالُ نفـحَ التُـربِ مِسكاً أَذفَراً وَيَخـالُ عِطـفَ النُـؤي شـَطرَ سـِوارِ
وَمُنــازِعي كَـأسَ السـُهادِ زَواهـرٌ أمَّ الــذَميلُ بِهــا بَعيـدَ مَغـارِ
أَو بـارِقٌ طَـيَّ الغَيـاهِبِ مِثـلَ ما خَطَّــت عَلــى ســَبَجٍ سـُطورُ نُضـارِ
قَدَحَتهُ أيدي الغَيمِ في فَحَمِ الدُجى فَكَأَنَّمـــا هُــوَ مِــن أُوارِيَ وارِ
وَرَعَيتُهــا حتّـى إذا صـَدَحَت عَلـى أَيــكِ الدُجُنَّــةِ للصـَباحِ قُمـاري
وَلَقَـد قَـدَحتُ زِنـادَ شـَوقٍ يَهتَـدي بِلَهيبِــهِ طَيـفُ الخَيـالِ السـاري
لَكِنَّهُـم مَنَعـوا الخَيالَ مَعَ الكَرى وَكَفــى بِصــَدٍّ بَعــدَ شـَحطِ مَـزارِ
إن بـانَ أُنسـي كـانَ أُنسِيَ لَوعَتي أو بـانَ جـاري كـانَ دَمعـي جاري
أو أنتَشـِق أرَجَ الحَيـاةِ فَذاكَ ما يُهــديهِ نَفــحُ بَشــامَةٍ وَعَــرارِ
فاجعَــل شـِعارَكَ عَزمَـةً مِـن هِمَّـةٍ أَمضــى وَأقضـى مِـن شـَباة غِـرارِ
وَاحمِ الذَميلَ على المَطِيِّ سِوى إذا أمَّـــت بِوَخــدٍ مَطلِــعَ الأَنــوارِ
وَالثَـم هُنالِـك تُربَـةَ العِزِّ الَّتي أَزرى حَصـــاها رِفعَـــةً بِــدَرارِ
الأَمجَـدُ الشـَرِف الَّـذي قَـد جـادَهُ مِـن نَفـحِ روحِ اللَـهِ صـَوبُ قِطـارِ
حَـرَمُ الهدايَـةِ وَالرِسالَةِ خَيرُ ما يُلقـي النَزيـلُ بِـهِ عَصى التَسيارِ
وَطَـنُ النَبِـيُّ الطاهِرِ المُختارِ مَن أَعلـــى ذَوائِبَ يَعـــرُبٍ وَنِــزارِ
هـادٍ إِلـى السـَنَنِ القَـويمِ وَآخِذٍ حِجــزَ الخَلائِقِ عَـن شـَفيرِ النـارِ
وَمُؤَيَّــدٍ بِــالمُعجِزاتِ المُحكَمــا تِ الســاطِعاتِ الواضــِحاتِ مَنـارِ
وَتَباشـَرَ الهُـدى المُنيـفُ بِهِ كَما يَتَباشـــَرُ الأَمحـــالُ بِالأَمطــارِ
وَتَزَيَّنَــت بِشـِعارِه الـدُنيا كَمـا تَتَزَيَّـــنُ الأَغصـــانُ بِالأَزهـــارِ
وَانجـابَ غَيمُ الشَكِّ عَن وَجهِ الهُدى وَأَنــارَ بَـدرُ الحَـقِّ بَعـدَ سـِرارِ
يـا خَيـرَ مَن يَجري الرَجاءُ لِبابِه حَــذَرَ البَــوارِ وَموبِــقَ الأَوزارِ
فَصــِفاتُكَ الغُـرُّ الَّـتي لا تَنقَضـي أَو تَنقَضــي بِالعَــدِّ قَطـرُ بِحـارِ
أَخرَســنَ كُــلَّ أخـي بَيـانٍ مُسـهِبٍ وَجَلَبــنَ عَــيَّ المِصـقَعِ المِكثـارِ
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا نَمَّ الصَبا بِشـَذى رِيـاضِ الزَهـرِ فـي الأَسحارِ
وَأَدامَ وارِثَ دَسـتِ هَديِكَ سِبطَكَ الز زاكـي الأَرومَـةِ فـي أَصـيلِ فَخـارِ
سـَبّاقُ شـَأوِ المَجـدِ أَدنـى خَطـوُهُ أَمَــدَ المُبـاري أَو طُمـوحَ مُجـارِ
فَـإِذا السـَوابِقُ عارَضـَت مِضـمارَهُ رَجَعَــت وَلَــم تَعلَـق لَـهُ بِغُبـارِ
أَقلامُــهُ إن خطَّـت تَوقيـعَ العُلـى يَـومَ الـوَغى قَصـَدَ القَنا الخَطّارِ
وَلَــهُ نَـدى كَـفٍّ يُسـاجِلُهُ الحَيـا فَيَغُـــضُّ جــامِحَهُ يَــدُ الإِقصــارِ
مـا أَقسـَمَ العافي بِها إِلّا اِنثَنى وَيَمينُــــهُ مَقرونَـــةٌ بِيَســـارِ
فَهُـوَ الَّـذي سـَلَبَ المُلوكَ نُفوسَها وَلَبوســـَها وَمُمهِّـــدُ الأَقطـــارِ
مــا عاصـِمٌ مِـن دونِـهِ لُجَـجٌ وَلا يَحمــي شــَقِيّاً مِنـهُ بيـدُ قِفـارِ
وَمَــتى يُجَهِّــز للعُــداةِ رِسـالَةً كــانَت لَهُــم بِالجَحفَـلِ الجَـرّارِ
قَــدّاحُ زَنـدِ المكرُمـاتِ وَمُعتَلـي أَوجَ الفَخــارِ وَمُــدرِكُ الأَوتــارِ
وَجَميـلُ ذِكـرِك صـارَ أسرى مِن صَبا فــي حَيـثُ لا يَبـدو دَليـلُ نَهـارِ
وَكَفـى بِلَثـمِ التُـربِ مِـن آثـارِهِ شــَرَفَ الرِقـابِ وَرِفعَـةَ المِقـدارِ
لا زالَ وَهـــوَ مُؤيَّـــدٌ وَمُســـَدَّدٌ حــامي الــذِمارَ مُظَفَّـرُ الأَنصـارِ
الحسن بن أحمد المسفيوي
21 قصيدة
1 ديوان

أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي.

شاعر من أهل مراكش، ومن شعراء المنصور المتميزين.

ضاعت أشعاره كما ضاعت موشحاته.

1622م-
1032هـ-