أَودى الغَرامُ بِصَبٍّ قادَهُ وَصَبا
الأبيات 42
أَودى الغَــرامُ بِصــَبٍّ قــادَهُ وَصــَبا أَولاهُ ثـــوبَ ســـَقامٍ قَـــدُّهُ وَصــَبا
وافـى بِغـاراتِهِ صـَبري فَمـا اِنقَلَبَـت حَتّـى غَـدا سـَرحُ نَـومي عِنـدَها سـَلَبا
سـَل رَسـمَ دارِ الأُلـى شـَطّوا فَهَل شَرِقَت بِـالرَيِّ مِـن عَنـدَمِ الـدَمعِ الَّذي سُكِبا
خـطَّ النَـوى أَحرُفـاً مِـن عيسـِهِم فيُرى سـَطرُ القِصـارِ عَلـى طِـرسِ العُلى كُتِبا
أَمَّــت رِكـابُهُمُ البيـدَ القَـواءَ بِهِـم وســُمنَ أرجاءَهـا التَقريـبَ وَالخبَبـا
كمــائِمٌ مِــن خُــدورٍ حُمِّلَــت زَهَــرا وأنجُـــمٌ جُعِلَـــت أفلاكُهـــا قِبَبــا
بِــهِ زَهــا عَــرضُ بَيــداءٍ فَتَحسـَبُها عَلــى غَــديرِ سـَرابٍ قَـد طَفـا حَبَبـا
فَحَـــيِّ حَيّــاً حَلــولاً بِــالعَقيقِ وَإِن أَجــرَوهُ مِلــءَ جُفـوني واكِفـاً سـَرِبا
وَلا تَحِيَّـــــةَ إلّا مـــــا يُعَلِّلُــــهُ شـَيمُ البُـروقِ وَرَيّـا مِـن نَسـيمِ صـَبا
وَاللَيــلُ أسـحَمُ جِلبابـاً وَقَـد رَكَـدَت نُجــومُهُ فَــانطَوى صــُبحٌ بِــهِ طُنُبـا
هَصـــَرتُهُ وَجُفـــونُ الشــُهبِ ســاهِرَةٌ وَأَشـقَرُ الـبرقِ فـي نَقـعِ الغَمامِ كَبا
كَـــم ذا أَبِــيِّ اغتِــرامٍ لا يُــدَلِّلُهُ أَمـا يَليـنُ اِنقِيـاداً بَعـدَ مـا صَعُبا
أمِــط قَــذاةَ التَـواني عَـن شـَرائِعِهِ وَاِشــدُد لَـهُ بمَضـاءِ الهِمَّـةِ السـَبَبا
أجِــل قِــداحَ رَشــادٍ وَاطَّــرِح فُرُطـاً مِـنَ الهَـوى طالَمـا اسـتَخفَفتَهُ حِقَبـا
أَلقِ العَصا في حِمى العِزِّ الَّذي اِنتخَبَت لَــهُ الأَصــالَةُ فـي بَحـرٍ سـَما رُتَبـا
حِمـى النَبِيِّ المَكينِ العِلمِ طاهِرِه الز زاكــي المَنــاقِبِ لاحَــت لِلعُلا شـُهُبا
مِــن طينَـةِ المَجـدِ وَالتَشـريفُ مُطَّـرِدٌ فيهــا مَعيـنٌ مِـنَ التَقـديسِ مُنسـَكِبا
نــورٌ مِــنَ الحَــقِّ وَضـّاحٌ لِـذي رَشـَدٍ بــادٍ صــَباحَ يَقيــنٍ يَنسـَخُ الرِيَبـا
أَبــان للجاحِــدِ الأَغشــى فَبـانَ لَـهُ نَهـجُ الحَقـائِقِ فـي لَيـلِ السُرى كُثُبا
وَشــامَ بارِقُهــا فَارتــادَ مُنعَرَجــاً مُفَوَّفــاً أرجــاً يُهــدي شــَميمَ كَبـا
وَخُــصَّ بــالقُربِ حَتّــى احتَـلَّ مَنزِلَـةً مِـن دونِهـا اختَـرَقَ الأطبـاقَ وَالحُجُبا
وَقـــائِدٌ بِبَراهيـــنٍ يَظَـــلُّ بِهـــا حَســـودُها قَلِــقَ الأحشــاءِ مُصــطَخِبا
