تَبدّى هِلالُ السَعدِ مِن مَطلَعِ النَصرِ
الأبيات 32
تَبـدّى هِلالُ السـَعدِ مِـن مَطلَـعِ النَصرِ وَلاحَـت بُـروقُ المَجـدِ مِـن عَلَمِ الفَخرِ
فَمِـن هِمَـمٍ أَضـحى الثُريّـا لَهـا ثرىً وَمِــن عَســكَرٍ يَقتـادُهُ رائِدُ النَصـرِ
مَقــامُ مُلــوكِ الأَرضِ مِــن ســَطَواتِهِ مَقـام بُغـاثِ الطَيـرِ مِن مِخلَبِ الصَقرِ
فَهُــم شاخِصــو الأَبصـارِ نَحـوَ جَلالِـهِ يَخِــرّونَ لِلأذقــانِ تَحـتَ يَـدِ القَهـرِ
فَمــن لـم يَنَلـهُ فَيلَـقٌ مِـن كُمـاتِهِ أحَــلَّ بِـهِ مِـن قَبلِـهِ فَيلَـقُ الـذُعرِ
فَمـا دونَ أن يُعطـوا الإِنابَـةَ مَنـزِلٌ لَهُـم غَيرَ بَطنِ الوَحشِ أَو حَوصَلِ الطَيرِ
وَتَركُهُـــمُ صـــَرعى بِكُـــلِّ تَنوفَــةٍ ســُكارى بِكاسـاتِ المَنِيَّـةِ لا الخَمـرِ
فَكَـم فـلَّ غَـربَ الـروم سيفُ انتِقامِهِ وَطـافَ عَلَيهِـم طـائِفُ القَتـلِ وَالأسـرِ
وَكَـم سـَربَلَ الأَبطـالَ في حَومَةِ الوَغى مَجاســِدُ مِـن نَسـجِ المُثَقَّفَـةِ السـُمرِ
فَنــاحَت عَلَيهِــم كُـلُّ غَيـداءَ طَفلَـةٍ تُفيـضُ عَلَيهِـم واكِـفَ الأَدمُـعِ الحمـرِ
فَهَـل خـابَ سَعيُ السودِ أَو فالَ رَأيُها وَهَـل قـاوَمَت فـي زَعمِها عاصِفَ القَسرِ
رَعَـوا حِقبَـةً رَعـيَ الهُـدونِ وَأغفَلوا عَـواقِبَ مـا يَـأتي بِـهِ طـارِقُ الدَهرِ
فَمــــا راعَهُـــم إِلّا طَلائِعُ عَســـكَرٍ تُزَجّـي بِأُسـدِ الغـابِ دامِيَـةَ الظُفـرِ
عَلَيهِــم قَتــامٌ يَشـهَدُ اللَيـلُ أَنَّـهُ هُـوَ اللَيلُ وَالخِرصانُ فيهِ سَنى الزَهرِ
وَجُـردٍ كَأسـرابِ القَطـا ضـُمَّرِ الحَشـا يَنَلـنَ المَـدى لَـو أَنَّـهُ قُنَّـةُ النَسرِ
تُشـــَدُّ بِزَغـــفٍ مُســـبَلاتٍ كَأَنَّهـــا مُســَرَّدَةُ الأَرجــاءِ مِـن نُقَـطِ القَطـرِ
فَكَــم رايَــةٍ قَــد ظَلَّلَتهـا كَأَنَّهـا قُـدامى عُقـابٍ قَـد ثَنَتها إِلى الكَسرِ
يُســَدِّدُها المَنصــورُ فَهــيَ ســَحائِبٌ تَجودُ العِدى بِالحَتفِ مِن وَبلِها الغَمرِ
فَلا وَزَرٌ مِـــن بَأســِهِ غَيــرُ حِلمِــهِ فَناهيـكَ مِنـهُ قابِـلَ التَـوبِ وَالعُذرِ
وَناهيــكَ مِـن طَلـقِ الجَـبينِ كَأَنَّمـا أَسـِرَّتُهُ مِنهـا اسـتُعيرَ سـَنى البَـدرِ
إِلـى خُلُـقٍ لَـو كـانَ لِلطَّيـبِ نَشـرُها لَمـا اِنتَسَبَ الطيبُ الذَكِيُّ إِلى الشِحرِ
كَــــذا خُلُـــقٌ مَهدِيَّـــةٌ عَلَوِيَّـــةٌ تَوارَثَهـا الغُـرُّ الكِـرامُ عَـنِ الغُـرِّ
يَقَـرُّ بِـكَ المَهـدِيُّ عَينـاً وَقَبلَـهُ ال وَصـِيُّ بِمـا أَعقَبـتَ مِـن طيِّـبِ الـذِكرِ
بِمَــن لَــو رَمــى صـِفّينَ يَـومَ جِلادِهِ لَحَلَّـت بِجَيـشِ الشـامِ فـاقِرَةُ الظَهـرِ
لِيَهنِــهِ مُلــكُ الأَرضِ مَوطــودَةً لَــهُ سـَيُنتَظَمُ السـوسُ القَصـيُّ إِلـى النَهرِ
فَمــا دونَ دَربِ الشـامِ إِلّا اِلتِفاتَـةٌ وَمـا دونَ بَغـدادِ العِـراقِ سـِوى فِترِ
فَـإِن حـاوَلَ الأَعـداءُ مِنها اِعتِصامَها بِبُعـدٍ فَقَـد رامـوا المُحالَ مِنَ الأَمرِ
فَلَـو أَنَّهُـم حَلّـو السـِماكَينِ مَنـزِلاً لَبـاتَ الـرَدى مِن خَلفِهِم دائِماً يَسري
وَلَـو نـازَلَ البَحـرَ المُحيـطَ بعَزمَـةٍ لَعـادَت يَبابـاً بَعـدَها لُجَـجُ البَحـرِ
نِجــارُكَ خَيــرُ العــالَمينَ وَرِثتَــهُ فَناهيـكَ مِـن إرثٍ وَناهيـكَ مِـن نَجـرِ
فَلا زِلــتَ مَنصــورَ اللِــواءِ مُظَفَّـراً وَدامَــت بِـكَ الأَيّـامُ واضـِحَةَ البِشـرِ
فَلا نِعمَـــةً إِلّا ومِنكُـــم مَنالُهـــا وَلا عُــرفَ إِلّا مِـن نَـدى كَفِّكُـم يَجـري
الحسن بن أحمد المسفيوي
21 قصيدة
1 ديوان

أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي.

شاعر من أهل مراكش، ومن شعراء المنصور المتميزين.

ضاعت أشعاره كما ضاعت موشحاته.

1622م-
1032هـ-