لَــو لَــم يَكُــن غَيـرَ آيـاتٍ مُبَيَّنَـةٍ أَخرَسـنَ مَـن حـاكَ بُردَ الشِعرِ أو خَطَبا
دَهَــت مَعــاطِنَ شــِركٍ فَـانزَوى وَخـزى ضــَيئلَ شــَخصٍ وَقِــدماً قَـد عَلا وَرَبـا
حَتّــى إِذا لَــم تـدَع لِلشـِركِ قائِمَـةً إلّا وَكَســَّرتَ مِنهــا النَبـعَ والغَرَبـا
يـا خَيـرَ مَـن يَرتَجيـهِ المُستَجيرُ إذا مـا كـانَ كُـلُّ امـرِئٍ رَهنـاً بِما كَسَبا
صــَلّى عَلَيـكَ إِلَـهُ العَـرشِ مـا سـَجَعَت قُمرِيَّــةٌ فَــوقَ بــانٍ فَـاِنثَنى طَرَبـا
وَدامَ كافِــلُ هَـذا الـدينِ سـِبطُكَ مَـن يَسـمو بِكُـم فـي ذُرى فَخرٍ إذا اِنتَسَبا
خليفَــةً صــارَ بَيــنَ الخـافِقَينِ لَـهُ صـيتُ الثَنـاءِ عَلـى الأَفـواهِ قَد عَذُبا
يَنِـمُّ مِثـلَ شـَذا المِسـكِ الفَـتيقِ إِذا تَــداوَلَتهُ رِفــاقُ البيــدِ مُنتَهَبــا
تَشــرَّفَت بِــكِ أوصــافُ العُلـى فَكَفـى عِـزّاً بِهـا أَنـكَ تُـدعى بِاسـمِها لَقَبا
مــا إِن يُباريــكَ ذو زَهــوٍ مُفـاخَرَةً إِلّا تَـــوَلّى كَليلاً أو فليـــل شـــبا
وَلا يَجاريـــكَ فــي مِضــمارِ مَكرُمَــةٍ إِلا تَــولّى علــى الأَعقــابِ مُنقلِبــا
لمـا اِنتَصـَبتَ عَلـى دَسـتِ الفَخارِ رَأى مِنـكَ الـوَرى عَلَمـاً فَـرداً قَدِ اِنتَصَبا
حَتّــى خَطَبــتَ ارتِجــالاً فَتـحَ مَملَكَـةٍ كــانَ الســَفيرُ مُجَيفِلاً لَهــا فجَبــا
وَمــا مَضــى فَهـوَ مِـن آيِ ابتَـداءَتِه وَضــِعفُ أضــعافِهِ مــا كـانَ مُرتَقَبـا
يُقــارِضُ المُعتفـي عَليـاك حيـنَ غَـدا يــولي الثَنــاءَ إِذا أَولَيتَـهُ نَشـَبا
وَمَــن يَلُــذ بِــذِمامٍ مِنـكَ كَيـفَ إذَن يَنــالُهُ صــَرفُ دَهــرٍ غـالَ أَو غَلَبـا
تِلـكَ السـَجايا الَّـتي لَـم تُبقِ مَكرُمةً إِلّا وَقَــد أَحــرَزَت فـي شـَأوِها قَصـَبا
وَنَجلُــكَ الملِــكُ المَــأمونُ مُنتَهِــجٌ آثــارَ مَجـدِكَ لَـم يَعـدِل بِهـا أَرَبـا
فَهــوَ الَّـذي زانَ سـِلكَ العِـزِّ مُتَّسـِقاً وَهــوَ الَّـذي كـانَ للعَليـاءِ مُنتَخَبـا
لا زالَ مُلكُـــكَ بِالتَخليــدِ مُقتَرِنــاً يَجُـــرُّ ذَيلاً عَلـــى الأَملاكِ مُنســـَحِبا
الحسن بن أحمد المسفيوي
21 قصيدة
1 ديوان

أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي.

شاعر من أهل مراكش، ومن شعراء المنصور المتميزين.

ضاعت أشعاره كما ضاعت موشحاته.

1622م-
1032هـ-